«مهرجان بيروت لعروض الشارع» يعود.. ويفاجئ العابرين

غياب عربي وحضور أوروبي قوي

من احد العروض («الشرق الاوسط»)
TT

للسنة السادسة تستعد العاصمة اللبنانية لاستقبال «مهرجان بيروت لفنون الشارع» كما هي العادة، في كل سبتمبر (أيلول). موعد سنوي يستمر حوالي ثلاثة أسابيع، يسعى من خلاله «زيكو هاوس» ـ الذي يديره الشريكان زيكو ورولا قبيسي ـ لجلب الفنون حيث يتواجد المارة والناس العاديون، لمفاجأتهم بعروض غالبا، ما تكون من النوع الذي يضطر العابر لأن يتوقف ويتأمل. هذه السنة سيتمكن سكان بيروت، بشكل خاص، من الاستمتاع بأعمال فنية آتية من هولندا وفرنسا والسويد والدنمارك وسويسرا إضافة إلى الأعمال اللبنانية. وبدءا من 25 الجاري بمقدور المارة في شارع فردان الاستمتاع بأعمال للفرنسي رولان كروس، الذي ينحت في ألواح خشبية مطلية بالأسود شخصيات مستوحاة من العالم التعبيري، يقصها بمنشار كبير، ويصنع منها عالما خاصا، يضج بالفنانين. رولان هو كاتب وسينمائي، له 11 فيلما وسيرابط في فردان حتى 29 من الشهر الجاري. ومن بين العروض التي ستفاجئ المارة، «أسطورة سيزيف» المستوحاة من عمل للشهير «ألبير كامو» برؤية اللبنانية ناهد منصور، تقدمها يوم 26 سبتمبر في عين المريسة عند الخامسة مساء. وهناك عرض دنماركي بعنوان «العربة»، يحكي قصة عن الاستغلال والتغيير، ويمكّن للجمهور التواصل معه مباشرة. وهو عمل فكاهي كوميدي، يستخدم لغة الجسد، ويورط المتفرجين في الاشتراك بتأديته، من تمثيل فرقة «دانس راكيرباك» التي طورت طريقة في تقديم مسرح الشارع مخصصة للصغار وتناسب الأجواء الأسرية. وتقدم الفرقة عرضين في بيروت يومي 2 و3 أكتوبر في شارع الحمراء وكورنيش عين المريسة، عند الساعة الخامسة والنصف. أما فرقة «ليز أبوستروفيه» الفرنسية التي تعنى بكلّ ما له علاقة بالمسرح البهلواني، وفنّ السيرك والرقص والشارع والمسرح والموسيقى، فستقدم عرضين يوم 7 أكتوبر (تشرين الأول)، أحدهما في الحمرا عند الساعة الثالثة يتبعه آخر في وسط بيروت. ومن سويسرا يستمتع المتفرج البيروتي بعرض فيه الكثير من عناصر الدهشة، يحمل عنوان «في الحياة... في المدينة» تتخلله لمسات من الغرابة الفنية والشعر، بحيث تظهر المدينة في حلة أكثر إشعاعا وحيوية. أجساد الراقصين، حركاتهم الدقيقة، وأسلوبهم القوي، يجعل هذا العمل خارج إطار المسرح التقليدي. التتابع التصاعدي في الحركة يكسر القيود، ويمزج بشكل مقلق بين الحركة الآلية والحركات المفاجئة، كما الانفجار. وكأن الأجساد في تناغمها تتبع إرادة غير مرئية، مفاجئة وشديدة التأثير. من هنا تبرز الأسئلة حول منطق العلاقات التي ينسجها الإنسان في محيطه المدني. تقدم هذا العمل مؤسسة فنية سويسرية أسسها ويديرها أنطونيوس دوماتوس، شاركت في مهرجانات عالمية، وتظاهرات ثقافية مهمة في أكثر من 140 مدينة في 36 بلدا، ويتميز نتاجها بالقدرة على استخدام الظروف المحيطة، إن على خشبة المسرح أو في الهواء الطلق. ويرى اللبنانيون عرضين لهذه الفرقة يومي 8 و9 أكتوبر في شارع الحمرا ووسط بيروت الساعة الخامسة والنصف مساء. وربما كان أكثر أعمال هذا المهرجان لفتا للانتباه هو الآتي من السويد ويحمل اسم «محطة التغذية» ويعتمد على أداء تفاعلي يستند على المماطلة، حيث سيقوم الناس بتبادل الأفكار طوال اليوم لخلق ثورة نسائيّة. كما سيشمل عوامل أدائية لجذب انتباه الناس وأحداثا وأسئلة ومناقشات.

سيتمكّن المارّة من مشاهدة العرض والمساهمة فيه وأخذ حيّز من الأفكار إلى بيوتهم. وستقيم شركة «أرينا بوبو» القيمة على المشروع عدة مراكز في بيروت لتبادل وبيع أفكار تحررية للمرأة. وسيصادف المارة هذا العرض الاستثنائي أيام 14، 15 و16 أكتوبر عند الساعة الخامسة، في شارع الحمرا، ووسط بيروت وعلى كورنيش عين المريسة في اليوم الأخير. وهناك عرض هولندي باسم «الوحش الأخضر» يومي 19 و20 أكتوبر، في شارع الحمرا ثم وسط بيروت، استوحته بيسكو مارتا من تجربة لها في حلب، حين لاحظت أن الرجال يتوجهون بالكلام إلى زوجها ولا يلتفتون لها، وكأنها نكرة. إنها حكاية امرأة غربية مستفزة في حلب.

العروض اللبنانية عديدة، منها ثلاثة «أيام على الشاطئ» لكريستال خضر. وهو عرض صامت يعتمد بالأساس على التعليق المكتوب، تؤدّيه ممثّلة محترفة. يتحدّث عن صخرة الروشة، أحد المعالم السياحيّة المعروفة في لبنان. توجد صورة الصخرة على ورقة الـ 10 ليرات، التي لم تعد تستعمل منذ حوالي 20 سنة لكن ما زالت حتّى الآن في ذاكرة اللبنانيّين (الآحاد 4، 11، 18 أكتوبر، الساعة 5، مقابل صخرة الروشة). وهناك عمل جماعي يحمل عنوان «تي تيم» أو «استراحة الشاي» يؤديه عدد من الراقصين، مع «دي. جيه». يتحدث الجزء الأول عن أشخاص يعملون فقط من أجل المال والأمن، لا لحبّهم أو لاستمتاعهم بالعمل. يمكننا الشعور بإحباط ويأس الراقصين، وتأزم حتى الفوضى الكاملة. الجزء الثاني يتناول طريقة التقاء هؤلاء الأشخاص ببعضهم البعض ومحاولة التواصل فيما بينهم لوضع عرض راقص، والتوصل في النهاية إلى إدراك ما يحبون فعله (10 أكتوبر زيكو هاوس، الساعة 5:30). يستمر المهرجان حتى 21 من الشهر المقبل ويختتم بعرض لفيلم لحسان شوباصي.