يبدو أن ظاهرة الاختزال التي رسخها النشر الإلكتروني بكل أنواعه من المدونات إلى غرف الدردشة الى الفيس بوك، قد أدت الى شعور بعض المبدعين الشباب بأن دور الكتاب انتهى أو يكاد، أو على الأقل هو في خطر. ومن ثم قرروا مواكبة العصر ومواجهة هذا التحدي الذي يهدد عشقهم الأول المتمثل في الكتاب بشكله التقليدي، باحثين عن طرق لتطوير الطباعة بحيث يكون الكتاب أكثر جذبا للقراء ومغايرا للمعتاد والمألوف، وفي الوقت نفسه متماشيا مع لغة الاختزال المنتشرة إلكترونيا. ومن هنا ظهر هذا الكتاب الذي يضم كتالوجا به مجموعة من الرموز المستخدمة داخل النص، بعضها يدل على كلمات والآخر يدل على مصطلحات وآخر لا يدل على جمل كاملة.. الكتاب هو مجموعة قصصية بعنوان «صباحا مع فنجان قهوة» للكاتبة الإسكندرية الشيماء حامد، وهو صادر عن جماعة الكل بالإسكندرية بدعم من مؤسسة المورد الثقافي. ومن اهم الرموز الواردة في الكتاب، مثلا، رمز لدائرتين متداخلتين تعنيان «لا تستسلم»، ورمز لدائرة يخترقها سهم يعني «اذهب»، إضافة الى مستطيلين متداخلين يعنيان «خائفا»، والمثلث المعكوس يعني «طريقا غير آمن». أما أكثر الرموز طرافة وتركيبا فهو رمز المثلث وبجواره ثلاثة أهرامات صغيرة ويعني «قص قصصاً تستدر العطف». الطريف أن فكرة الترميز أو الاختزال هذه تكاد تكون الاولى من نوعها في الكتب المصرية. وقد استعان مصمم هذا الكتاب ماهر شريف بلوحات لثلاثة من كبار الفنانين العالميين، وهم فان جوخ وليوناردو دافنشي وجان فيرمير، في محاولة لجعل الكتاب أكثر جاذبية.