مناظرات نارية بين تياري العروبة والأفريقية في السودان

لكل منهما براهينه الدامغة

TT

بعد عدة عقود من الحرب الأهلية، وتحقيق السلام عام 2005، يعود شبح انفصال جنوب السودان عن شماله إلى الواجهة، ليس عبر الانتخابات وتقرير المصير المزمع بعد 3 سنوات، بل بدعم من تيار نشأ أخيراً في الشمال، ينادي بقوة بفصل الجنوب، لأنه مسيحي أفريقي، ويختلف عن الشمال العربي المسلم. تمثل هذا التيار صحيفة «الانتباهة»، يواجهه تيار واسع متمسك ببقاء الوحدة التاريخية للسودان، تمثله صحيفة «أجراس الحرية». فما هي مقومات الوحدة ومبررات الانفصال لدى الصحيفتين، وما رأي المثقفين في هذا الموضوع؟

كان الحديث عن انفصال جنوب السودان عن شماله حتى وقت قريب محظوراً تماماً في وسائل الإعلام، لذا لم يكن يتصور أحد، أن تصدر صحيفة يومية كاملة مكرّسة لهذا الهدف. والصحيفة هي «الانتباهة»، واسمها يبدو وكأنه يريد إيقاظ الناس من حلم طويل بالوحدة، أو بالأصح بقاء الوحدة مع الجنوب، وشعار الصحيفة هو «صوت الأغلبية الصامتة»، أي الجهر بما يخاف معظم الناس من البوح به. «الانتباهة» صدرت منتصف عام 2007، وجعلت من فصل الجنوب هدفاً رئيسياً لها، سواء في مانشيتاتها أو مقالات كتّابها، جاعلة من اختلاف الثقافة والدين واللغة والعرق مع الجنوب أسباباً رئيسية للانفصال. لا يكاد يخلو العمود اليومي لرئيس تحرير «الانتباهة»، الدكتور الطيب مصطفى، وهو بعنوان «زفرات حرّى» من تعداد فضائل الانفصال ومساوئ الوحدة، ورؤيته بأن الجنوب اندمج مع الشمال بسبب الخريطة التي رسم حدودها الاستعمار البريطاني للسودان، في بدايات القرن الماضي. فالجنوب، حسب رؤيته، بتشكيلته الإثنية ينتمي لأوغندا، أما الشمال بعروبيته وإسلامه فينتمي إلى مصر، لولا المستعمر البريطاني الذي أراد بهذا «القص واللصق» تأجيج صراعات مستقبلية لا نهاية لها. وهو يرى أيضاً إمكانية أن يكون الجنوب بلداً مستقلاً بذاته ولغاته وثقافته وديانته، هذا إضافة إلى إرث ثقيل يصعب على الشماليين تحمّله، فمن حرب أهلية استمرت أكثر من 3 عقود راح فيها الملايين، إلى الحزازات التى يكنّها أبناء الجنوب للشماليين، التي تأتي في أشكال مضايقات أو صراعات أو إجراءات تعسفية، أبرزها يوم «الاثنين الأسود»، الذي وقع عند رحيل جون قرنق، وما أعقبه من قتل وحرق لمساكن ومتاجر الشماليين في الشمال والجنوب، كما مُنع ارتداء الزي الإسلامي للطالبات المسلمات بمدارس الجنوب، وإعطاء الامتيازات للتجار والرأسماليين الأوغنديين، وإبعاد الشماليين. فشرب الخمور مثلاً من العادات المنتشرة بين الجنوبيين، وهذه يراها رئيس التحرير من الأسباب الجوهرية للانفصال، داعياً إلى رفض التفكير العاطفي في معالجة ورؤية الجنوب كأنه قدر محتوم. لذا تنشر الصحيفة أنباء، ولو كانت صغيرة، عن نشوب خلافات كبيرة أو عادية بين أفراد جنوبيين وشماليين في الأسواق، أو في مناطق سكنية، وتعطيها حيزاً مهماً في الصفحة الأولى، أو مانشيتاً عريضاً، لتبرهن للناس صعوبة استمرار الوحدة في ظل صراعات كهذه. وترى الصحيفة أن المثقفين الجنوبيين أنفسهم، منذ جون قرنق وعبر صحفهم الإنجليزية، ينادون بطرد الشماليين إلى مناطق جذورهم الأصلية بالجزيرة العربية.

