أهم المؤسسات الثقافية في دبي

TT

لا شيء يزعج أهل دبي، إلا ربطها بالاقتصاد والعقار والمعارض التجارية والأبراج الضخمة فقط، أما إذا أردت أن تكسب عداوة مثقفي دبي، فلا عليك سوى الحديث عن حياة الليل في هذه الامارة الساحرة على ضفاف الخليج العربي، فأهل دبي يعتقدون أنهم يظلمون بحصر حضارة مدينتهم ببضعة ملاه ليلية، وتناسي الثقافة التي تنتشر بأضعاف مضاعفة لما هي عليه حياة الليل المحدودة، التي يقول عنها المدافعون عن الثقافة انها موجودة لمن يرغب بها.

إذن هذا ما فطنت له سلطات الامارة. فبعد سنوات من التركيز المنصب على النمو الاقتصادي بالدرجة الأولى، بدا أن دبي بلغت مرادها وأمنت احتياجاتها المستقبلية، بعيدا عن الاعتماد عن النفط، وها هي تستثمر أيما استثمار في تعزيز ثقافتها بجملة من المبادرات التي لم تتوقف خلال السنتين الماضيتين.

ويقول مسؤولو دبي ان المشروع الثقافي الجديد للامارة يعكس رؤية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الامارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الذي يتطلع دوما الى ابراز دولة الامارات كدولة مؤثرة في رسم المشهد الثقافي والفني كما الاقتصادي، ليس محليا فحسب، بل وعلى المستويين الاقليمي والدولي.

الحياة في دبي، التي تأمل أن تتحول إلى مركز ثقافي عالمي وتجعل من دولة الإمارات مركزاً لحوار الحضارات، صاخبة طوال العام، إلا أن هذا الصخب ليس ذلك المزعج لأهالي دبي، أي حياة النوادي الليلية، بل صخب طوال اليوم والليلة، يستمر في شتائها المعتدل ذي الهواء العليل، وحتى في صيفها اللاهب الأقسى حرارة على مستوى العالم، فالمعارض الفنية العالمية لا يمر شهر دون أن تقام مجموعة منها، والمزادات العالمية يتسابق عليها الأثرياء من الداخل والخارج، والمهرجانات المسرحية والأمسيات الشعرية والمحاضرات الدينية والعروض السينمائية والمسرحيات الغنائية والأوبرا العالمية ومشاريع ترجمة كتب عالمية وأخرى لتشجيع القراءة وعروض للموسيقى الكلاسيكية، وغيرها من الحياة الثقافية الجادة، تكاد عجلتها تسير بنفس السرعة التي عرفت عن دبي، فمن يرفض مثل هذه البرامج الثقافية المتنوعة؟

ربما كان قدر دبي أن تظهر للعالم في هيئة مدينة اقتصادية تتنازع قمتها ناطحات سحاب ومشاريع مليارية. لكن اللافت أن مسؤولي الامارة يأخذون في اعتبارهم جيدا أنه ليس كل ما يلمع ذهبا، لذلك كان الطريق للثقافة والفنون وعلى مستوى راق، هو المكمل لتلك المشاريع الاقتصادية، وكأنهم يكملون نمو مدينتهم العامرة بلمسات ثقافية.

ولمن لا يعرف دبي، فإن طبيعتها هي جزء من طبيعة الإمارات العربية المتحدة ومنطقة الخليج العربي عموما، وأغلب ما يميز سطح الإمارات هو الطابع الصحراوي، خصوصاً في المناطق الغربية والداخلية، وإن كانت تلك المناطق لا تخلو من الواحات الجميلة، غير أن دبي فطنت جيدا لطفرتها وتجارتها جيدا، فأخذ الجانب الثقافي قدرا كبيرا في خطتها الاستراتيجية. فتوالت المبادرات الثقافية واحدة بعد الأخرى حتى غدت دبي تعكس الكيفية المثلى للاستفادة من ما تجنيه طفرة المال والأعمال، بضخه في جوانب ثقافية وفكرية عديدة.

وتتعدد في إمارة دبي النشاطات الثقافية والفنية، وتتوزع تلك النشاطات في مؤسسات ثقافية خاصة وأهلية وحكومية متنوعة، ففي مجال النشاط الثقافي العام تبرز المؤسسات الخاصة والحكومية مثل ندوة الثقافة والعلوم، مركز جمعة الماجد للتراث والثقافة ، مؤسسة سلطان العويس الثقافية ، جمعية النهضة النسائية، رواق عوشة بنت حسين وغيرها.

