بعد 5 سنوات.. قصة الحرب يرويها غربيون وأهل البلد شبه صامتين

العراق يملأ رفوف مكتبات العالم

TT

ما كتب عن العراق منذ عشية الاستعدادات للحرب عليه، ثم سقوط النظام العراقي في التاسع من أبريل 2003، وما أعقبه من اندلاع موجة العنف المستمرة منذ خمس سنوات، ربما يفوق ما كتب عن أي بلد واحد، في هذا الظرف الزمني القصير نسبياً، خلال عقود كثيرة، ويمكن للكتب التي صدرت عن العراق، أن تملأ رفوفاً كاملة في مكتبات العالم، خاصة في لندن ونيويورك، والسوق لا تزال رائجة. هنا تعريف ببعض هذه الكتب:

* طغيان صدام ومهمة اميركا

«الحرب حول العراق: طغيان صدام ومهمة اميركا» لمؤلفيه كريستول ولورنس كبلان، صدر عشية الحرب على العراق عام 2003. والمفارقة في هذا الكتاب، ان أحد مؤلفيه ينتمي إلى اليمين المحافظ، والآخر إلى اليسار الليبرالي. فالأول يعتبر أحد قيادات المثقفين في الحزب الجمهوري. وخلال إدارة بوش الأب، عمل مستشاراً لنائب الرئيس، واخصائياً في شؤون الأمن القومي. اما الثاني، فهو رئيس تحرير «ويكلي نيوريبابلك». ومع ذلك، وحدتهما رؤية واحدة: ان صدام حسين شر على العالم كله، وان التخلص منه مهمة أخلاقية بالدرجة الاولى، سواء كان المرء ليبرالياً أم لا، ثم بعدما قدما سرداً طويلاً بالانتهاكات التي ارتكبها النظام البعثي في العراق منذ سيطرته على السلطة عام 1968. والنقطة الجوهرية في الكتاب هي: ان المصلحة الوطنية للولايات المتحدة تتطلب نشر الديمقراطية في البلدان التي تشكل تربة صالحة لنمو الإرهاب، وفي مقدمتها العراق.

* العراق وأميركا.. وسويسرا

على النقيض تماماً من اطروحات هذا الكتاب، صدر، في الفترة نفسها تقريباً، كتاب «العراق: خطة الحرب» الذي ضم عشر مقالات كتبها باحثون مختلفون، من ضمنهم نعوم تشومسكي، ووزير الخارجية الفرنسي آنذاك دومينيك دو فيلبان. والقاسم المشترك لهذه المقالات هو ان الولايات المتحدة لا تملك الحق القانوني أو الأخلاقي لغزو بلد آخر، وتغيير النظام فيه.والمقالات، عموماً، تتهم اميركا بانها تبحث عن مصالحها الخاصة من خلال شن الحرب، وما صدام حسين وأسلحة الدمار الشامل سوى حجتين واهيتين. ثم يطرح الكتاب السؤال التالي: لماذا لم تقم أميركا بغزو سويسرا مثلاً؟ والجواب: لا نفط هناك، حسب الكتاب.

* تحرير العراق جواب أخلاقي

كتاب وليم شاكروس «الحرب على العراق» ينتمي إلى الفصيلة الاولى، أي الكتب المؤيدة لغزو العراق. وتقريباً من المنطلقات الانسانية والأخلاقية نفسها. فشوكروس يرى «أن تحرير العراق هو خطوة أولى نحو نظام عالمي جديد تعتبر فيه القوى العالمية الرئيسية ان من واجبها مساعدة الشعوب المقهورة في تحرير نفسها من الحكام المستبدين». ومن هنا، فإن شاكروس، الذي كان يسارياً يوماً ما، وهو ابن قائد عمالي بريطاني سابق، يجد أن الواجب الأخلاقي هو الذي حتم على الولايات المتحدة شن الحرب لتخليص العراقيين والعالم كله من صدام حسين، «لأن اميركا هي الدولة الوحيدة القادرة على تحرير الشعوب المقهورة».ويعتقد شوكروس أن بلير كان على حق حين تحالف مع اميركا «لخلق نواة من أجل الخير». وكان يأمل أن ينضم العديد من الدول لهذه النواة.