وتورد الصحيفة اسم سيلفا كير ميارديت رئيس حكومة الجنوب دون كتابة منصب «النائب الأول لرئيس الجمهورية»، ذلك المنصب الذي تولاه الجنوبيون بعد توقيع اتفاقية «نيفاشا» عام 2005، التي تعارضها الصحيفة. أو نقرأ «توفي مواطن وآخر جنوبي في حادث حركة»، كما تتصدر أخبار الفساد في إدارة الحكومة الجنوبية معظم العناوين، والطريف أنه تتوافر بهذه الصحيفة أخبار عن الجنوب تفوق ما تعرضه الصحف الأخرى، وكلها سلبية الطابع. رئيس التحرير، الطيب مصطفى، هو أحد مؤسسي «منبر السلام العادل» الذي يعقد ندوات في الجامعات، ويدعو الطلاب إلى تبنّي فكرة الانفصال، كما أن هناك إعلاناً صغيراً يومياً في الصحيفة يقول «إلى كل طالب وطالبة، انضمامك إلى منبر السلام العادل يعني الدفاع عن هويتك ومستقبل أمتك»، ويتساءل الطيب مصطفى، ويطالب باستمرار، لِمَ لا يكون هناك استفتاء للشماليين أيضاً، بشأن الوحدة أو الانفصال عن الجنوب؟ هذه الصحيفة فتحت نيران الأقلام عليها من الكتاب والمثقفين. أحد الكتّاب نعت رئيس تحرير «الانتباهة» بـ«هتلر الألفية الثالثة»، الذي يقود النازية الجديدة. فالجنوب مازال له مكان في قلوب الناس، وللجنوبيين تاريخ طويل مع الشماليين، حينما احتضنوهم بمدنهم إبان الحرب الأهلية دون عنصرية، كما أن شحن النفوس بمثل تلك الأخبار والسعي إلى المبالغة، ليس في صالح البلاد. كُتّاب آخرون يدافعون عن الوحدة مع الجنوب، مبررين أن الشماليين هم الذين يهمّشون الجنوبيين. وهي حقيقة لا لبس فيها، فهناك ظلم اجتماعي قائم منذ الاستقلال، يدعو الجنوبيين للثورة والغضب والتأهب عند أي نزاع، كما أن القوانين في البلاد لا تراعي الاختلاف الديني والثقافي لأبناء الجنوب المقيمين في الشمال.