وفي مجال الجوائز الثقافية والتعليمية التي ترعاها مختلف المؤسسات والهيئات الحكومية والأهلية تبرز الجوائز التالية: جائزة الشيخ راشد آل مكتوم للتفوق العلمي، وجائزة زايد الدولية للبيئة، وجائزة حمدان بن راشد للأداء التعليمي المتميز وجائزة حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية وجائزة سلطان بن علي العويس الثقافية وجائزة العويس للدراسات والابتكار العلمي وجائزة لطيفة لابداعات الطفولة وجائزة راشد للدراسات الانسانية وجائزة الصحافة العربية وجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم.

* أبرز مشاريع دبي الثقافية:

* مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم: أطلقها حاكم الامارة في مايو (أيار) العام الماضي، بوقف يبلغ 10 مليارات دولار، وتعنى بإنشاء المتاحف والمكتبات المتخصصة ومراكز الأبحاث ودور النشر والترجمة، وإطلاق جوائز عالمية في مجالات الثقافة والأدب والمعرفة والعلوم، وإصدار تقارير ونشرات دورية في مختلف المجالات، وتنمية الثقافة ودعم وتشجيع المثقفين في العالمين العربي والإسلامي.

* خور دبي الثقافي

* مشروع تطوير واجهة خور دبي الثقافي التراثي العملاق يعد جزءا من مشروع خور دبي الثقافي الذي تشرف عليه هيئة دبي للثقافة والفنون، حيث يتم تطوير الواجهة البحرية للخور من قبل شركة سما دبي العقارية، وتصل تكلفة المشروع الى سبعة مليارات درهم (1.9 مليار دولار أميركي). ويمتد الخور على مسافة عشرين كيلومتراً، وتأمل دبي من خلاله أن تتحول إلى مركز ثقافي عالمي ويجعل من دولة الإمارات مركزاً لحوار الحضارات.

* متحف الرسول محمد صلى الله عليه وسلم

*  وهي مبادرة نوعية متميزة، أمر بها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم. وهو المشروع الذي يوصف بأنه المشروع الأول من نوعه في العالم، ويهدف المتحف الى إطلاع العالم على حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ومآثره الخالدة والتعريف برسالة السلام والمحبة التي جاء بها الإسلام إلى كل شعوب العالم. 

وأسندت مهمة الإشراف على المشروع ومراحل تنفيذه الى هيئة الثقافة والفنون بدبي، لاقامة واجهة عالمية تليق بمكانة هذه الشخصية التي جاءت برسالة السلام وأصبحت القدوة لأكثر من 1.3 مليار نسمة من المسلمين . كما تأتي هذه الخطوة العملاقة من دبي لتعريف الناس من كل أنحاء العالم على حقيقة حياة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وكيف ساهم في تغيير مسيرة التاريخ والتأثير في حياة الأمة برمتها في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية كافة وحتى نمط وأسلوب الحياة.

* متحف الشرق الأوسط للفن الحديث

* هو الأول من نوعه في المنطقة وأكبر مجمع للمتاحف في العالم، ويتميز المتحف الذي يقع في قرية الثقافة على ضفاف خور دبي، بتصميم متميز، وضعته شركة يو إن ستوديو التي تضم نخبة من المهندسين المعماريين العالميين الذين يتمتعون بشهرة واسعة، حيث يجمع التصميم معا بين عناصر البحر وتقاليد دبي البحرية.

* ملتقى دبي للثقافة والفنون

* لمدة شهرين ينشغل أهالي الامارات، اضافة الى زائريهم، باثنتين وسبعين فعالية فنية وأدبية راقية، متنوعة ما بين المسرحيات والمهرجانات الثقافية والمعارض التشكيلية والتصويرية والمسابقات الشعرية ومعارض علم الفلك والدورات الموسيقية ودورات التمثيل والإخراج وعروض الأفلام السينمائية والمحاضرات.

* مهرجان دبي لمسرح الشباب

* قام الشيخ ماجد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مجلس إدارة هيئة دبي للثقافة والفنون، بإطلاق مهرجان دبي لمسرح الشباب، وذلك في مبادرة تهدف إلى الاحتفاء بفن المسرح ودعم نموه في دولة الإمارات العربية المتحدة. ويهدف هذا المهرجان، إلى توفير فرصة تتيح للممثلين والمخرجين والكتاب المسرحيين الشباب استعراض مواهبهم في الفنون المسرحية التي تكتسب قاعدة شعبية متنامية في الدولة.