جرعة زائدة من الجرأة الشبابية في قوالب سينمائية

اليوم ينطلق في دبي مهرجان الخليج السينمائي

ملصق دعائي للمهرجان
TT

تنطلق اليوم الخميس في دبي الدورة الثانية من مهرجان الخليج السينمائي في «جراند سينما»، و«فيستيفال سيتي»، بمشاركة عدد كبير من الأفلام الخليجية التي مثلت نمواً متسارعاً في صناعة السينما في منطقة ما زالت تعاني من رفض البيئة الاجتماعية لهذا المنتج الثقافي.

وبحسب مسعود أمر الله آل علي، مدير المهرجان، فإن حفل الافتتاح مساء اليوم سيحفل بمجموعة من الأفلام الخليجية تمثل «طيفاً واسعاً ومتنوعاً من التجارب البصرية»، وسيتم عرض ستة أفلام من دول خليجية، هي سلطنة عُمان، والإمارات العربية المتحدة، والبحرين، والكويت، والسعودية، بالإضافة إلى العراق.

ومهرجان الخليج السينمائي، الذي يبدأ اليوم 9 أبريل (نيسان)، وينتهي في 15 من الشهر الجاري، تقدّمه هيئة دبي للثقافة والفنون «دبي للثقافة»، ويقام بالتعاون مع مدينة دبي للاستوديوهات.

وبحسب المنظمين، فقد ارتفع عدد المشاركات للدورة الثانية للمهرجان 2009 بنسبة 50 في المائة، مقارنة مع الدورة السابقة، واستقبل المهرجان أكثر من 400 فيلم، كان بينها نحو 212 فيلماً من دول الخليج والعراق واليمن، كما تلقى المهرجان نحو 200 فيلم من دول أخرى.

وتمثل حجم المشاركات الخليجية في إنتاج الأفلام السينمائية التقدم الملحوظ الذي تعيشه هذه الصناعة التي تواجه صعوبات كبيرة في عدد من الدول، فقد احتلت السعودية المرتبة الأولى في عدد الأفلام المشاركة، سواء الأفلام الروائية، أم الوثائقية، أم أفلام الطلبة القصيرة. وبلغ عدد الأفلام التي قدمها المخرجون السعوديون 63 فيلماً، وجاءت الإمارات في المرتبة الثانية بـ 45 فيلماً، والعراق بـ 39 فيلماً، والكويت 27 فيلماً، والبحرين 24 فيلماً، وسلطنة عُمان 10 أفلام، واليمن 4 أفلام.

وتمثل التجارب السينمائية الخليجية تطوراً في فهم الصناعة السينمائية، واقترابا أكثر من القضايا التي تشكل جدلاً داخل المجتمع بكثير من الجرأة، من قبيل دور الهوية، والعلاقة مع المرأة، والمعاناة التي تواجهها النساء، ومشاكل الشباب، والحوار مع الآخر، وتأثير الغرب على الثقافة المحلية، وقضايا الصراع الاجتماعي، وحرية التعبير.

ومن التجارب السينمائية التي ستتاح لها الفرصة للعرض في حفل الافتتاح، فيلم «السدّادة» للمخرجة البحرينية عائشة المقلة، التي قدمت أول أفلامها القصيرة عام 2007 بعنوان «الصحوة». ويعرض فيلم «السدّادة» قضية حرية التعبير. كما يشارك المخرج الكويتي عمر المعصب بفيلم «مجرد إنسان»، ومن سلطنة عمان يعرض المخرجان داوود، وياسر الكيومي فيلمهما «اكتشف طاقتك»، وهما المخرجان اللذان قدما فيلم «الواقعية أفضل»، الذي فاز بالجائزة الأولى في مسابقة الطلبة للأفلام القصيرة في الدورة الأولى من مهرجان الخليج السينمائي عام 2008. أما المخرج السعودي سمير عارف، فيقدم فيلمه «عيون بلا روح».

كذلك يعرض المهرجان فيلم «أرض الرافدين» للمخرج العراقي المقيم في الدنمارك فنار أحمد، الذي سبق أن فاز بجائزة مهرجان سلام السينمائي في الدنمارك عن فيلمه الوثائقي «يسعدني لقاؤك»، ويرصد فيلم «أرض الرافدين» بعيني صبي عراقي التحولات في العراق، ومغادرة القوات الأجنبية.

كذلك تتضمن عروض الليلة الافتتاحية الفيلم الإماراتي «نصف قلب»، وهو من الأفلام الجريئة في فكرته، للمخرج والممثل الإماراتي بلال عبد الله، الذي قدم سابقاً فيلم «غروب الشمس». ومن بين الأفلام المشاركة في المهرجان، الفيلم العراقي «فجر العالم» للمخرج عباس فاضل، والفيلم اليمني «الرهان الخاسر» للمخرج فاضل العلفي، كذلك الفيلم الروائي «حنة» للكاتب والمخرج الإماراتي صالح كرامة، وفيلم «قصة إبراهيم» للمخرج والممثل الإماراتي نواف الجناحي.