* العراق الجديد.. مشاهدات ميدانية

يرسم جورج باركر، أحد كتاب مجلة «نيويوركر»، في كتابه الشهير «بوابة القاتل» صورة قريبة لما طرحه شاكروس، بتسليطه الضوء على ما كان يعانيه العراقيون أثناء حكم الرئيس العراقي السابق. لكن ما يميز كتاب باركر هو انه لم يستند إلى أحكام نظرية جاهزة ذات بعد واحد. فقد زار العراق، وجال فيه من كركوك إلى مدينة الحلة، ونقل شهادات حية عن الناس «المصممين على بناء حياتهم بشكل أفضل على الرغم من كل المآسي التي مرت بهم». وهو ينتقد الإعلام الغربي الذي يركز على الهجمات الانتحارية، وعدد القتلى، متجاهلاً أن حياة جديدة بدأت في العراق على الرغم من كل شيء. وبالرغم من ذلك، لا يبدو باركر، المحسوب على التيار الليبرالي، واثقا من الأسباب الحقيقية للحرب، بعكس شوكروس، إلى الدرجة التي يورد فيها ما يقوله البعض بأنها شنت إرضاء لإسرائيل، أو للسيطرة على نفط العراق، من دون أن ينفي ذلك أو يؤكده. وربما لهذا السبب، تركزت المحاور الأساسية في كتابه على عراق ما بعد الحرب.

* ماذا بعد صدام حسين؟

كتاب جون لي اندرسون، الذي كان يغطي أحداث الحرب لمجلة نيويورك، المعنون «سقوط بغداد» قريب من طبيعة الكتاب السابق، فهو يعتمد على مشاهد ميدانية للأيام الاولى للحرب التي غطى معظم أحداثها الدامية.

وكان اندرسون قد تعرف قبل ذلك على كثير من رموز النظام العراقي، خاصة طارق عزيز. ورغم انه يذكر أنه غير مختص بالشؤون العراقية، إلا ان كتابه يظهر كم هو على إلمام كاف بما كان يجري قبل الحرب وبعدها. ويمكن لقارئ الكتاب أن يخرج باستنتاجين رئيسين منه: ان الأميركيين لم يكونوا يعرفون ماذا سيفعلون بعد سقوط النظام السريع غير المتوقع، وانهم، في الوقت نفسه، كانوا ضحية لبعض فصائل المعارضة العراقية، التي صورت لهم الأمور على عكس ما هي موجودة في الواقع العراقي المعقد.

* لقاء مع المتمردين

إحدى زوايا الواقع العراقي المعقد، يلتقطها جيسون بيرك، عبر حواره مع جنود اميركيين، وبعض قادة التمرد المسلح. ورغم أن الموضوع العام لكتابه يدور حول الإسلام، إلا أنه يخصص عدة فصول للعراق الذي وصله قبيل الحرب عن طريق كردستان.

يسجل بيرك صدمته البالغة لان عدداً كبيراً من الجنود الاميركيين «لا يعرف الأرض الذي جاء يحررها، ويعيد بناءها». ويذكر أن بعضهم أخبره أنه لم يكن يتوقع أن يرى مدناً، بل صحراء وجملاً. أما عن لقاءاته مع بعض المسلحين، فينقل عن قائد لهم قوله: «إن بوسع الولايات المتحدة وقف كل مشاكل العراق، وإن العراقيين لن يقاتلوا إذا توفر الغذاء والحياة الكريمة».

