مهرجان القرين الثقافي ينطلق في الكويت ويحتفي بالثقافة الفلسطينية

من فعاليات مهرجان القرين الثقافي في الأعوام السابقة («الشرق الأوسط»)
TT

يفتتح في الكويت الاثنين المقبل مهرجان القرين الثقافي الخامس عشر، الذي يضم مجموعة من الفعاليات الثقافية والفنية والمسرحية والتشكيلية، كما يتم فيه تكريم عدد من الوجوه الثقافية في الكويت.

وقال محمد العسعوسي مدير الاعلام والاتصال في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، ونائب مدير المهرجان في اتصال مع (الشرق الأوسط) إن مهرجان القرين الثقافي (تجدر وأصبح علامة من علامات الثقافة في المنطقة الخليجية)، وأضاف العسعوسي، أن المهرجان يحتفي هذا العام بالأيام الثقافية الفلسطينية، تمهيداً لاختيار القدس عاصمة للثقافة العربية في عام 2009، مشيراً إلى أن المهرجان يقدم هذا العام الثقافة والتراث والفلكلور الفلسطيني، حيث تشتمل العروض الفلسطينية على الموسيقى والتراث الشعبي والفني، بالإضافة لمعرض تشكيلي للفنان حسني رضوان، ومحاضرة بعنوان (القدس في المحافل الدولية) للدكتور صائب عريقات، رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية. وقال العسعوسي ان المهرجان يشهد هذا العام أيضاً جملة من المشاركات العربية والعالمية، بينها مشاركة مؤسسة المقام العراقية، و«فرقة رودكي الموسيقيّة» الايرانية، بالإضافة لمشاركة فرقة إنانا السورية للمسرح الراقص، حيث تشارك في مهرجان القرين بعرض (الملكة ضيفة خاتون) وهو عمل مسرحي استعراضي غنائي، كتب مادته التاريخية الباحث محمد، ومن إخراج جهاد مفلح.

وأضاف العسعوسي أن المهرجان يقيم هذا العام ليلة تكريمية لأحد رواد الغناء الكويتيين، هو عبد المحسن المهنا، من تقديم الفرقة الوطنية للموسيقى. كما يشهد تقديم جائزة الدولة التشجيعية لعدد من المبدعين الكويتيين، وجائزة الدولة التقديرية لعدد آخر بينهم الفنانة حياة الفهد، والفنان عقاب الخطيب.

في الجانب التشكيلي يشهد المهرجان اقامة عدد من المعارض الفنية بينها معرض للاسبانية (أنجي)، والسعودية شادن التويجري، بالإضافة لمعرض القرين الشامل الذي يشارك فيه عدد من التشكيليين الكويتيين. كما يشتمل المهرجان على عرض للمسرحية الكويتية «من... هو من» التي عرضت اخيراً في الأردن، وهي من إخراج احمد الشطي.

وقال العسعوسي، ان مهرجان هذا العام سيشهد افتتاح عدد من مشاريع البنية التحتية في المجال الثقافي، بينها متحف التراث البحري، وتنظيم زيارات للمباني التاريخية التي يجري تأهيلها مثل «بيت العثمان» و«المدرسة الشرقية» اللتين تحولت ملكيتهما للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.

ويعتبر مهرجان القرين الثقافي، إحدى أبرز التظاهرات الثقافية في الكويت، وهو يهتم بشكل رئيسي بالتراث الكويتي، وتتنوع أنشطة وفعاليات المهرجان السنوية لتشمل النشاطات الفكرية والثقافية والفنية والمسرحية والشعرية والأنشطة التشكيلية العربية والعالمية المتميزة، بما يوجد فرصة متجددة للقاء سنوي بين الجمهور الموجود على أرض الكويت، ونخبة من المفكرين والمثقفين والمبدعين العرب وذلك لتلاقي أحدث الأفكار والرؤى والإبداع الثقافي والفني على مختلف الأصعدة. وخلال دوراته السابقة ضمّ المهرجان مجموعة من الأنشطة الثقافية والفنية المحلية والعربية والعالمية بالاضافة الى زيارات ميدانية لمواقع أثرية ومراكز ثقافية، بالإضافة للاحتفاء بشخصية يجري تكريمها.

وترجع تسمية مهرجان القرين الثقافي بهذا الاسم إلى أسباب تاريخية، فالقرين في الأصل هي أحد أسماء الكويت القديمة، وقد عرفت به منذ أواخر القرن الثامن عشر حينما بدأ اسم الكويت القديم (كاظمة) يفقد أهميته كميناء عرفت به هذه المنطقة عبر القرون الماضية، وقد جاء هذا الاسم (القرين) في خريطة كيلن أحد الرحالة الغربيين، والتي طبعت في امستردام عام 1753، وظل هذا الاسم متداولا حتى نهاية القرن التاسع عشر، إذ بدأ يختفي هو الآخر تدريجيا ليحل محله اسم الكويت. وخلال غزو الكويت أعاد مجموعة من المقاومين الذين تصدوا في الموقع التاريخي القرين للقوات الغازية وسقط عدد من ضحايا.