تجمع عربي في الرياض يبحث مسيرة مشروع الفهرس الموحد

التسجيلات الببليوغرافية تتجاوز المليون العام المقبل وإشادة من مكتبة الكونغرس بالمشروع

اكثر من مليون تسجيلة ببليوجرافية سيحققها مشروع الفهرس العربي العام المقبل
TT

بحث تجمع عربي استضافته العاصمة السعودية الرياض على مدى اليومين الماضيين وللعام الثاني على التوالي إيجاد آليات للإفادة من خدمات مشروع الفهرس العربي الموحد الذي يعد إحدى البنى التحتية المتطورة لأعمال المكتبات والمعلومات ويمثل أحد أهم الجهود المبذولة لحصر الإنتاج الفكري العربي المنشور وعاملاً مهماً لنشر الثقافة العربية، كما يحتوي المشروع على وصف ببلوجرافي كامل لمجموعات الكتب العربية المتوافرة لدى المكتبات العربية على شكل قاعدة معلومات قياسية مبنية على معايير عالمية، من شأنها توحيد بيانات أوعية الإنتاج الفكري العربي من كتب وغيرها، وتسهيل تبادل التسجيلات الممثلة لها، وتجنب تكرار فهرسة الكتاب الواحد في أكثر من مكتبة. ويتزامن اللقاء مع انتقال فهارس المكتبات من البيئة الورقية إلى البيئة الرقمية.

وناقش اللقاء الذي اقامته مكتبة الملك عبد العزيز العامة بالرياض برعاية الأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين وعضو مجلس إدارة المكتبة محاور عدة حيث عرض المحور الأول والخاص بالجديد في الفهرس والدور الفاعل للأعضاء في مشروع الفهرس العربي الموحد التطورات التي ادخلت على الفهرس من الناحية الفنية والإجرائية، ودور أعضاء الفهرس في تدريب المكتبات الجديدة، ودور اعضاء الفهرس في التعريف بالفهرس العربي الموحد.

في حين طرح المحور الثاني من محاور اللقاء والخاص بمتطلبات الانضمام للفهرس خطّة عامة للطريقة المثلى لتبني ممارسات الفهرس، مع عرض أهم المشكلات والحلول المقترحة، كما قدمت ثلاث تجارب ناجحة لتبني سياسات الفهرس.

وتناول المحور الثالث والمحدد لمناقشة الملف الببليوجرافي والملف الاستنادي في الفهرس العربي الموحد «تقنينات وتطوير»، أهم التقنيات الببليوغرافية المعتمدة في الفهرس العربي الموحد، كما يناقش تطوير الملفات الاستنادية للفهرس ومشاركة الأعضاء.

وتضمن البرنامج العام للقاء الثاني لأعضاء الفهرس العربي الموحد الذي عقد يومي الثلاثاء والأربعاء دورات تدريبية للرجال والنساء إضافة إلى اجتماع لأعضاء المجلس وحفل الافتتاح وجلسات علمية استضافها المركز العربي الموحد ومكتبة الملك عبد العزيز العامة وفندق قصر الرياض.

ويسعى الفهرس العربي الموحد الى تحقيق أهداف عدة تطمح جميع المكتبات العربية الى تحقيقها، تتمثل في حصر التراث الفكري العربي في قاعدة معلومات قياسية موحدة، ودعم الجهود العربية الرامية الى توحيد أعمال الفهرسة والتصنيف، وخفض التكاليف المترتبة على تكرار عمليات الفهرسة للوعاء نفسه في المكتبات جميعها، وتحقيق المشاركة في المصادر على ضوء ندرة المتخصصين، والمساعدة على انتشار الكتاب العربي بمجرد توثيقه في قاعدة الفهرس العربي الموحد، وتشجيع حركة النشر للمؤلفات العربية، وخدمات الباحثين وتشجيع البحث العلمي.

وتستفيد من الفهرس العربي الموحد جميع المكتبات ومؤسسات المعلومات العربية المشتركة في عضوية المشروع، وكذلك المكتبات ومؤسسات المعلومات في الدول غير العربية التي تقتني مجموعات عربية من خلال دخولها الى قاعدة المعلومات العربية من بوابة الفهرس العربي الموحد، بحيث يتمكن العاملون في تلك المكتبات من البحث عن تسجيلات الفهرسة للكتب التي ترد الى المكتبة ومن ثم يقومون بتحميلها على نظم مكتباتهم.