* بريمر ويومياته

كثير من الباحثين المهتمين بالشؤون العراقية والسياسيين، كانوا ينتظرون مذكرات كتاب الحاكم المدني السابق في العراق، بول بريمر. وجاءت هذه المذكرات، التي صدرت في كتاب «سنتي في العراق»، مخيبة للآمال إلى حد ما، فلم تتضمن أشياء غير معروفة، سواء في ما يخص الوضع في العراق ما بعد الحرب، أو في ما يتعلق بالاستراتيجية الاميركية في هذا البلد. وربما كان الشيء المثير في يوميات بريمر ما كشفه عن الشخصيات العراقية القيادية، وصراعاتهم مع بعضهم البعض في تلك الفترة العصيبة، وضحالة تفكير البعض، وتغليبه مصالحه الشخصية والحزبية، وعدم التزام البعض الآخر، مما جعله يعاني الأمرّين حتى في تنظيم اجتماع واحد. وهو يعتبرهم «حفنة من المنفيين الكسالى الذين لا يمثلون إلا أنفسهم، وأنهم لم يتمكنوا حتى من تنظيم مسيرة». لكنه في الوقت نفسه يثني على أعضاء آخرين مثل عدنان الباجه جي وعادل عبد المهدي وحميد مجيد موسى وغازي الياور وإياد علاوي ومحسن عبد الحميد. ويكشف بريمر في كتابه بأن دونالد رامسفيلد، وزير الدفاع يريد تخفيض عدد القوات الاميركية في العراق والإعداد لترك البلاد بأسرع وقت ممكن. الا ان ذلك، كما يقول، كان متعارضا مع ما حصل عليه خلال اجتماعاته مع الرئيس جورج بوش الذي اصر على ان الولايات المتحدة يمكنها الاستمرار في طريقها «حسبما يتطلب الامر، لتحويل العراق الى ديمقراطية شعبية». وفي خلال اسابيع من وصوله لبغداد تبين لبريمر ان تحقيق اهداف بوش يمكن ان تستغرق سنوات من الالتزام العسكري والاقتصادي والسياسي للعراق بدلا من الشهور التي كان يعتقد رامسفيلد ان الامر سيستغرقه. ولذا تجاهل مطالب البنتاغون لتسليم السلطة الى المنفيين الذين نظمهم في مجلس للحكم، وركز على الخطط لتحرير الاقتصاد العراقي، وخلق قوة شرطة جديدة والسعي لقيادات محلية جديدة.

وفيما يخص حل الجيش العراقي، يلقي بريمر المسؤولية على «الجهات العليا» في واشنطن، في إشارة إلى وزير الدفاع السابق رامسفيلد.، رغم انه لا يزال يدافع عن هذا القرار، كما في تصريحات جديدة نشرت له قبل أيام بمناسبة الذكرى الخامسة للحرب على العراق.

ويرى بعض المراقبين أن بريمر كان قليل الإنصاف مع الجنرالات الأميركيين الذين عمل معهم. فهو يقول عن الجنرال جون أبي زيد إنه أراد أن يحيي جيش صدام حسين بينما كان الجنرال ريك سانشيز شديد التعب، غير قادر على تطوير أي رؤية إلى ما وراء المتطلبات اليومية. وفي مكان من الكتاب كتب بريمر مستنتجا من أن الجيش الأميركي «لم تكن لديه أي استراتيجية للانتصار» على المتمردين بسبب أن القادة العسكريين ورؤساءهم في البنتاغون فكروا فقط في عمليات تدوير الوحدات العسكرية.

* رهان على العراق الجديد

يرى الأكاديمي الأميركي من أصل عربي فؤاد عجمي في كتابه «هدية الأجنبي» أن الحرب على العراق كانت حرباً عادلة، وإنها، أيضاً، لم تكن عملية سرية تم طبخها على يد نائب وزير الدفاع السابق بول وولفويتز، وإنما حصلت على مصادقة واسعة من الأغلبية المطلقة في مجلسي النواب والشيوخ.

ولعجمي علاقات واسعة مع السياسيين العراقيين، وكان قد زار العراق عدة مرات بعد الحرب. وهو يرى أن هذا البلد هو أشبه بيتيم في «محاكمة الرأي العام»، وأن حقيقة الوضع الجديد قد حجبها الإعلام والسيارات المفخخة. حقيقة الوضع الجديد، بالنسبة له، تتجسد في الحرية الواسعة التي يملكها العراقيون الآن مقارنة بالوضع السابق. إن «مشروع العراق» الأميركي، كما يضيف، حقق هدفه الأساس، المتمثل بتغيير النظام في بغداد. وتم وضع جدول زمني لتحقيق الديمقراطية في العراق بشكل تفصيلي في أغسطس (آب) 2003، ومنذ ذلك الوقت تم الالتزام به بشكل دقيق، كما ان تغيير النظام السابق حرر طاقات ديمقراطية في العديد من البلدان العربية.

