عرب ضائعون في أميركا بعد11 سبتمبر

تشبه أغلبيتهم البيض.. لكن هل هم حقيقة بيض؟

غلاف الكتاب
TT

لا تزال أغلبية الأميركيين لا تعرف حقيقتين عن العرب والمسلمين. الأولى، أن العرب يشكلون ربع المسلمين فقط. والثانية، أن ثلثي المسلمين ليسوا من الشرق الأوسط.

صدر أخيراً كتاب «العرق وعرب أميركا: قبل وبعد هجوم 11 سبتمبر: من ضائعين الى ظاهرين». أصدرته الدكتورة نادين نابر، أميركية ـ أردنية، وأستاذة في قسم الدراسات النسائية في جامعة ميتشيغان، والدكتورة أماني جمال، أميركية ـ مصرية، وأستاذة في قسم العلوم السياسية في جامعة برنستون. واشتركت في الكتاب مجموعة من أساتذة جامعات أميركية متخصصين في مواضيع الأعراق والأجناس والاثنيات والعرب والمسلمين.

ويتفق المساهمون في الكتاب أن انتشار الدراسات العربية والإسلامية في الجامعات الأميركية ظاهرة جديدة، فبعد هجوم 11 سبتمبر، وإعلان الرئيس بوش ما يسميه «الحرب ضد الإرهاب»، زاد اهتمام الأميركيين بالعرب والمسلمين. غير أن هذا الاهتمام لم يفرق بين العرب والمسلمين. ولا تزال أغلبية الأميركيين لا تعرف حقيقتين:

أولا: العرب ربع المسلمين فقط.

ثانيا: ثلثا المسلمين ليسوا في الشرق الأوسط.

ونتيجة لذلك، وجد عرب أميركا أنفسهم أمام أسئلة صعبة عن هويتهم:

كيف يستطيعون أن يقولوا إنهم عرب فقط ولا صلة لهم بالمسلمين في بلدان غير عربية، أو بالمسلمين السود في أميركا نفسها؟ كيف يقدرون على أن يقولوا إنهم عرب فقط ولا صلة لهم بالسود، والسمر، والصفر، وغيرهم من المهاجرين من دول العالم الثالث؟.

وكان لا بد أن تقود هذه الأسئلة عرب أميركا إلى أسئلة أخرى: نعم، تشبه أغلبيتهم البيض، لكن، هل هم، حقيقة، بيض؟. وكان هذا موضوع المؤتمر السنوي لجمعية دراسات الشرق الأوسط في الجامعات الأميركية سنة 2002 (أول مؤتمر بعد هجوم 11 سبتمبر سنة 2001).

كتبت نادين نابر في الكتاب: «في ذلك المؤتمر، قررنا أن هذا موضوع مهم. وانه يستحق سلسلة دراسات أكاديمية عن عرق عرب أميركا».

لكن، من قبل هجوم 11 سبتمبر، كان هذا الموضوع يشغل بال عرب أميركا.

قالت نادين نابر في الكتاب: «نحن عرب وعربيات أميركا، غير مرئيين، أو ضائعين، في مجال التقسيمات العرقية والعنصرية في أميركا. من جانب، وحسب تقسيمات الحكومة الأميركية ودائرة الهجرة، نحن «بيض». وفي الجانب الآخر، حسب تقسيمات الشعب الأميركي، نحن عرب، ولسنا بيضا، واقل من البيض مرتبة ومكانة».

وهذا الموضوع، حسب الكتاب، اثر في عرب أميركا. ووصل التأثير إلى أساتذة عرب في الجامعات الأميركية، لخصوا آراءهم في الكتاب كالتالي:

هيلين سمحان، وهي مديرة في المركز العربي الأميركي في واشنطن، ولها عدد من الكتب منها «تراث عرب أميركا»، تقول: «إنه شيء محير. نحن بيض، لكننا اقل بياضا».

أما جوهان قاضي، وهي أستاذة جامعية متعاونة، وكتبت روايات منها: «إلى جداتنا في بلاد العرب»، و«الطبقة العربية المفكرة»، فتقول: «نحن أكثر الضائعين وسط بقية الضائعين في أميركا».

وأعلنت ثريسي صليبا، وهي أستاذة في كلية «ايفارغرين» في ولاية واشنطن، ولها مؤلفات حول الموضوع نفسه مثل: «الرجل والمرأة في الروايات العربية» و«المرأة والرجل والإسلام والسياسة»، بأن هناك أكاديميين وأكاديميات عربا في الجامعات الأميركية بدأوا يقودون حملة ضد ما أسموه «ضياعهم».

من ناحيتها، تساءلت نادية إيليا: «هل نحن خراف سوداء وسط خراف بيضاء؟ أو خراف بيضاء وسط خراف سوداء؟». وناديا إيليا، أستاذة في كلية «انتيوخ» في ولاية واشنطن، ومن مؤلفاتها «نساء ملونات (غير بيضاوات) والعنف في المجتمع الاميركي».

وقالت ايفلين السلطاني، الأستاذة في قسم الثقافة الأميركية في جامعة ميتشيغان: «كنا ضائعين ومجهولين، وصرنا الآن ظاهرين أكثر مما يجب».

وذكرت مينو المعلم، أستاذة في قسم الدراسات النسائية في جامعة سان فرانسيسكو، بأن كل المسلمين صاروا «متطرفين وبدائيين وغوغائيين، بالنسبة لقسم من الأميركيين».

وتعتقد جنان غزال ريد، أستاذة في قسم علم الاجتماع في جامعة كاليفورنيا في ايرفين، أنه بعد هجوم 11 سبتمبر، «صار كل عرب أميركا مجموعة واحدة، رغم أنهم جاءوا من دول عربية كثيرة ومختلفة».

وأخيرا، قالت أماني جمال، التي اشتركت في إعداد الكتاب: «نحتاج لإعادة دراسة جذور هويتنا العربية، سواء الجذور التي اخترناها نحن، أو التي فرضت علينا. المشكلة في الولايات المتحدة أن الطوائف الرئيسية، بمساعدة الإعلام والحكومة، تقوي نفسها، وتدعي الاستعلاء ، وتجعل الآخر هامشيا».