وتتميز تسجيلات الفهرس العربي الموحد بالجودة الشاملة واعتمادها على التقنيات والمواصفات العربية والعالمية المعتمدة. وسيقدم الفهرس العربي الموحد الكثير من الخدمات للمكتبات المشتركة فيه ومن ذلك، خدمة البحث المباشر في قاعدة معلومات ببلوجرافية شاملة للاستفادة منها في فهرسة الكتب الحديثة الواردة اليها، وخدمة البحث المباشر في الفهرس الشامل لاسترجاع تسجيلات معينة، وخدمة دعم الفهرسة على الخط المباشر، وخدمة الضبط الاستنادي الآلي.

ويتيح الفهرس العربي الموحد مجموعة من الخدمات الرائدة للمكتبات يهدف من خلالها الى الرفع من مستوى معالجة الكتاب العربي، ومساعدة المكتبات على اتمام العمليات الضخمة كالتحويل الراجع، وارساء فضاء تعاوني بين مختلف المكتبات، يمكّن من القيام بالعديد من العمليات كالاعارة التبادلية.

وأنجز الفهرس العربي الموحد أكثر من مشروع إلكتروني حيث قام بإنشاء موقع خاص على شبكة الإنترنت، الذي يعدّ بوابة للفهرس العربي الموحد وأهم منفذ للفهرس للتواصل مع العالم الخارجي والوسيلة الاساسية لتقديم خدمات الفهرس العربي الموحد لفائدة المكتبات والاعضاء، كما دخل الفهرس العربي الموحد ضمن المشروعات الالكترونية المنجزة بعد أن وافق وزير الاتصالات وتقنية المعلومات السعودي العام الماضي على إدراج مشروع الفهرس العربي الموحد ضمن مشاريع المبادرات الحكومية في السعودية، وتم نشر تعريف عن المشروع في موقع الوزارة.

وضاعف مشروع الفهرس العربي الموحد أعداد التسجيلات الببليوغرافية المتعلقة به ثلاثة أضعاف حيث كان عدد التسجيلات الببليوغرافية 310 آلاف تسجيلة عند انطلاق الخدمة الرسمية للفهرس ووصل بعد ذلك إلى 850 ألف تسجيلة في وقت لا يتجاوز سنة ونصف مما يظهر شدة الاقبال على الفهرس من قبل المكتبات العربية والعالمية، وحسب التقديرات سيتجاوز عدد التسجيلات مليون تسجيلة خلال العام المقبل.

وسيساهم انتقال فهارس المكتبات من البيئة الورقية الى البيئة الرقمية في وضع ضوابط لأدوات الضبط الاستنادي في البيئة الجديدة لساحة المكتبات العربية التي ظلت تشكو نقصا كبيرا لهذه الأدوات ما عدا بعض التجارب المحلية لبعض الجهات وبعض الأدوات الورقية غير المتطابقة مع البيئة الرقمية إلى جانب افتقارها لسياسة تحديث لكونها جهودا فردية.

ويشار إلى أن 15 دولة عربية انضمت لعضوية الفهرس العربي الموحد من خلال 49 جهة كما أن 40 جهة داخل السعودية قد انضمت لهذه العضوية، وأقيمت دورات لموظفي الفهرس لتدريبهم على أساليب الفهرسة من خلال 28 دورة استفاد منها 244 متدرباً داخل السعودية وخارجها.

ورغبة في الاستعانة بالخبرات الدولية ذات العلاقة بمهام الفرس العربي الموحد، ولتحقيق مزيد من التواصل مع الهيئات العالمية، فقد خاطب المركز الدكتورة باربرا تيليت مديرة قسم الفهرسة في مكتبة الكونغرس للتعاون كمستشارة للمشروع، وقد وافقت على ذلك، واشادت بمشروع الفهرس العربي الموحد وأهميته، والدكتورة تيليت حاصلة على الدكتوراه من جامعة كاليفورينا لوس انجليس وتتقن عددا من اللغات مثل الفرنسية والالمانية والاسبانية والروسية، وهي عضو عدد من الجمعيات والاتحادات الاميركية والعالمية، اضافة الى تعاونها كمستشارة في العديد من المؤسسات المعلوماتية، لديها العديد من الكتب والابحاث المنشورة.