بجانب الاعتراضات الكثيرة من الكتاّب والمثقفين على طروحات صحيفة «الانتباهة»، صدرت صحيفة في شهر مايو 2008 بعنوان «أجراس الحرية»، تتبنى منهجاً وحدوياً واضحاً، مناوئاً لصحيفة «الانتباهة»، يدعو لـ«السودان الجديد». وهو الشعار الذي رفعه القائد الجنوبي الراحل جون قرنق، ويعني به السودان الذي يتساوى ويتقاسم فيه الأفراد والولايات السلطة والثروة والحقوق المدنية، بغض النظر عن الدين واللغة والثقافة. والصحيفة خرجت بشعار «صوت للمهمّشين والديمقراطيين والمجتمع المدني». وبصدر الصفحة الأولى «بسم الله الرحمن الرحيم» وبجانبها آية من الإنجيل «وتعرفون الحق والحق يحرركم - يوحنا». وكتّاب الصحيفة جنوبيون وشماليون، ينادون معاً بالحفاظ على الوحدة. وبحسب رؤيتهم، فإن تحقيق الديمقراطية والعدالة كافٍ لتحقيق هذا الهدف، بل ويرون الاختلافات من أسباب قوة الدول لا ضعفها. وتطبّق الصحيفة ما تنادي به، وتنشر في صفحتها الأخيرة أبواباً ثابتة، منها باب «اعرف لغاتك» يعرض للهجات قبائل سودانية مختلفة عربية وأفريقية. وهناك باب صغير يورد بنداً كل يوم من «الإعلان العالمي لحقوق الإنسان»، كما تخصص الصحيفة صفحة دينية إسلامية يوم الجمعة، وأخرى مسيحية يوم الأحد، باسم «أجراس الكنائس». والملاحظ أن الصحيفة تتخذ منحى التصالح مع الأفريقيانية، بعد قطيعة إعلامية مع الجانب الأفريقي، الذي يشكل النصف الثاني المكون للهوية السودانية. فالصفحة الثقافية الأسبوعية للجريدة، تسعى للتعريف بأدباء وشعراء أفارقة وترجمة أشعارهم وقصصهم، أو تنشر صوراً لفتيات أفريقيات تحت عنوان «جماليات أفريقية» مع أبيات شعر. وهناك صفحة فلكلورية أسبوعية، فيها قصص باللهجات المحلية، بل حتى بلغة «عربي جوبا»، وهى اللهجة العربية المستخدمة في جنوب السودان، والتي تدل على تقبل الجنوبيين للثقافة العربية، وكذلك هناك باب صغير بعنوان «ألغاز» أو «فوازير محلية» وباب للشعر الشعبي، كل ذلك في تقديم كامل وثري لثقافات سودانية شرقية وغربية وجنوبية وشمالية «نوبية» طالما اشتكت الإهمال والتهميش من قِبَل «الوسط» العربي المسيطر. كتّاب الرأي في الجريدة يرون إمكانية بقاء الوحدة بين الشمال والجنوب، وأن الحزازات في النفوس الجنوبية نشأت بسبب ممارسات عنصرية اجتماعية وسياسية كانت تجري حتى التاريخ القريب. وبما أن الصحيفتين بفكرين متضادين، فقد أصبحتا في حالة خصومة دائمة، والاتهامات متبادلة بين كتّابهما. فكتّاب «أجراس الحرية» يصفون الآخرين بالعنصريين عرقياً، المتعصبين دينياً، الذين لا يرضون إلا بهيمنة الثقافة العربية على كل السودان، وفرض التوجهات الإسلامية، وعدم احترام خصوصيات الأقليات، وأنهم لم يطالبوا بالانفصال علنياً إلا بعد أن اقتسم الجنوبيون السلطة والثروة معهم. بينما يرى كتّاب «الانتباهة» أن المتمسكين بالوحدة هم أتباع الثقافة الغربية، والمطبقون للأجندة الأجنبية، الذين باعوا إرث السودان التاريخي، وهي العربية الإسلامية، مستخدمين مفهوم «السودان الجديد» سلاحاً لهم، بل وأن اللغة الإنجليزية، التي هي رئيسية في الجنوب، لغة الشيطان التي ستحل محل لغة القرآن، وكثيراً ما تطلق على صحيفة «أجراس الحرية» لقب «أجراس الكنائس» والتي هي سُبّة في حدّ ذاتها. فهل بتر الجنوب، كما ينادي منبر السلام العادل، سيجنب البلاد صراعات ونزاعات لا نهاية لها، ويحفظ للشمال إرثه العربي الإسلامي النقي؟ أم أن انفصال الجنوب يعكس تعصباً بيّناً لدى الحركات الإسلامية؟ وهل حقاً وجود أقليات دينية وعرقية مختلفة في السودان يمثل تهديداً لهويته المركزية العربية والإسلامية؟ د.حيدر إبراهيم علي، مدير مركز الدراسات السودانية يقول «إذا نظرنا إلى البلاد التي ليس بها مشكلات نجدهم لا يسألون (من نحن؟) لأن هذا السؤال يوجه من قِبَل أناس يريدون تعويض تخلفهم ونقصهم. مصطلح الهوية هو أقرب إلى الفلسفة والتجريد والميتافيزيقيا، لأن الهوية تصنع من قبل الناس، كما يقول علماء الاجتماع. ومسألة الهوية تتصاعد عند وقوع الأزمات». فرئيس تحرير «الانتباهة» لو ذهب إلى الدول العربية سيعتبرونه «عبداً». وكما يقول المفكر الجنوبي فرانسيس دينق، فتعريف الشمالي الوسطي لنفسه يختلف عن تعريف الدول العربية له. وأنا أرى ما يدعو إليه الطيب مصطفى وغيره نابعاً من تصورهم بأنه وسيلة للتماسك ضد خطر ما. وكما قامت الولايات المتحدة بخلق الخطر الشيوعي ثم الإسلامي، هم يخلقون عبر منبر السلام العادل «خطر العنصر الزنجي». هذه ديماغوغية دفاعية خاوية. نجد مثلاً د. حسن مكي يتحدث عن «الحزام الأسود» الذي يحيط بالخرطوم، بينما حسن مكي أسود، ويدخل ضمن هذا الحزام. «أنا كمواطن سوداني لا أشعر بخطر من الجنوبيين أو الدارفوريين أو النوبيين، الخطر عندي هو النظام الذي كرّس الفساد، وجعله حالة طبيعية جداً. وهنا الناس الأكثر فقراً هم الذين سيقومون بالاحتجاج والمقاومة. وهؤلاء لا يثورون لأسباب إثنية، بل لأسباب طبقية اقتصادية، فهم محرومون ومهمّشون». أما الكاتب والأديب علي ياسين فيقول «أنا من مؤسسي «منبر السلام العادل»، ومن أوائل الدعاة إلى فصل الجنوب، لأسباب أعتبرها موضوعية، وليست كما يسميها كتّاب «أجراس الحرية» بالعنصرية، فلو شاء الله لجعل الناس أمة واحدة، ولكن لحكمة يعلمها خَلَق الناس متعددي الأعراق والثقافات والألوان، وهناك اختلافات قد تكون معوّقة. وأنا وكل أعضاء «منبر السلام العادل» نستشهد بالحرب الأهلية الطويلة جداً ما قبل الاستقلال منذ عام 1955، واستمرت بعد اتفاق «نيفاشا» للسلام، لنقول إن الاختلاف ليس سياسياً فقط بين الشمال والجنوب، بل هو ثقافي وكبير جداً بين الشعبين. كما نلاحظ أن القيادات المستنيرة من الجنوبيين تمت تعبئتها وتربيتها، منذ فترة طويلة بواسطة المستعمر الإنجليزي سابقاً، والاستعمار بشكله الحديث الأميركي والأوروبي، بمفاهيم تؤدي إلى حقد كبير تجاه الشمال. كالزعم مثلا، بأن الشمال يضطهد الجنوبيين ويستعمرهم، وقد مارس ضدهم تجارة الرقيق. فمن قراءة مؤلفات فرانسيس دينق يمكن إدراك حجم التعبئة التي تمت للجنوبيين ضد الشماليين، لذا فإن موقفنا من الوحدة ليس مبدئياً، بل موضوعياً ومبنياً على معطيات محددة. فالأسباب التي تقود إلى انفصال الجنوب أقوى من أسباب انفصال باكستان عن الهند، لأن الباكستانيين والهنود عرق واحد، والاختلاف بينهما ديني فقط». ولكن هل يمكن بعد تحقيق العدالة والمساواة، التي هي من أسباب ثورة الجنوبيين، أن نتفاءل بدوام الوحدة؟ يجيب علي ياسين قائلا «التعبئة ليست في الماضي فقط، التعبئة مستمرة، فحتى اتفاق «نيفاشا» للسلام لم يتم برضا تام من الشماليين، بل هناك ضغوط هائلة مورست من الغرب، وبنود تمت وفق أجندة غربية، الرؤية الأميركية ترى أن أفريقيا أرض بدون شعب تحتوي على ثروات هائلة. ولكن ألا يعكس هذا الموقف صورة متعصبة عن الإسلام بأنه دين لا يقبل أقليات دينية، ولا يسمح لها بمشاركته في السلطة، بعد صدور فتوى تحرم على المسلمين انتخاب مرشح مسيحي لرئاسة السودان؟

