فورة أنشطة ثقافية في المنامة تمهد لترشيحها عاصمة للثقافة في 2012

وزيرة الثقافة البحرينية تستعرض تجربة «الاستثمار في الثقافة» والشراكة مع القطاع الخاص

مشهد من مسرحية بحرينية («الشرق الأوسط»)
TT

شهر أكتوبر (تشرين الأول) الجاري هو موعد انطلاق المواسم الثقافية في دولة البحرين، التي تطمح، بحسب وزيرة الثقافة والإعلام الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، لأن تصبح عاصمة الثقافة العربية في عام 2012.

ويمثل القطاع الخاص البحريني ومؤسسات المجتمع المدني رافدا رئيسيا للأنشطة الثقافية، مما دفع بالوزيرة الأولى للثقافة لاستعراض تجربة هذا القطاع أمام مؤتمر دولي أقيم في إيطاليا الأسبوع الماضي، إذ تحدثت عن برنامج (الاستثمار في الثقافة) ونجاح البحرين في تحقيق الشراكة الفاعلة بين القطاع الحكومي ومؤسسات القطاع الخاص، هذه الشراكة التي من المقرر أن يسفر عنها إنشاء سبعة متاحف والعمل على توسيع الأنشطة الثقافية في البلاد.

وخلال الشهر الجاري يبدأ عدد من المؤسسات الثقافية، العامة والخاصة، تنظيم مهرجانات وفعاليات ثقافية تمتد حتى العام المقبل وتتنوع بين الأمسيات والندوات والفنون البصرية والتشكيلية والسينمائية، بعد فترة ركود خلال موسم الصيف وشهر رمضان.

* معرض الكتاب

* وقد بدأت أمس الأربعاء في العاصمة البحرينية المنامة فعاليات مهرجان الأيام الثقافي السابع عشر 2009، الذي يعتبر معرض الكتاب الدولي أبرز فعالياته.

ويستمر المعرض الذي يقام في مركز البحرين الدولي للمعارض حتى التاسع من أكتوبر الجاري.

ويشارك فيه أكثر من 200 دار نشر عربية ودولية تعرض ما يزيد على 150 ألف عنوان. وقد اعتادت «مؤسسة الأيام» تنظيمه في رمضان من كل عام، وجرى ترحيله هذا العام إلى ما بعد رمضان للاستفادة من فرصة عودة الطلاب إلى المدارس والجامعات، الذين يمثلون جمهورا رئيسيا.

والمعرض هو الثاني الذي يقام في البحرين، إلى جانب معرض البحرين الدولي للكتاب الذي تنظمه وزارة الثقافة والإعلام والمقرر أن يكون في مارس (آذار) المقبل.

ويؤكد منظمو المعرض أنهم ينطلقون من اعتبار (القراءة أهم الوسائل التي تسهم في تكوين الوعي الاجتماعي ومن الأدوات المكملة للجهود الرامية إلى التعليم المستمر).

وتقول «مؤسسة الأيام» «إنها تحرص على أن يكون هذا المعرض مصدرا ثقافيا غنيا يعكس تطور الحركة العلمية والثقافية في البحرين. وسيشكل المعرض ببعده العربي حلقة وصل مع بقية معارض الكتب التي تنظمها الدول العربية الأخرى).

وسيصاحب المعرض العديد من النشاطات الثقافية وحفلات توقيع الكتب.

* أسرة الأدباء واحتفالية الـ 40 عاما

* من جهة أخرى، وبمناسبة مرور 40 عاما على تأسيسها، تطلق (أسرة أدباء البحرين) برنامجا ثقافيا يمتد من مطلع اليوم حتى مارس (آذار) 2010، ويشتمل على فعاليات أدبية وثقافية وتراثية وفنية.

وتعتبر أسرة الأدباء أول كيان ثقافي وأدبي في البحرين، فهي قد تأسست في عام 1969 بهدف رعاية الحركة الفكرية والنهضة الأدبية هناك، وجمع شمل ذوي المواهب الكتابية في شتى مجالاتها، وتعزيز الروابط الثقافية والفكرية والاجتماعية بينهم. واستطاعت الأسرة عبر تاريخها أن تعزز مكانتها ككيان أدبي رفيع المستوى، وأن تمد جسورا فاعلة ومؤثرة مع جمهور متعطش للثقافة والفنون الأدبية.

وخلال الفعاليات التي تمتد لنحو 6 أشهر، يستعرض الرؤساء المؤسسون الأوائل تجاربهم ويقدمون شهاداتهم عن عموم الحركة الثقافية التي عاصروها، كما تنظم الأسرة برنامجا خاصا يشتمل على أوبريت بمناسبة اختيار القدس عاصمة للثقافة العربية.

وقال علوي الهاشمي رئيس أسرة الأدباء والكتاب بأن برنامج الاحتفالية سيمتد 6 شهور ويتضمن العديد من الفعاليات والأنشطة الأدبية والثقافية، بحضور المثقفين والأدباء والمهتمين بالشأن الثقافي في البحرين والوطن العربي والعالم.

* الملتقى الثقافي الأهلي

* كذلك من المقرر أن يطلق، (الملتقى الثقافي الأهلي)، في البحرين، بدءا من مطلع هذا الشهر، حزمة أنشطة ثقافية، تشتمل على أمسيات وندوات بينها أمسية أدبية تقام في 28 من الشهر الجاري موجهة للجالية العراقية المقيمة في البحرين. والملتقى مؤسسة ثقافية أهلية تأسست في عام 2001.

