الأسابيع الثقافية الألمانية في السعودية.. فن عمارة وموسيقى.. وكرة قدم

احدى الفعاليات الموسيقية («الشرق الاوسط»)
TT

شهدت السعودية خلال الفترة ما بين مارس (آذار) ويونيو (حزيران) الماضيين إقامة اسابيع ثقافية المانية، تنوعت فعالياتها بين الأدب، وفن العمارة، والآثار والموسيقى، والرياضة. وشكل الإقبال الكبير وردة الفعل الإيجابية على فعاليات الأسابيع الثقافية الألمانية دعما إضافيا للوجود الثقافي الألماني في الرياض وجدة، بالإضافة إلى الاتفاق على تنظيم فعاليات ثقافية سعودية في ألمانيا حسب ما ذكره توبياس كراوزي السكرتير الأول في السفارة الألمانية. ووفقا للسياسة الثقافية الألمانية الخارجية، أقيم عدد من العروض والمحاضرات والفعاليات الثقافية خارج حي السفارات، بحيث تمكن الجمهور السعودي من الحضور. وكان قسم منها داخل القسم الألماني في معرض الرياض للكتاب، حيث بدأت الأسابيع الألمانية فعالياتها تحت شعار «ألمانيا بلد الأفكار» بالمشاركة بقسم خاص في معرض الرياض للكتاب، وذلك من الرابع وحتى الثالث عشر من شهر مارس (آذار)، من خلال عرض كتب باللغة العربية عن مواضيع مختلفة مثل الخط، الأدب والتاريخ. في حين شهدت الفعالية الثقافية الثانية حضور فريق الكتاب الألماني لكرة القدم إلى الرياض في الفترة ما بين الثامن وحتى الثاني عشر من شهر مارس تحت رعاية الدكتور شتاينماير وزير الخارجية الفيدرالي والدكتور تسفاتسيغر رئيس الرابطة الألمانية لكرة القدم، حيث زار الفريق معرض الرياض للكتاب، ولفت انتباه العديد من الصحافيين والزوار. وعلى هامش فعاليات الاسابيع الثقافية وبالتحديد يوم الحادي عشر من شهر مارس (آذار) التقى فريق الكتاب الألماني بفريق الصحافيين السعودي في مباراة ودية، وذلك على ملعب نادي الشباب،حضرها عدد من المشاهدين، حيث كان لاعبو الفريق السعودي أكثر ديناميكية من لاعبي الفريق الألماني، الأمر الذي أدى إلى تفوق الفريق السعودي بخمسة أهداف مقابل هدف واحد للفريق الألماني، كما نظمت زيارة الفريق الألماني من قبل السفارة الألمانية في الرياض بالتعاون مع الرئاسة العامة لرعاية الشباب ونادي الشباب، ويأمل الطرفان في إقامة مباراة ودية مماثلة في ألمانيا.

وشهد مركز الملك فهد الثقافي بالعاصمة السعودية الرياض أمسيتين للموسيقى الكلاسيكية كجزء من الأسابيع الثقافية، وذلك في شهري مارس (آذار) ومايو (أيار)، حيث أحيا الأمسية الأولى العازف الألماني بافولوس هاتسوبولوس، الذي عزف مقطوعات لموسيقيين ألمان ويونانيين مع شرح للمعزوفات، ومن ثم اقيمت أمسية موسيقية ثانية في الثاني من مايو (أيار) أحيتها فرقة «رباعية آرتس» بحضور ما يقرب من 350 شخصا، وهذا الفريق الرباعي تأسس في ألمانيا من خلال أربعة موسيقيين من أربع دول مختلفة.

وتلقى العازفون تصفيقا حارا من الجمهور الذي وقف محييا الرباعية إثر عزفها مقطوعات لكل من موزارت، يوون وبرامس، وكانت الرباعية قد أحيت حفلا مماثلا في اليوم السابق، وذلك في مدينة جدة غرب السعودية.

وكان فن العمارة الالماني الذي يجمع بين فن التصميم والبناء من خلال فعاليات الأسابيع الثقافية، خاصة بالنظر للعلاقات المتبادلة القديمة بين السعودية وألمانيا في هذا المجال.