يقول د. حيدر إبراهيم «الغرب يعاني من (إسلاموفوبيا)، جاءت بسبب أن البعض من المسلمين أسهموا في خلق تلك الصورة. الأفغان الذين يلقون الحامض في وجوه البنات وهن ذاهبات إلى المدارس لأنهن غير منقبات، طريقة الذبح في العراق، فالغرب لم يأت بهذه الصور كذباً، الغرب غير متفرغ ومشغول بالفكر والاختراع، إلا عندما ينفجر قطار في مدريد أو لندن. والعجيب أن هؤلاء الإسلاميين يقولون لك إن «هؤلاء الغربيين غير مشغولين بالدين، بل لا يسألك أحد عن «ديانتك»، بينما نحن لا نسير في القضايا الحقيقية ولا نعرف ما هي أولوياتنا؟».

الكاتب مكي بلايل يكتب قائلا «أطروحات «منبر السلام العادل» امتداد لتيار العروبية التاريخي في الدولة الإسلامية. فالثابت أن العروبيين، بعد عهد الخلافة الراشدة، احتكروا الشأن السلطوي دون العجم، وحين هبّ بعض العجم أو الموالى دُمغوا بالشعوبية. المقابل التاريخي للعنصرية والجهوية، وهو تصرف يشبه إلى حدّ كبير إنكار أصحاب المنبر على الجنوبيين وغيرهم نصيبهم العادل في السلطة والثورة، ووصم المحتجين على ذلك بالعنصرية، فرفض الوحدة بحجة الاختلاف الثقافي والعرقي ينافي فلسفة الإسلام في تعارف الشعوب». يرد علي ياسين قائلا «الإسلام تقبل، ولا يزال، الأقليات الدينية، حتى اليهود يشهدون أن أزهى أوقاتهم كانت في الأزمنة الإسلامية، واليهود في الدول الإسلامية صاروا مستشارين ووزراء وأطباء وتجاراً كباراً، ومثلهم المسيحيون. هناك أقليات مسيحية غير الجنوبيين في السودان، تعيش بين المسلمين في أمان، كالأقباط مثلا، بل إن «منبر السلام العادل» به أعضاء مسيحيون مقتنعون بمبررات فصل الجنوب، وهناك دول كثيرة انفصلت وعاشت بأمان. حقيقة هناك شعارات عاطفية أطلقت بعد الاستقلال عن السودان الواحد، وعن المليون ميل مربع، شعارات دفعت الساسة إلى الاحتفاظ بالجنوب، بالرغم من سيول الدماء، والحرب التي أضعفت الاقتصاد بصورة كبيرة. المسلمون في الجنوب يتعرضون لاضطهاد كبير لكونهم مسلمين. فهي كراهية مزدوجة من قبلهم للعروبة من ناحية، وللإسلام من ناحية أخرى. الجنوبيون لا تزيد نسبتهم على ثلث سكان السودان، كراهيتهم للغة العربية، للدين الإسلامي، تجعلنا نعمل على فصل جنوب السودان عن شماله، ولو اختار الجنوبيون والشماليون الوحدة فليس أمامنا إلا احترام رأي الأغلبية»

2011 سيكون عام تقرير المصير، إما أن يختار الجنوبيون الوحدة، أو الانفصال. إما وحدة مع شمال تسعى أغلبية شعبه لتدارك أخطاء الماضي، أو انفصال لا رجعة عنه، تقضم بعده الخارطة العربية من جنوبها وربما تبكي يوماً، عند اشتداد الأزمات، على جنوب لم تحافظ عليه، رغم أنه تحدث لغتها يوماً واحتضن ثقافتها.