وكتاب «هدية الأجنبي» هو من الكتب القليلة التي تدافع عن أحمد الجلبي، الذي يعتبر على نطاق واسع بأنه كان وراء إقناع أميركا بضرورة شن الحرب على العراق لتخليصه من صدام حسين.

أما بالنسبة للعنف الذي أعقب عملية التغيير، فهو شيء طبيعي بسبب بقايا البعثيين والجماعات الدينية المتطرفة التي لا تريد أن ترى عراقاً جديدا. وهو يعزو انخفاض نسبة تأييد الحرب وسط الرأي العام الأميركي إلى أطراف سياسية وإعلامية استغلت صعوبات الوضع في العراق لتحقيق مكاسب سياسية.

* التورط الإيراني والسوري

من الشخصيات التي وجهت نقداً شديداً لبول بريمر هو علي علاوي، الذي شغل منصبي الدفاع والمالية في حكومتين عراقيتين تشكلتا بعد الحرب، وذلك في كتابه «احتلال العراق: كسب الحرب وخسارة السلام». ويصف علاوي بريمر بأنه لم يكن منصفاً، وإنه ارتكب أخطاء جسيمة بحل الجيش، مما شجع على حصول التمرد.

وفي ما يخص الحرب على العراق، يعتقد علاوي أنها حققت أهدافها بإسقاط صدام حسين. وما حدث لاحقا كان بداية حرب جديدة شنها أولئك الذين يرغبون، لأسباب عديدة، في منع تحقق الديمقراطية في الشرق الأوسط.

ولعل أهم شيء في كتاب علاوي، المعلومات التي يكشفها عن تورط إيران وبعض الدول العربية في العراق، باعتباره وزيراً سابقاً للدفاع. وهو يكشف ان ايران اقامت شبكة واسعة من الجواسيس والعملاء «النائمين» مدعومين باستخدام هائل «لسلطة سياسية غير مباشرة» لمفاقمة عدم الاستقرار في العراق، بل انه يؤكد ان الخوف من الهيمنة الايرانية دفع بعض السنة الى المشاركة في التمرد.

ويقول ان لدى طهران عملاء وجواسيس في العراق اكثر مما لدى الولايات المتحدة ودول التحالف من العاملين المدنيين والعسكريين في ذلك البلد، كما إنه يرى أن سورية، متورطة في دعم الارهاب، ويتهم الجامعة العربية في التصرف كـ «مؤيد للعنف في العراق». ويقدر ان ما لا يقل عن 70 في المائة من الارهابيين من مرتكبي أفظع المجازر في العراق هم من دول عربية أخرى. ومن بين اهم ما يكشف عنه هذا الكتاب ظهور التطرف السني العربي في العراق. ويظهر المؤلف ان أولى الجماعات الجهادية رعاها صدام حسين لمواجهة النفوذ الشيعي من ايران. وهي جماعات تتبع اسلوب القاعدة مثل «جند الاسلام» و«انصار الاسلام».

* ظهيرة عراقية ساخنة

كتاب معد فياض «ظهيرة ساخنة جداً.. القصة الحقيقية لمقتل السيد عبد المجيد الخوئي» يسرد أحداث اليوم الأول الذي أعقب سقوط النظام العراقي السابق.

وكان المؤلف قد رافق عبد المجيد الخوئي في عودته إلى مدينته النجف عن طريق البحرين، قبل أيام قليلة من سقوط النظام العراقي السابق، وكان معه حين تم اغتياله في العاشر من أبريل/ نيسان/2003.

