الكاتبة السعودية وفاء العمير: أكتب عن هموم الناس ولا أنظر إلى المسكوت عنه

أصدرت روايتها الأولى بعد مجموعات قصصية

TT

تتميز القاصة السعودية وفاء العمير بقدرتها على ترجمة الأحاسيس المختلطة بحياة الناس اليومية. وهي في مجموعاتها القصصية تحاول أن تعبر عن الصراع بين النمطية والحداثية. وقد صدرت لها أخيرا روايتها الأولى «في حدة الأشواك» عن دار «المفردات» بالرياض.

ومن أعمالها الأخرى: «في الظلام»، «ذات مساء»، «مقابلة شخصية»، «حمامتان تغادران سريعا»، «وجع يحتد»، «شتات»، «جناحا الفراشة»، «السائق الجديد»، «انشطار»، «عشب الأنامل»، «ماذا يبغي منا الكبار؟»، «مناكدة»، «صغيرتي»، «الارتباك الأول»، «حالة خاصة»، «لا حلم إلا ما أعرفه»، «غناء امرأة»، «داخل سحابة»، «من أجل شيء ما»، «مفاتيح»، «لم ينتهِ الأمر بعد»، «الحلم»، «الطريق»، «ورطة»، «الحب والخراب»، «علبة من الحجر». هنا حوار معها في الرياض:

* ما هي الاشتغالات التي تملأ عالم وفاء العمير القصصي؟

ـ حياة الناس اليومية المعتادة هي ما يهمني، والصراع بين ما هو نمطي، والتجديد الفاعل، وكذلك تفعيل القوة الخامدة في الإنسان، واحترام حق الآخر في ألا يهمش، لكنني في الوقت نفسه أعرف أنني أتعامل مع فن سردي لا يتحمل أن يكون قاعة محكمة تحاكم فيها سلبيات المجتمع.

* يقول بعض النقاد إن القصة لديك مجرد «بوح مصاب بالاضطراب والقلق».

ـ إنني أصور في كتاباتي مشاعر قد تعتري الإنسان في لحظات ضعفه، ومشاكل قد يمر بها تحزنه وتربكه، وأحيانا تضيق عليه الخناق، فدور القاص أن يحكي. لن أقف عند المسميات، يهمني تأثير ما أكتبه على المتلقي، بماذا يشعر حين يقرأ لي نصا قصصيا، هل يراه حقيقيا أم مزيفا، هل تقنعه لغتي في الكتابة أم يتخطاها بلا اكتراث.

* في قصة «عشب الأنامل» عمدت إلى استخدام لغة شاعرية متحررة.. هل ذلك نتاج تراكمات اتجاهك لقصيدة النثر؟

ـ هو نتيجة انسياب زخات مطر في داخلي، نتيجة حكايات تروى باستمرار على لسان أحد ما لا أعرفه يسكن في، إنها الأشياء الجميلة حين لا تكون مجرد مصادفة في حياتك، حتى الألم، وهو نقي، يعرف كيف يكون لغته.

* كيف تلقيت اختيار مشروع الترجمة السعودي العالمي لترجمة نصك «غناء امرأة» إلى الفرنسية؟

ـ أذكر الفرحة الطازجة التي شعرت بها حين أخبرتني منيرة المهاشير، رئيسة مشروع الترجمة السعودي العالمي «متسع»، بعزم مشروع الترجمة على اختيار أحد نصوصي القصصية لترجمته إلى اللغة الإنجليزية والفرنسية، ضمن خطته لترجمة عدد من النصوص القصصية لكاتبات سعوديات. طبعا عمل المشروع خطوة مهمة في طريق التواصل الثقافي الحر بين عالمين مختلفين. نحن لدينا ثقافة أصيلة، وبالترجمة يمكن أن ينتقل كل ذلك إلى الفكر الغربي ويتأثر به.

* هل تمكنت من أن تعبري عما تريد المرأة السعودية أن تقوله أو المسكوت عنه من قضيتها؟

ـ في كتاباتي لا أنظر إلى هذا الجانب: المسكوت عنه. أكتب الانبعاث والموت، الشمس والمطر، الريح والخلود، الظل وأن تتيه في صحراء ليس لها أول ولا آخر، أكتب الحياة حين نستقبلها مبكرا، وحين تتأخر علينا، أكتب السعادة والحزن، الأمل ومحطات الانتظار المتوالية في رصيف لا حركة فيه!