المستشرقة اليابانية موتوكو: أنا بدوية.. ورحلاتي للسعودية تخولني للقب «ابنة بطوطة»

قالت لـ «الشرق الأوسط» : لم أجد مكاناً لأفكار بن لادن بين السعوديين

البروفسورة اليابانية موتوكو كاتاكورا في آخر زيارة لها للسعودية («الشرق الأوسط»)
TT

منذ ما يزيد على الـ 40 عاما، وقدما البروفيسورة اليابانية موتوكو كاتاكورا، لم تنقطعا عن زيارة السعودية. وكان أول عهدها بها، هو كتاب أسمته «أهل الوادي»، وتحكي فيه عن «وادي فاطمة»، والبنية الاجتماعية والاقتصادية في القرية، وما توصلت فيه من استنتاجات، ومنها ان المرأة القروية، هي عضو فاعل ونشيط في المحيط الذي تعيش فيه.

وكانت آخر زيارة للبروفيسورة موتوكو للسعودية الأسبوع الماضي للمشاركة في النسخة السادسة من الحوار العربي ـ الياباني، الذي انطلق في عام 2003، بعد الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء الياباني جونيشيرو كويوزومي، إلى كل من الرياض والقاهرة.

ولا تعترف موتوكو، المتخصصة في دراسة الأعراق الثقافية، بما يروج له الإعلام الغربي، أو حتى تلك الأفكار التي لا تزال مستقرة في أذهان أبناء جلدتها عن السعودية والسعوديين.

وقالت لـ«الشرق الأوسط» خلال حفل غداء أقيم في منزل السفير المصري في الرياض الأسبوع الماضي: أواجه كل مرة أعتزم فيها زيارة السعودية بكلام مللت من تكراره على مسامعي من قبيل «كيف تذهبين لبلد يوجد به إرهابيون. السعودية ليست بلداً للإرهاب. السعوديون رسل سلام، ولا مكان حتى لأفكار أسامة بن لادن بينهم».

وكانت موتوكو قد طالبت، خلال انعقاد فعاليات الحوار العربي ـ الياباني، الذي استقر في الرياض بعد تنقله بين الإسكندرية والعاصمة اليابانية، نظراءها العرب، بإنشاء مركز في العاصمة طوكيو يبرز مكانة الثقافة العربية، واقترحت أن يسمى بـ «بيت الحكمة» أو «دار السلام».

ويهدف منتدى الحوار العربي ـ الياباني، إلى تعميق الحوار بين الثقافتين العربية واليابانية، ومناقشة القضايا المتنوعة ذات الاهتمام المشترك.

وترى موتوكو أن هذا الحوار كان مفيداً جداً «فنقاشاتنا جيدة جدا، وهناك نتائج جيدة للطرفين»، مشددة على «ضرورة أن يبرز العرب والسعوديون بشكل خاص بأن بلادهم ذات موروث ثقافي لا يستهان به، وأن بلادهم ليست بلاد نفط فقط». أما عن زياراتها المتكررة للسعودية، فتقول بلغة عربية يعتريها الضعف، ولكنها واضحة: «قد يخولني هذا الأمر حمل لقب (ابنة بطوطة).. في الحقيقة أنا أحب العرب جداً. زياراتي كثيرة لدول الشرق الأوسط، وللمدن السعودية مثل الرياض وعسير وتبوك وأبها ونجران.. أنا بدوية يابانية». وموتوكو كاتاكورا هي بروفيسورة في جامعة طوكيو، ورأست متحف المأثورات في مدينة «نارا» ولديها مؤلفات كثيرة عن السعودية، بالإضافة إلى موسوعة عن المدن الإسلامية. وهي معروفة بمشاركاتها في عدة منتديات عالمية.

* من كتاب «أهل الوادي»

* ان النساء في وادي فاطمة هن على عكس ما يظنه الجاهلون بالحقائق، أعضاء عاملات ونشيطات في المجتمع المحلي، فالمرأة عضو في المجتمع غاية في الاحترام، والنساء القديرات منهن يتمتعن بقدر كبير من السلطة والنفوذ في مجتمعهن حتى وإن كان لا يبدو في الظاهر أنهن نشيطات على الصعيد السياسي. وضمن مسيرة المملكة العربية السعودية الطويلة نحو التحديث من هو الذي يستطيع أن ينكر القوى العظيمة الكامنة لدى النساء وإمكانياتهن في دعم مسيرتهن نحو التحديث دون الإخلال بميراثهن الثقافي أو مجافاة الأعراف والتقاليد. إن مسيرة التحديث هنا يمكن أن تستوحى من هذه التقاليد ما يلهمها ويشد من أزرها».

ويشار إلى أن موتوكو كاتاكورا بروفيسورة في جامعة طوكيو ورأست متحف المأثورات في مدينة نارا ولديها مؤلفات كثيرة عن السعودية، وموسوعة عن المدن الإسلامية ولها مشاركات عالمية، وتحسن التحدث باللغة العربية.