المسرح في البحرين: أكثر من 80 عاما في فنّ الإمتاع

TT

بدأ التعليم في البحرين مبكراً عن بقية دول الخليج العربية الست، وأنشئت في البحرين مدرسة الهداية الخليفية بالمحرق، وهي أول مدرسة نظامية رسمية. ومع بداية التعليم ووصول أفواج المعلمين العرب، الذين تمكنوا من نقل التجربة المسرحية من الشام ومصر، تأسس في البحرين أول نواة مسرحي في مدرسة الهداية نفسها.

وفي عام 1925 تم تقديم أول مسرحية في البحرين، وهي مسرحية «القاضي بأمر الله». وفي عام 1928 قدمت المدرسة نفسها مسرحية «امرؤ القيس»، وتبعتها مسرحية «نعال بو قاسم الطنبوري». كما تم تقديم مسرحية «ثعلبة». وفي عام 1932 قدمت مسرحية «داحس والغبراء».

وفي عام 1931 تم تقديم مسرحية «سيف الدولة بن حمدان» من تأليف وإخراج الشاعر عبد الرحمن المعاودة، على مسرح مدرسة «الإصلاح الأهلية» التي أسسها المعاودة، وتبعتها مسرحية «عبد الرحمن الداخل» في عام 1936 من تأليف وإخراج المعاودة ايضاً.

وبدأ المسرح في البحرين يتواصل مع التراث الأدبي العالمي، فقدم في عام 1940 مسرحية «لقيط الصحراء»، في مدرسة الهداية، كما تم تقديم مسرحية «مجنون ليلى» لأحمد شوقي، على مسرح نادي البحرين، وكذلك مسرحية «مصرع كليوباترا» ثم مسرحية «قيس ولبنى» للشاعر عزيز أباظة.

وتوجت التجربة المسرحية في الاربعينات، بإحلال الأندية مكان المدارس كحاضن للمسرح في البحرين، وبالاستفادة من العطاء الأدبي العالمي، بعد أن كان المسرح يعيد إنتاج قصص من التاريخ الاسلامي، وأخذ يميل بعد ذلك، إلى النصوص الشعرية ويستفيد من مسرحيات عالمية لشكسبير وأحمد شوقي، وعزيز اباظة، وتوفيق الحكيم، وإبراهيم العريض، وعبد الرحمن المعاودة.  وظهرت في عام 1955 «الفرقة التمثيلية المتنقلة» وهي مجموعة من الشباب قدمت أول عرض مسرحي لها في أبريل (نيسان) 1955 على مسرح نادي العروبة، وكان العرض يتألف من ثلاث مسرحيات «الإنسانية المشردة» تأليف وإخراج محمد صالح عبد الرزاق و«صرخة لاجئ» و«الضمير» من تأليف وإخراج صلاح المدني. ومن ثم نشأ خلاف بين أعضاء الفرقة فانقسمت الى فريقين، الأول تحت اسم «الفرقة التمثيلية المتنقلة» والثاني تحت اسم «فرقة البحرين التمثيلية».  أعقب ذلك ظهور فرقة «مسرح الاتحاد الشعبي»، وارتفع عدد أفراد الفرقة إلى ستين، وقدمت عروضاً محدودة بينها «قيس وليلى» و«تذكر يا ولدي» و«دكتور في إجازة».

وفي سبتمبر (أيلول) عام 1970 ظهرت أشهر فرقة مسرحية بحرينية وهي فرقة «مسرح أوال» وعرفت في البداية باسم «المسرح البحريني» وأسستها مجموعة من الشباب المتحمسين للمسرح، وافتتحت عروضها بمسرحية «كرسي عتيق» تأليف وإخراج محمد عواد في يناير (كانون الثاني) 1971. وتكونت بعد ذلك فرقة مسرحية جديدة تحت اسم «مسرح الجزيرة» وقدمت مسرحيتين أولاهما كويتية: «غلط يا ناس» والثانية «الضايع» لفؤاد عبيد.

في عام 1992 تأسست فرقة «مسرح الصواري» وقدمت اعمالاً بينها مسرحية (الكمامة) التي أخرجها عبد الله السعداوي، وحصل فيها على جائزة الإخراج من مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي عام 1994.

وفي عام 1998 تشكلت فرقة «مسرح جلجامش» التي تهتم بالمسرح الاستعراضي. وحالياً، فإن أبرز الفرق المسرحية الموجودة في البحرين هي مسرح الريف ومسرح البيادر، إلى جانب المسارح الأربعة (أوال) والجزيرة والصواري وجلجامش.

وفي السياق الموضوعي، تنوع المسرح البحريني بين التاريخي والشعري والتراثي وصولاً للمسرح التجريبي، وكان المشاهد البحريني على تماس مع التجربة المسرحية في العالم العربي وأوروبا ويشاهد تجارب عالمية متنوعة، لكن المسرح الذي صافح الجماهير في الأسواق والمجمعات التجارية ما زال يبحث عن صالة تلائم العروض المسرحية.