وظهر هذا جليا في المكان الذي أقيمت فيه الفعالية من الثالث وحتى الخامس من شهر مايو (أيار)، حيث أقيمت في قصر طويق الواقع بحي السفارات، من خلال وضع المهندس المعماري البروفيسور ألبرت شبير المخطط الرئيسي لحي السفارات، في حين عرض ريتشارد بوديكير هندسة المناظر الطبيعية، وحمل قصر طويق نفسه توقيع المهندس المعماري البروفيسور «فراي أوتو» أحد أكثر المعماريين تأثيرا في القرن العشرين.

وأمضى المعماريون الثلاثة أكثر من ثلاثة عقود يعملون في السعودية، إلا أن البروفيسور أوتو لديه الخبرة الأطول، حيث قدم إلى السعودية للمرة الأولى عام 1964، وبني قصر طويق الحاصل على جائزة، وفقا لمخططاته عام 1985.

وبعد مرور أكثر من 20 عاما على ذلك يزور البروفيسو أوتو القصر لأول مرة، حيث أمضى بضع ليال فيه، كما كان البروفيسور أحد المعماريين الذين عرضوا تجربتهم في السعودية ضمن ندوة تحت عنوان «حوار ثقافي معماري». والتقى البروفيسور أوتو بمجموعة تضم أكثر من مائة طالب ومحاضر من قسم الهندسة المعمارية في جامعة الملك سعود في نقاش معمق حول خبرته الطويلة في مجال الهندسة المعمارية، التي دامت أكثر من ستة عقود، وذلك في الخامس من شهر مايو (أيار). وعرض أيضا في قصر طويق 50 مشروعا لمعماريين ألمان في المنطقة، وذلك تحت عنوان «العمارة الألمانية المعاصرة في منطقة الخليج»، وافتتح المعرض الدكتور ابراهيم السلطان نائب رئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض والسفير الألماني في الرياض الدكتور يورغن كريغهوف وذلك في الثالث من شهر مايو (أيار)، وتم تنظيم كل من الندوة والمعرض بالتعاون مع الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، كما سيقام المعرض في وقت لاحق بجامعة الملك سعود وذلك في الخريف المقبل.

الى ذلك نظم معهد الآثار الألماني في الثامن عشر والتاسع عشر من شهر أبريل (نيسان) محاضرة عن آخر ما توصلت إليه حملة الحفريات الأثرية في مدينة تيماء شمال غربي السعودية وذلك في القنصلية الألمانية العامة في مدينة جدة وفي مركز الملك عبد العزيز التاريخي في الرياض بالتعاون مع الهيئة العليا للسياحة والآثار برئاسة الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، كما تم عرض العديد من الصور للقناة عن حفريات تيماء خلال الشهر الجاري، وذلك في بيت نصيف في مدينة جدة القديمة.

وشهدت الأسابيع الاخيرة من فعاليات الأسابيع الثقافية الألمانية في السعودية، مهرجان الطفل «أنا والعالم»، والمنظم من قبل وزارة الثقافة والإعلام، حيث تم عرض رسومات كتب الأطفال في ألمانيا من قبل معهد غوته الثقافي في ميونيخ بمركز الملك فهد الثقافي، وذلك في الفترة ما بين الثالث وحتى الثامن من شهر مايو (أيار)، وزار إياد مدني وزير الثقافة والإعلام السعودي المعرض ضمن جولته في المهرجان، حيث انتقل المعرض إلى مدينة جدة غرب السعودية ليعرض رسوماته خلال الشهر الجاري. وشهدت مدينة جدة، معرضاً للصور الفوتوغرافية عن الحياة البحرية بالإضافة إلى مهرجان أطعمة ألماني.

وحضر المخرج سونكي فورتمان الذي لم يتمكن من المشاركة مع فريقه في المباراة بين فريق الكتاب الألماني وفريق الصحافيين السعوديين إلى الرياض مطلع شهر يونيو (حزيران)، حيث عرض فيلمه «ألمانيا،حكاية صيفية» ضمن مهرجان الأفلام الأوروبي في العاصمة. وقوبل الفيلم بإعجاب وتقدير الجمهور، حيث كان توثيقا من وراء الكواليس لكأس العالم لكرة القدم للعام 2006 في ألمانيا، ويتوقع أن تشهد العلاقات الثقافية بين السعودية وألمانيا دفعا من قبل الأسابيع الثقافية الألمانية.