اصدارات

TT

* يكشف كتاب «صناعة تاريخ» لسارة نعمان، سحر وإثارة تلك اللحظات، التي تم فيها تنصيب باراك أوباما رئيساً للولايات المتحدة، في العشرين من يناير(كانون الثاني) الماضي، وخاصة في مدينة نيويورك. لقد وثقت سارة نعمان بالصور لتلك الوجوه المتطلعة، غير المصدقة، وكأنها ما تزال تعيش الحلم الذي كان عصياً قبل أيام قليلة، لكنه، الآن، يتحقق أمام عيونها المفتوحة على سعتها. وضم الكتاب أكثر من أربعين صورة عكست الحدث التاريخي من أكثر من زاوية: في الساحات، وخاصة ساحة تايمز سكوير في نيويورك، وزوايا الشوارع، والمخازن، بناسها، الذين جاء قسم كبير منهم من خارج أميركا ليكونوا في القلب من هذه النادرة في تاريخ البشرية. ونجحت كاميرا سارة نعمان في نقل انفعالات الوجوة، وحرارة المكان، مما يجعل القارئ يعيش الحدث كأنه جزء منه، أو كأنه كان هناك.

* نساء الشرق في الغرب

* مجموعة قصصية سورية بين عالمين

* لندن: نضال معروف

* صدرت عن مكتبة السائح في لبنان مجموعة قصصية جديدة بعنوان «من لؤلؤ» للكاتبة السورية مارينا رزق، التي تعلن، منذ البداية، أن لها رؤية مختلفة للقصة القصيرة. فهي «ليست مجرد سرد لواقع، بل هي مقولات فلسفية في غاية الأهمية قد يمنحها الأسلوب القصصي قوة التأثير والانسياب في القلب وينأى بها عن كثافة التعبير الفلسفي ومفرداته الصارمة. فالانقطاع بين الرؤية الفلسفية للأشياء، والواقع، هو ما قد تعانيه القصة القصيرة، لأن إلباس الفلسفة ثوب القصة أو تحميل القصة أثقالا فلسفية مغامرة أدبية محفوفة بالمخاطر وعملية تلقيح معقدة بين نشاطين فكريين متصادمين ونفسيين لا يلتقيان». إن القصة القصيرة، بعكس الرواية، ترهقها بالطبع الفلسفة وقد تقتلها إذا لم يتقن الكاتب فن الإمتاع والإقناع و«صناعة ضفائر الماء والنار» وكتابة الخلاصات، مختزلا في صفحات قليلة تجربة إنسانية عامة بملامح خاصة. وما يميز هذه المجموعة أن الكاتبة عاشت شطرا من حياتها في الشرق وتحديدا في دمشق، وشطرها الآخر متنقلة في عواصم الغرب، فامتزجت في كتابتها روحا الشرق والغرب.

تقع المجموعة في 124 صفحة من القطع الصغير، واحتوت 25 قصة تناولت قضية المرأة في المجتمع البشري عموما، فلا فرق بين لينا وعائشة العربيتين وبين فيرونيك ومايا وروزالي وجودي، فكلهن نساء تعامل معهن الرجل بنفس القسوة وبنفس العنف مما أعطى لآلام المرأة بعدا إنسانيا واسعا لا يقتصر على ثقافة أو عرق. وعلى الرغم من أن رحلة الكاتبة في قصصها وحياتها الواقعية قد امتدت بين عدة عواصم أجنبية، فإن نساء الشرق يشكلن العصب الرئيسي في قصص المجموعة؛ إنهن يحملن هذا الشرق في حقائب السفر ويضفرنه في جدائلهن. ويمكن القول إن دخول مجموعة «من لؤلؤ» يمكن أن يكون، على الرغم من تعدد النساء، دخولا إلى عالم امرأة شرقية نتعرف إليها بصمت ويحاصرنا ألمها ووجعها.

أما عنوان المجموعة «من لؤلؤ» فقد اختارته الكاتبة من زغرودة «شامية» تقول: «نحن صناديق الذهب وأقفالنا لولو»، وكأن الكاتبة التي هاجرت إلى الغرب تريد أن تقول إن الصناديق المقفلة تنتظر من يفتحها في الغربة، لكنها، في الحقيقة، لا يمكن أن تفتح سوى في أوطاننا الطاردة.

هذه قصص تحكي عنا جميعا فلا بد أن يجد القارئ نفسه بطلا لإحدى شخصياتها، وتكمن مقدرة هذه الكاتبة في أنها كتبت قصصا للجميع طرحت فيها أسئلة كبرى عن الحب والمرأة والرجل والشرق والغرب، وحاورت الجميع وألقت بمرساة السؤال فبدت قصصها كالحياة ليس لها نهاية، وربما بلا بداية، لكنها لوحات صغيرة وكبيرة ترسمنا جميعا.

* قراءات في القصة المغربية

* لندن: «الشرق الأوسط»

* ضمن سلسلة «دراسات»، التي تصدرها مجلة العلوم الإنسانية «مقاربات»، صدر للباحث المغربي الدكتور جميل حمداوي كتاب نقدي بعنوان «القصة القصيرة جدا بالمغرب: قراءات في المتون».

وقد قدم له المؤلف بمدخل عام عرف فيه القصة القصيرة جدا، وأبرز تعدد تسمياتها، وموقف النقاد والدارسين منها، مشيرا إلى أهم الأعمال المنشورة حولها، قبل أن ينتقل إلى تطور القصة القصيرة جدا وجذورها التاريخية، وروادها في العالم، وفي العالم العربي، وفي المغرب، مبرزا خصائصها الفنية والشكلية والدلالية. وقد تناول المؤلف كتابات سبعة كتاب مغاربة، جمال بوطيب، وسعيد منتسب، وسعيد بوكرامي، ومصطفى لغتيري، وحسن برطال، وعبد الله المتقي، وعز الدين الماعزي، ومصطفى جباري، ومحمد عز الدين التازي، ومحمد العتروس، وهشام بن الشاوي، وأنيس الرافعي، وفاطمة بوزيان..الخ.

وضم الكتاب عدة محاور، منها تعريف القصة القصيرة جدا، وتطور القصة القصيرة جدا وجذورها التاريخية، والخصائص الفنية والشكلية، والخصائص الدلالية وغيرها. وجاء في كلمة الناشر: «يعد الدكتور جميل حمداوي من أكثر النقاد المغاربة اهتماما بالقصة القصيرة جدا، دراسة وتحليلا وتوثيقا وتصنيفا، فقد ظل قريبا من التجربة، متتبعا لأسمائها، دارسا لنصوصها، مدعما لاختياراتها، مفهرسا لإصداراتها، وهو في هذا الكتاب يقارب متونا صدرت في مجاميع قصصية منذ بداية الألفية الثالثة للقصاصين المغاربة، جمال بوطيب، وسعيد منتسب، وسعيد بوكرامي، ومصطفى لغتيري، وحسن برطال، وعبد الله المتقي، وعز الدين الماعزي وآخرين». وكان الدكتور جميل حمداوي، قد أصدر في وقت سابق كتابا في الموضوع نفسه بعنوان «القصة القصيرة جدا بالمغرب: المسار والتطور» مزودا بملحق بيبليوغرافي.

الكتاب يقع في ثمان وتسعين صفحة من القطع المتوسط، وكانت لوحة الغلاف للفنانة المغربية نادية خيالي.