وقدم لكتاب أمير طاهري الذي كتب يقول:

«.. يمكن القول إن الكثير من العنف كان يمكن تلافيه، وإن الكثير من الدماء كان يمكن أن تحقن لو ان عبد المجيد ظل على قيد الحياة. وقصة الاغتيال هذه سردت في عدد لا يحصى من المقالات والتقارير على صفحات الجرائد، لكنها لم تسرد بشكل يأسر الألباب كما وردت في كتاب معد فياض. فالمؤلف، كراوٍ للأحداث، يتمتع بما لا يتوفر للكثيرين غيره. ذلك أنه اصطحب الخوئي طوال رحلته التي بدأت من لندن وانتهت في النجف. وعليه، فإن ما يقدمه لنا هنا هو رواية شاهد عيان من الطراز الأول».

ويجيب الكاتب بشجاعة عن السؤال الذي يطرحه في الكتاب :من قتل عبد المجيد الخوئي؟

وانطلاقاً من هذه النقطة، يسرد لنا الكاتب قسوة الأحداث الدامية التي مر فيها العراق، والمستمرة لحد الآن. يبدأ الكاتب في سرد تاريخ القسوة منذ طفولته مشاهدا بريئا لمنظر الجثث المعلقة في ساحة (أم البروم) التي تعود لأولئك (الجواسيس) في الشبكة اليهودية بداية السبعينات، ويستعيد مشاهد العنف التي ترافق الحروب والقلاقل السياسية المسلحة وصراعات بؤر التوتر، وتاريخ الانقلابات العراقية المسلحة، والحروب الداخلية والخارجية، وصولاً إلى الحرب الأخيرة، التي لا نزال نعيش انعكاساتها.

* أسئلة بلا أجوبة

يقول وليد الزبيدي مؤلف كتاب «جدار بغداد: يوميات شاهد على غزو العراق» ان قصة الحرب يكتبها أميركيون مثل بول بريمر وتوني فرانكس وجون أبي زيد. لكن العراقيين يترددون عن الكتابة في هذا الموضوع أو يحجمون «وهذا يمثل ثغرة كبيرة في الكتابة عن هذه المرحلة الخطيرة. ولذلك، انغمست في رصد وتحليل هذه الحقبة من تاريخ العراق، مستنداً إلى معلومات تم جمعها من عدد كبير من ضباط الجيش وضباط كبار في الحرس الجمهوري، ومن العاملين في دوائر عراقية أخرى».

ويطرح الزبيدي، الذي يعيش في بغداد، عدة أسئلة ليحاول إيجاد أجوبة عنها من خلال حواراته مع المسؤولين السابقين قبل وبعد الحرب. ومن هذه الأسئلة، التي لا تزال تتردد لحد الآن، بعد خمس سنوات من الحرب: لماذا لم تحصل معركة بغداد الكبرى، كما كان يخطط النظام السابق، «لتكون بغداد مقبرة للأميركيين»؟ ينقل الزبيدي عن ضابط عراقي قوله إن أية أسلحة أو تجهيزات خاصة بحرب من النوع الذي تتحدث عنه الولايات المتحدة لم يحصل، بل إن الجيش لم يتلق أية توجيهات لرفع درجة التأهب إلى أعلى المستويات. وكانت قناعة الضابط العراقي ان الحرب لن تحصل، وان هدف الحملة الأميركية دعائي بحت، أو وسيلة ضغط، وهي قناعة كان يشاركه فيها معظم العراقيين، كما يقول الكاتب. إن أرجحية عدم وقوع الحرب، كانت هي الغالبة عند القيادة العراقية، وإن بعض الدول العربية ساهم في ترسيخ هذه الارجحية.

وينفي الكاتب حصول أية خيانة في الجيش العراقي، لأن أحداً لم يتمكن من إثبات ذلك «لكن المرجح ان الولايات المتحدة تعمدت الإساءة إلى الجندية وشرف العسكرية العراقية»، كما يقول.

مرة أخرى، لماذا لم تحصل «معركة بغداد الكبرى»؟ لا نجد إجابة في الكتاب عن هذا السؤال الكبير.