طلاب دبي يهدون أطفال العرب مليون كتاب

مؤسسة محمد بن راشد تدعم المبادرة وتقدم 100 ألف كتاب للطفل العربي

ياسر حارب
TT

يستعد طلاب دبي لدخول تحد جديد من نوعه في المنطقة، فهذا التحدي ليس اقتصاديا ولا عمرانيا، بل تحد ثقافي، إذ سيكون أمام الطلاب أسبوعان ليقرأوا مليون كتاب، وستكون الجائزة التبرع بمليون كتاب آخر للقراء في الوطن العربي الكبير.

الحملة، التي أطلقتها «دبي العطاء للعمل التطوعي»، وجدت صدى طيبا وسريعا من قبل مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، التي أعلنت تقديم مائة ألف كتاب للطفل العربي، ضمن الفئات العمرية المختلفة وفي مختلف أنحاء العالم العربي.

وأشاد ياسر حارب، المدير التنفيذي بالإنابة لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، بأهداف الحملة التطوعية لـ «دبي العطاء»، وتحدي قراءة المليون كتاب الذي أطلقته هذا العام. وقال: «إن إسهام المؤسسة في دعم هذا التحدي النوعي يأتي في إطار رسالتها الرامية إلى تأصيل قواعد المعرفة كركيزة أساسية في مسيرة التنمية العربية، وإيمان المؤسسة بأهمية غرس حب القراءة في نفوس الأطفال العرب منذ وقت مبكر، بما يساهم في تنشئة جيل محب للثقافة ومقبل على الإطلاع».

وذكر حارب أن الكتب التي ستساهم بها مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم ستتسم بالتنوع، حيث ستشمل مجموعة من أشهر عناوين كتب الطفل سواء المترجمة عن اللغات الأجنبية أو تلك المؤلفة أصلا باللغة العربية، إضافة إلى باقة من الكتب المبسطة لمجموعة من أشهر مؤلفات الأدب العالمي، التي سيتم تقديمها في قالب سهل ويسير للأطفال».

وعن تنوع موضوعات الكتب، يقول: «سنحرص على ضمان التنوع في موضوعات الكتب التي ستطرحها المؤسسة من دون مقابل مادي وفي مختلف مناطق العالم العربي، حيث سنعمل على تضمين موضوعات تتلاءم مع قيمنا العربية والإسلامية وتدعو إلى القيم السامية مثل العمل والصدق والأمانة والتعاون والرحمة والمودة ونجدة المحتاج وحب الوطن وغيرها من القيم الحميدة، بما يساهم في بناء الأسس الأخلاقية للأطفال وبأسلوب شيق وجذاب بالتعاون مع نخبة من دور النشر العربية».

ومن أمثلة الكتب التي ستقدمها المؤسسة من الأدب السويدي للطفل كتابي «إميل في لنبريا»، و«منتصف الشتاء في وادي المومين» ومن أدب الطفل الإيطالي سلسلة «أجمل الحكايات» وسلسلة «ألف حكاية عالمية»، إضافة إلى مجموعة متنوعة من الكتب الإنجليزية ومنها قصة «الهدهدان» و«الطفل السعيد»، وسلسلة سؤال وجواب عن الطبيعة وغيرها الكثير.

من جهة أخرى، أعلن ياسر حارب عن تعهد المؤسسة بدعم الكـُتّاب الذين يقدمون على تأليف كتب جديدة ضمن أهداف حملة دبي العطاء التطوعية، وذلك عن طريق برنامجها «اكتب» الذي تقوم من خلاله بتوفير الدعم المالي اللازم للمؤلفين الجدد لتمكينهم من إطلاق ملكاتهم الإبداعية وتقديم أفكارهم إلى القارئ العربي. وقال حارب في هذا الخصوص: «تعاني المنطقة العربية من شح في الكتاب الموهوبين القادرين على مخاطبة عقول أطفال العالم العربي بمنطق جديد يواكب المتغيرات السريعة التي يمر بها العالم. ومن هنا كان اهتمامنا أيضا بتشجيع مؤلفي كتب الطفل، ولا شك في أن تحدي المليون كتاب من دبي العطاء مثل لنا حافزا قويا للتعجيل بإطلاق خططنا في هذا المجال، ويسعدنا أن نتلقى طلبات الكتاب العرب سواء من داخل دولة الإمارات أو من خارجها ممن يرغبون في تأليف كتب خاصة لحملة دبي العطاء التطوعية، حيث نعد بدراسة كل الطلبات وتوفير الدعم اللازم لما نجده ملائما منها».

وكانت مؤسسة دبي العطاء قد أعلنت أخيرا عن إطلاق تحدي قراءة المليون كتاب كأولى مبادرات الحملة التطوعية لهذا العام، وتتضمن المبادرة دعوة تلاميذ المدارس الذين تتراوح أعمارهم ما بين ثلاث وأربع عشرة سنة إلى قراءة مليون كتاب خلال فترة أسبوعين، وفي مقابل كل كتاب يُقرأ ستقوم «دبي العطاء» بإهداء كتاب إلى كل طالب محتاج، حيث ستوزع الكتب على المكتبات العامة ومكتبات المدارس الحكومية والخاصة في دولة الإمارات.