* مركز الشيخ إبراهيم

* وخلال الأسبوع الجاري يعلن مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث عن برنامجه للموسم الجديد الذي يمتد هو الآخر لـ6 أشهر، وتترأس مجلس أمناء المركز وزيرة الثقافة والإعلام الحالية الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، وهو المركز الذي افتتح في 12 يناير (كانون الثاني) 2002، ويرتبط اسمه بمؤسس أول مجلس ثقافي في جزيرة المحرق التي كانت في بداية القرن الماضي العاصمة الثقافية والإدارية للبحرين. ويوفر المركز فرصة للمثقفين في البحرين عبر استضافته على مدى العام عشرات المفكرين العرب والأجانب ويقيم الندوات الفكرية والثقافية.

وكان المركز أعلن قبل يومين تبنيه لإحدى جوائز مهرجان محلي أقيم باسم (مهرجان بوري الثقافي الأول) وهى جائزة التميز في المجال الثقافي (الشعر)، والتي من المقرر أن تمنح للفائز بها في 9 أكتوبر الجاري.

ومهرجان (بوري) هو الآخر انطلق منذ بداية الشهر ويختتم في التاسع منه ويتضمن المهرجان 8 فعاليات ثقافية وتراثية، إضافة إلى الفعاليات الشعرية، ومن بين الفعاليات، معرض للصور، وأمسية قصصية، وأمسية شعرية، ومسابقة للأفلام السينمائية القصيرة، ومعرض للكتاب، وكرنفال تجميلي لشوارع القرية.

* جمعية تاريخ وآثار البحرين

* إلى ذلك دشنت جمعية تاريخ وآثار البحرين وهي جمعية تهتم بالآثار والتاريخ برنامجها السنوي لفعاليات الموسم الثقافي الـ 56 حتى عام 2010، واعتبر عيسى أمين رئيس الجمعية أن برنامج الموسم الثقافي 56 يستمر من 30 سبتمبر (أيلول) 2009 حتى 27 مايو (أيار) 2010، مشيرا إلى أن هذا الموسم يضم فعاليات متنوعة تشمل مجالات مختلفة مثل التاريخ والآثار والسياسة والاقتصاد والتراث الشعبي وملتقى للتراث المعماري إلى جانب الفن الشعبي الغنائي.

ومن المتوقع تنظيم مؤتمر عن العمارة التاريخية في البحرين يمتد لثلاثة أيام، ومناقشة كتب عن العمارة في البحرين والفلكلور الشعبي.

* الاستثمار في الثقافة

* وكانت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة وزيرة الثقافة والإعلام ذكرت أن هناك عددا من المشاريع المهمة المدرجة على خطة الوزارة، التي سوف يتم تنفيذها من خلال برنامج (الاستثمار في الثقافة) والشراكة الفاعلة بين القطاع الحكومي ومؤسسات القطاع الخاص، تتضمن إنشاء سبعة متاحف بتصاميم معمارية مميزة تكون مرتبطة بالمواقع الأثرية بالإضافة إلى إعادة تأهيل المناطق الحضرية التاريخية، وتنظيم مهرجانات ثقافية ودعم وتشجيع الحرف اليدوية.

وقالت إن الهدف من هذه المشاريع هو حماية المواقع الأثرية وتعزيز موقع البحرين على خارطة العالم الثقافية، وتحدثت عن مشروع إعادة تأهيل منطقة (عالي) التاريخية وهي المنطقة التي تحتوي على عدد من التلال والقبور الأثرية ذات الأهمية التاريخية، علاوة على أنها منطقة تشتهر بصناعة الفخار التراثية. وقالت الشيخة مي (إن إنشاء متحف في هذه المنطقة كفيل بتنمية تلك الصناعة الحرفية وتحسين مستوى المعيشة وخلق فرص عمل لسكان المنطقة).

وأوضحت وزيرة الثقافة والإعلام خلال كلمة ألقتها أمام المؤتمر الأول للثقافة والصناعات الثقافية الذي نظمته اليونسكو بالتعاون مع الحكومة الإيطالية واختتم نهاية شهر سبتمبر (أيلول) الماضي، أن برنامج (الاستثمار في الثقافة) قد أثبت نجاحه حيث يقوم القطاع الخاص بدور مكمل لجهود الحكومة التي تهتم بتنفيذ مشاريع تهدف للترويج للبلاد والهوية الثقافية والحفاظ على التراث الوطني، في حين يشارك القطاع الخاص بتمويل عدة مشروعات ويلعب دورا رئيسيا في زيادة الوعي بأهمية التراث والحفاظ عليه.

وقالت إن لدى البحرين (استراتيجياتها الخاصة طويلة وقصيرة المدى لحماية التراث والتنمية الثقافية ويبدو ذلك جليا من خلال التعاون المميز والواضح بين المملكة ومنظمة اليونسكو والذي يسير بالتوازي مع الاستراتيجية الوطنية للثقافة) مشيرة إلى الأجندة التي تركز على الشراكة الفاعلة بين القطاع الحكومي ومؤسسات القطاع الخاص والمجتمع المدني وذلك تحت عنوان (الاستثمار في الثقافة).

وأشارت الشيخة مي إلى (الحدث الهام) الذي سوف تستضيفه البحرين في عام 2011 حيث تم التصديق على اختيار البحرين لتعقد اجتماعات لجنة التراث العالمي على أرضها علاوة على جهودها في تأسيس مركز إقليمي للتراث العالمي وأيضا على صعيد آخر ترشحها لأن تكون عاصمة للثقافة في عام 2012.