سينما الشباب السعودي: التركيز على القضايا الساخنة ومحاولة لفت أنظار المجتمع لعيوبه

TT

> خلال السنوات الماضية قدمت السينما السعودية تجارب سينمائية متميزة، من بينها أفلام وثائقية (السينما 500 كم) لعبد الله آل عياف، و(نساء بلا ظل) لهيفاء المنصور، وكانت المنصور قدمت قبله ثلاثة أفلام سينمائية هي «من؟»، «الرحيل المر»، و«أنا والآخر»، ومن التجارب السينمائية السعودية الفيلم الروائي (ظلال الصمت) لعبد الله المحيسن، الذي قدم مجموعة كبيرة من الأفلام الوثائقية، من بينها فيلم «اغتيال مدينة»، «الإسلام جسر المستقبل»، وفيلم «الصدمة».

وفي رأي المخرج السينمائي السعودي عبد الله آل عياف، وهو من المخرجين الشباب، فإن (هذا النمو الكمي والكيفي فيما يقدمه الشباب السعودي يمثل نتاجاً طبيعياً لاحتكاكهم بالآخرين ولانبهارهم بعملية صناعة الأفلام، والتي على الرغم من تواضعها التقني لديهم إلا أنها تشكل وسيلة قوية مشاهدة ومسموعة يقدمون بها ما يريدون قوله). وقال (سيزداد العدد مع كل عام حتى نصل قريبا إلى صدارة الدول العربية في عدد الأفلام المنتجة).

وبشأن نوعية المادة الثقافية التي يشتغل عليها السينمائيون الشباب، قال آل عياف إن (الأهم هو ما الذي سنقدمه في أفلامنا.. فالتركيز على القضايا الساخنة ومحاولة لفت أنظار المجتمع لعيوبه أحد أهم ما تقوم به السينما من توثيق ونقاش ومعالجة)، وقال (أفلام السعوديين والسعوديات منذ بداياتها وهي تناقش مثل هذه النوعية من القضايا كالتزمت الديني والإرهاب وقبول الآخر والعنف ضد المرأة والطفل وزواج المسيار والديمقراطية ومنع السينما وغيرها من القضايا)، لكنه لاحظ أنه (ربما الاحتفاء بظهور تلك الأفلام نفسها جعل البعض يغفل عن قضاياها المطروحة).

وبشأن طرح قضايا مثيرة لمجرد لفت الانتباه، قال آل عياف (أعتقد أننا كسينمائيين يجب أن نطرح قضايانا بجرأة شريطة ألا نقع في فخ الإثارة التي تعني البحث عن المواضيع الحساسة والصادمة لمجرد لفت أنظار الصحافة وعامة الناس)، وقال (مجتمعنا غني بمواضيعه وتبايناته، ومع مرور الوقت ونضوج التجربة سيتم تناول القضايا باحترافية أعلى مستوى، فبعد أن تهدأ زوبعة الاهتمام الإعلامي بأي فيلم سعودي يخرج للضوء بغض النظر عن قيمته).