نبيل المعجل لـ «الشرق الأوسط» : كلهم توقعوا فشل الكتاب

«بيل ونبيل» يحتل المرتبة الأولى لأكثر الكتب مبيعاً

TT

ما الذي يجمع بين كاتب سعودي ومؤسس شركة مايكروسوفت الاميركي بيل غيتس، حتى يتحول كلاهما إلى عنوان مشترك لمؤلف طافت شهرته الآفاق؟ نبيل المعجل، الكاتب السعودي الذي احترف الكتابة الإليكترونية، نسج عالماً افتراضياً من الخيال يتحاور فيه بأسلوب لا يخلو من السخرية مع «نديمه» بيل غيتس، حيث اقتحم عالم الخصوصية لأثرى رجل في العالم لينبش عالمه الخاص وصولاً لفلسفته في الحياة، وحتى أين قضى إجازته العائلية.

والكتاب خليط من الدراما والكوميديا، يكشف عن ذكاء المؤلف في سرد حوار افتراضي، يقوم على الإرسال والاستقبال، يحاول فيه المعجل أن يقترن فكرياً برجل يقاربه في السن، والاهتمام بالتكنولوجيا، لكنه ما يبرح أن يتجه بلغة ساخرة نحو المناكفات الاجتماعية بين الأزواج وصولاً لتقييم مفهومين متناقضين، أميركي وعربي، ورؤيتين متباعدتين، ينسجهما المعجل بأسلوب قصصي تقليدي، ولكن بقالبٍ شديد العصرنة بخفته ولمحاته.

وقد تصدر كتاب «بيل ونبيل» وهو الكتاب الاول للسعودي نبيل فهد المعجل المرتبة الاولى في قائمة الكتب الأكثر مبيعاً لموقع النيل والفرات، بالرغم من أنه صدر قبل أربعة أشهر فقط عن الدار العربية للعلوم، وشارك في معرض الكتاب الدولي في بيروت.

يقول نبيل المعجل لـ«الشرق الأوسط: «حتى وقت قريب لم يكن في نيتي نشر الحكايات في كتاب، فقد كنت أكتفي بنشرها اليكترونياً، ومع توالي الحكايات وبالذات حكايات «بيل ونبيل» التي لاقت رواجا عريضا من الخليج الى المحيط، بدأت بفكرة جمع الحكايات في كتاب يحمل عنوان «بيل ونبيل»، وقمت باستشارة العديد من الأصدقاء والأدباء. وكانت أغلب الردود غير مشجعة كثيرا والسبب أنني كاتب إنترنتي وليس لي حضور ملحوظ في الصحافة الورقية، وتوقعوا عدم نجاح الكتاب، باستثناء عدد محدود من الأصدقاء الذين شجعوني على النشر في كتاب».

 ويسرد نبيل المعجل قصة هذا الكتاب بالقول «إن الكتاب بكل بساطة خليط من الدراما والكوميديا.. مواقف مضحكة مبكية خيالية عن صداقتي الافتراضية مع بيل غيتس مؤسس وصاحب شركة مايكروسوفت، أكبر إمبراطورية برمجيات في العالم، أرافق بها القارئ في جولات تارة في مدينتي الدمام لتعريفه بالحياة اليومية للسعوديين، وتارة أذهب إليه في زيارة خاصة في أميركا، وأخرى ونحن نتحدث على الهاتف لإلقاء الضوء على قيمة الوقت لدينا وقيمة الوقت لدى الآخر، مرورا بقضائي معه إجازة راحة واستجمام، وكيف يفسر كل منا عبارة «راحة واستجمام». أيضا يتضمن الكتاب حكايات أخرى تسخر من الواقع الاجتماعي والديني والسياسي في الوطن العربي، واستخدام الدين ذريعة للتفوق والسيطرة، وتسويق مفاهيم محددة. فأتطرق تارة الى الرومانسية الزوجية، والزوجة الثانية، ومن ثم أعود الى السياسة والنادي العروبي، وأهمية استضافة نانسي عجرم واخواتها هيفاء وماريا وبوسي سمير كضيوف شرف في قمة النادي العروبي حتى نضمن مشاركة كل بيت عربي في القمة.. والى المقارنة بين جيل مرعوب، في اشارة الى جيلي، وبين جيل منفلت وهو جيل الشباب.. وهمومي عندما تخطيت سن الاربعين.. وقراري دخول مسابقة «ستار أكاديمي» وذكرياتي الدراسية عندما كنت طالباً في المرحلة المتوسطة وغيرها الكثير من الموضوعات الساخرة».

ويقول المعجل إنه توقع شيئاً من ردة الفعل، لكن لم يتصور أن تأتي بهذا الحجم: «الحظ أيضا لعب معي جيدا عندما انتهى الناشر من طباعة الكتاب قبل يومين فقط من معرض بيروت للكتاب الذي أفسح لي المجال للترويج له من هناك من خلال حفل توقيع أقيم لي وبعدها توالت المعارض، فكان حاضرا في معرض القاهرة ومن بعده كانت الإستجابة الكبيرة له في معرض الرياض. وقد حقق الكتاب مبيعات عالية حيث انتهت جميع النسخ والبالغة 1000 نسخة خلال الأيام الثلاثة الأولى، ومن بعدها في معرضي أبو ظبي والبحرين