من ألفية «ابن مالك» للألفية «الأمنية».. بصمة عربية لـ1200 سعودي

يهدف إلى جمع ألف مقالة علمية باللغة العربية.. وإعداد قاموس خاص بأمن المعلومات

الموقع الإلكتروني للمركز الذي يضم 1200 متخصص سعودي يطمحون لدعم المحتوى العربي بالمقالات العلمية («الشرق الأوسط»)
TT

على الرغم من مرور مئات السنين على «الألفيات» العربية الشهيرة بكونها منظومات شعرية للعلوم، مثل ألفية ابن مالك في النحو وألفية ابن سينا في الطب وألفية السيوطي في علم الحديث، عادت الألفيات العلمية اليوم في شكل مقالة وليست شعرا، عبر مشروع ألفية أمن المعلومات الذي يشارك في إنجازه 1200 متخصص سعودي، ومن المنتظر أن يخدم 25 مليون مستخدم عربي على شبكة الإنترنت.

وكما استغرقت الألفيات العلمية سنين طويلة لإتمامها، لم يحدد تاريخ إنهاء مشروع الألفية الأمنية، الذي تقوم فكرته على جمع 1000 مقالة علمية مكتوبة باللغة العربية في مجال أمن المعلومات، وهو مشروع يحتضنه مركز حكومي في السعودية، ليس ذلك فقط، إذ سيقوم المركز أيضا بإعداد قاموس فريد من نوعه متخصص في مفردات أمن المعلومات. حول أهداف الألفية، يوضح الدكتور خالد الغثبر، مدير مركز التميز لأمن المعلومات التابع لجامعة الملك سعود بالرياض، لـ«الشرق الأوسط»، إن هذا المشروع يسعى لدعم المحتوى العربي على شبكة الإنترنت وزيادة وعي المستخدم بأمن المعلومات، وأفاد بأنه تم حتى الآن إنجاز 200 مقالة فقط، أي أن المتبقي 800 مقالة علمية عربية متخصصة بأمن المعلومات.

يأتي ذلك في حين تكشف أحدث الدراسات أن حجم المحتوى العربي على الإنترنت لا يتجاوز 0.5 بالمائة من مجمل المحتوى العالمي، ويتضمن تقسيمه (التراث، الفن، المعرفة، الخبر، المجتمع) مما يعني غياب الحضور التقني للغة العربية على الشبكة، وهو الأمر الذي تنبه له المركز عبر تحفيز المختصين للمساهمة في إنجاز هذا المشروع، وتوفير مكافآت مجزية للمبدعين منهم.

وعن قاموس مفردات أمن المعلومات، أفاد الغثبر أنه يمثل خطوة توعوية وسيتم تقديمه قريبا، وتابع قائلا: «كذلك سنقوم بتأليف عدد من الكتب العربية في أمن المعلومات، وتقديم المحاضرات والدورات التدريبية المتخصصة للجميع»، فيما يرافق ذلك مشاريع أخرى تهتم بالبحث العلمي، مثل تحديد مواضيع الأبحاث المتخصصة ودعم المشاريع البحثية.

وفي إطار خدمة المستخدم العربي، أطلق المركز مؤخرا مشروع «بديل» الذي يعد الأول من نوعه في المنطقة، حيث يهدف لتوفير أهم البدائل من البرامج مفتوحة المصدر التي تقوم مقام البرامج التجارية والمغلقة، وإبراز أهميتها وتعويد المستخدمين على احترام حقوق الملكية الفكرية وحمايتهم من مخاطر الفيروسات وملفات التجسس والاختراق الناتجة عن عملية كسر حماية بعض البرمجيات، ويقوم «بديل» على فريق من المتطوعين المهتمين بنشر فكر وثقافة المصادر المفتوحة. وكانت وزارة التعليم العالي السعودية قد وقعت في الـ24 من شهر مارس (آذار) الماضي عقد إنشاء وتمويل مركز التميز لأمن المعلومات، الذي تكمن رؤيته بأن يكون مركزا متميزا على مستوى العالم والمرجع الأول في المنطقة في أمن المعلومات، في حين تتلخص رسالة المركز بجمع أفضل الباحثين والمتميزين في أمن المعلومات لنقل الخبرة وتقييم وحل المشكلات الوطنية بهذا الجانب.

وبسؤال الغثبر عن براءات الاختراع السعودية في مجال أمن المعلومات، قال: «لم يصل إلا العدد القليل لكون المركز في بداياته، ولكن تم اعتماد براءة واحدة وهي الآن في طور التسجيل». وحول خسائر القرصنة الإلكترونية وعدد المواقع المحلية المخترقة شهريا، قال: «للأسف هذه المعلومات شحيحة نظرا لعدم إطلاعنا على دراسة منشورة بهذا الخصوص، ولكن يعتزم المركز العمل على تقديم دراسات بهذا الشأن خلال هذه السنة».

فيما يهدف المركز للاستثمار في الخبرات الوطنية من خلال التعاون الدولي والداخلي مع الجامعات ومراكز الأبحاث والشركات، بالإضافة لكونه يخدم الخطة الوطنية للاتصالات وتقنية المعلومات في السعودية، حيث يقول الغثبر: «متوقع أن يسهم في 12 مشروعا من مشاريع الخطة، البالغة 24 مشروعا»، وأفصح عن أن المركز يعتزم قريبا تدشين موقعه الإلكتروني رسميا، الذي أفاد بأنه يضم العديد من المحتويات التثقيفية والتعليمية للمتخصصين والباحثين والمهتمين كافة.