وضمن الأفلام الإماراتية المشاركة في المهرجان يتنافس فيلمان روائيان ضمن المسابقة الرسمية، هما فيلم «الغرفة الخامسة»، و «عويجة تكتشف عائلة» للمخرج ماهر الخاجة، وهو أول فيلم رعب إماراتي طويل. كما يقدم المخرج علي شاه حاتمي فيلمه الجديد «صوت الحياة»، كما تقدم نور حميد الدين فيلمها «بداية فقط» الذي يمثل الإمارات في فئة الأفلام الوثائقية، كما تشارك مجموعة من الأفلام الإماراتية القصيرة في المهرجان، بينها فيلم «مطر» للمخرج مصطفى عباس، وفيلم «باب» للمخرج وليد الشحي، وفيلم «قبلة الفراشة» للمخرجة نايلة الخاجة، وفيلم «نصف قلب» للمخرج بلال عبد الله، وفيلم «مساء الجنة» للمخرج جمعة السهلي، وفيلم «ليل حكاية» للمخرج عبد الله الرمسي، وفيلم «مفتاح» للمخرج أحمد زين، وفيلم «وداد» للمخرجة منال علي بن عمرو. وتأهل للعرض في المهرجان أكثر من 20 فيلماً لمخرجين سعوديين، تتوزع بين فيلم قصير، وفيلم روائي طويل. ومن بين الأفلام السعودية المشاركة في المهرجان، الفيلم الروائي «الانتقام» للمخرج وليد عثمان، كما يشارك الفيلم الوثائقي «الحصن» للمخرج فيصل العتيبي ضمن المسابقة الرسمية في فئة الأفلام الوثائقية. وفي فئة الأفلام القصيرة، يقدم المخرج سمير عارف فيلم «عيون بلا روح» الذي يعرض في حفل افتتاح المهرجان، وفيلم «ثلاثة رجال وامرأة» للمخرج عبد المحسن الضبعان، وفيلم «حسب التوقيت المحلي» للمخرج محمد الخليف، وفيلم «ظل» للمخرج محمد الحمود، وفيلم «مابي» للمخرج حسام الحلوة، وفيلم «ظلال» للمخرجة ريم البيات، وفيلم «الصمت» للمخرج توفيق الزايدي، وفيلم «النافذة» للمخرج حمزة الطرزان.

وضمن فئة الأفلام القصيرة، يقدم المخرج نواف المهنا فيلم «آخر يوم»، وفيلم «حلم بريء» للمخرج بشير المحيشي، وفيلم «مشروع» للمخرج عبد المحسن المطيري، وفيلم «بقايا بوح» للمخرج محمد الباشا.

ويُعتبر مهرجان الخليج السينمائي حدثاً ثقافياً سنويا غير ربحي، يهدف إلى الاحتفاء بالسينما الخليجية، ويُقام هذا المهرجان بصفة سنوية في شهر أبريل «نيسان» من كل عام في إمارة دبي. ويُخصِّص المهرجان مسابقتين ضمن خطته لتشجيع الإبداع والتميز بين السينمائيين والمبدعين من المنطقة، الأولى للأفلام، وهي مفتوحة لكل المحترفين في فئات الأفلام الطويلة، والأفلام القصيرة، والأفلام التسجيلية. كما يقدم المهرجان مسابقة للطلبة في فئات الأفلام القصيرة والتسجيلية. أما المسابقة الثانية في المهرجان، فهي مخصصة للسيناريو، وهي موجهة للأفلام الإماراتية القصيرة فقط. وتبلغ مجموع جوائز المهرجان 440 ألف درهم إماراتي «120 ألف دولار»، وتتكون لجنة التحكيم لأفلام المهرجان من المخرج السينمائي السوري عبد اللطيف عبد الحميد، وثلاثة نقاد سينمائيين، هم عبد الستار ناجي من الكويت، وبشار إبراهيم من فلسطين، وزياد خزاعي من العراق، بالإضافة إلى الممثل مرعي الحليان من الإمارات. في حين يمنح المهرجان جوائز مالية تبلغ قيمتها الإجمالية 120 ألف درهم «نحو 33 ألف دولار» للمشاريع السينمائية الواعدة لثلاثة من كتاب السيناريو الإماراتيين الذين ستختار نصوصهم الفائزة لجنة تحكيم مكونة من المخرج المسرحي والممثل والكاتب العراقي محمود أبو العباس، والكاتب البحريني أمين صالح، والكاتب الإماراتي إبراهيم المبارك، بالإضافة إلى جوائز نقدية تُمنح للأفلام الفائزة بالمراكز الثلاثة الأولى في فئة الأفلام الوثائقية للطلبة، تبلغ قيمتها 60 ألف درهم.