سويسرا تقيم أول مركز مكرس للخط العربي في أوروبا

الخطاط عبد الحفيظ العاني في فتح جديد

TT

الخطاط العراقي عبد الغني العاني يتمتع بمكانة وسمعة خاصة في فرنسا امتدت جذورها لسنوات عديدة عندما كان تلميذا في باريس. درس القانون ثم قام بتدريس القانون في السوربون، قبل أن يتفرغ كليا لهوايته وهوسه بهذا الفن الرفيع، الخط العربي. وللعاني وزملائه من الفنانين الخطاطين والحروفيين فضل كبير في إعطاء الخط العربي هذه المكانة العالمية بحيث سمعنا الرئيس الأمريكي باراك أوباما يشير إليه في خطابه التاريخي في القاهرة كجزء مما يدين به الغرب والعالم إلى المسلمين والعرب. الحقيقة أنني لم أعد أتذكر شيئا من خطابه غير إشارته للخط العربي، الغاليكرافي العربي.

استغل عبد الغني العاني وجوده في فرنسا كمواطن فرنسي عراقي مسلم في ترويج هذا الفن على نطاق عالمي، فقام بتدريسه في جامعة السوربون وفي سويسرا، حيث أخذ الجمهور الأوروبي يبدي اهتماما كبيرا بتعلم هذا الخط رغم عدم معرفته باللغة العربية.

وقد سجل نجاحات باهرة في هذا الصدد، كان من آخرها ما قامت به بلدية باريس في إصدار اسطوانة مدمجة بعنوان «لقاء الشرق والغرب» مشفوعة بكتاب جميل يشرح فيه الفنان جمالية الخط العربي ومدلولاته. تتضمن الاسطوانة قراءات من شعره وهو يتلوها بصوته ويخطها بريشته، ثم تليها ترجمة فرنسية بصوت الكاتبة المسرحية مادلين غيران وموسيقى من تأليف وعزف فريدريك. سبق ذلك أن أقامت له فرنسا عدة معارض في السعودية وأفريقيا وبروناي، حيث نال تقديرا واسعا وإقبالا كبيرا على أعماله. وقد سعدت شخصيا في أن أحظى بحضور تدشين هذه الاسطوانة وهذا الكتاب في حفل كبير عقدته بلدية باريس في المناسبة. التقيت به خلال ذلك، فحدثني عن مشروعه الطموح الذي يتفاوض بشأنه الآن مع الحكومة السويسرية لإقامة أول مركز في أوروبا مكرس كليا للخط العربي، وتدريسه، وعرض وحفظ أعماله باسم «مركز العاني للخط العربي»، سيضم المجموعة الكاملة لأعماله.

سألت العاني لم لا يقيم هذا المركز في العراق، البلد الذي ولد ونشأ فيه، وتعلم الخط ونال فيه جائزة الخط من أستاذ الخط السيد هاشم الخطاط؟. ضحك في وجهي ثم سألني: «هل تستطيع أن تضمن سلامة أعمالي من النهب والتدمير؟». بالطبع كان يشير بذلك إلى ما جرى لمحتويات المتحف العراقي. قلت: «أعوذ بالله! ابق سالما على أغراضك في أوروبا»!.