عودة إلى الرواية التاريخية

قائمة «بوكر» القصيرة استبعدت أسماء مهمة

TT

يبدو أن القائمة القصيرة لجائزة بوكر البريطانية للرواية، التي أعلنت أمس، هي الأكثر ثقلا في السنوات الأخيرة. فقد ضمت أسماء من وزن الروائي الجنوب أفريقي جي إم كويتزي، حائز جائزة نوبل للآداب، وإي إس بيات. ويكفي أن نعرف أن أسماء مهمة استبعدت حتى من القائمة الطويلة التي ضمت 13 اسما، وسبق لهم أن فازوا بالجائزة مثل جون بانفيل، وتوماس كنيلي، وأنيتا بروكنر، وبنيلوب ليفلي، وكازو أشيغورو، الياباني الأصل، والكندية مارغريت أتوود، لنعرف صعوبة المهمة التي واجهت أعضاء لجنة التحكيم هذا العام. ويكفي أن نعرف أيضا أن الكاتب الأيرلندي العجوز وليم تريفور (81 عاما) قد استبعد حتى من القائمة الطويلة.

والمفاجأة الجديدة هي دخول الكاتبة هيلاري مانتل بقوة إلى القائمة القصيرة، وهي الكاتبة التي لا يعرف عنها الكثير، ولم ترشح سابقا لأية جائزة، من خلال روايتها «قصر الذئب»، وهي تتناول حياة أحد مسؤولي القضايا القانونية، غالبا عن طريق التحايل، أثناء حكم هنري الثامن. وتقع الرواية في 650 صفحة، ومع ذلك حققت شعبية كبيرة من المتوقع أن تتزايد بكثير بعد ترشيحها للقائمة القصيرة. وفي حالة فوزها، وهو الأرجح حسب توقع جريدة «الغارديان» البريطانية في عددها الصادر أمس استنادا إلى آراء بعض الكتاب، وكذلك المراهنات، فإنها ستبيع بالتأكيد ملايين النسخ داخل وخارج بريطانيا، بالإضافة إلى ترجمتها إلى لغات عالمية عديدة، وربما اقتباسها للسينما. بكلمة أخرى، ستدخل مانتل نادي الكتاب الأغنياء دفعة واحدة، ومن خلال رواية واحدة!

أما كويتزي، فيبدو أن حظوظه أقل في الفوز بالجائزة، إذ يرى بعض النقاد أن روايته «وقت الصيف» هي مجرد جزء آخر من مذكراته التي سبق أن نشر جزأين منها قبل سنوات طويلة. وكان الأول بعنوان «الصبا»، والثاني «الشباب»، وتناول فيه حياته في لندن حين كان طالبا. وقد ترجم هذا الجزء إلى العربية. ويبقى السؤال: هل يحتاج كويتزي (المولود عام 1940) إلى جائزة أخرى بعد جائزة نوبل للآداب التي حصل عليها عام 2003؟

والمرشحة الثالثة للفوز، هي إي إس بيات، التي سبق لها أن فازت بالجائزة عام 1990 عن روايتها «التملك». وتتناول في روايتها الجديدة «كتاب الأطفال»، قصة أطفال يكافحون من أجل الخلاص من قساوة القرن الجديد، خالطة فيها بين الواقع والخرافة. ويبدو المرشحون الأربعة الآخرون أقل حظا، ولكن من يدري؟ فربما لأعضاء لجنة التحكيم، التي يرأسها جيم نوتي، المذيع في هيئة الإذاعة البريطانية، رأي آخر، وهو غالبا، كما في أغلب الجوائز، يخالف التوقعات.

والأربعة الآخرون هم سارة واتر عن روايتها «الغريب الصغير»، التي تستلهم فيها أيضا أحداثا تاريخية في العصر الفيكتوري، رابطة إياها بالقرن العشرين. وسايمن ماور عن روايته «الغرفة الزجاجية»، ويعود فيها أيضا إلى التاريخ، ولكن القريب، من خلال تناول تأثيرات التاريخ الأوروبي في عشرينات القرن العشرين على عائلة يهودية تعيش في تشيكوسلوفاكيا السابقة.

والمرشح الأخير هو آدم فولدس عن عمله «المتاهة المتسارعة». وتدور حول قصة شاب يحجز في ملجأ بسبب مرضه، ومساعدة أخيه له، ليروي من خلال ذلك حكاية الهوية والاضطراب والجنون في حقبة زمنية معينة.

وسيعلن اسم الفائز في هذه الدورة، وهي الواحدة والأربعون، في بداية شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.