ورشة «الشارع» للكتابة المسرحية تجمع فنانين من لبنان وسورية

«المركز الثقافي البريطاني» ينعش النص الجديد

TT

دعت جمعية «شمس» في بيروت، بالتعاون مع جمعية «زقاق» السورية، وبدعم من «المركز الثقافي البريطاني»، المسرحيين اللبنانيين إلى المشاركة في ورشة كتابة مسرحية مكثفة تديرها وتشرف عليها «ورشة الشارع» للكتابة المسرحية، وذلك يومي 4 و5 ديسمبر (كانون الأول) 2009. وهي ورشة تستلهم اسمها من مضمونها الذي يود الاستفادة من لغة الشارع وحركاته وإبداعاته لبناء أعمال مسرحية من خلال العمل على بعض النصوص اللبنانية والعربية والعالمية. وخلال يومين متتالين سيقوم المشرفان السوريان، عبد الله الكفري ووائل قدور بمشاركة 15 فنانا شابا من الجيل المسرحي الجديد في لبنان بتطوير عدد من المفاهيم والتمارين التطبيقية المسرحية، وستكون هذه الورشة خطوة متبادلة التأثير بين المسرحيين الشباب في لبنان وسورية بهدف التركيز على النص المسرحي الجديد.

جدير بالذكر أن «المركز الثقافي البريطاني كان قد نظم، بالتعاون مع «مسرح الرويال كورت» في لندن، ورشة عمل مماثلة سابقا، نظمها الكاتب الاسكوتلندي ديفيد غريغ في دمشق لمجموعة من طلاب وخريجي قسم الدراسات المسرحية في «المعهد العالي للفنون المسرحية» في ديسمبر 2004. ونجحت هذه «الورشة» في تحفيز 12 طالبا من المشاركين على تقديم نصوص مسرحية جرى العمل عليها وتطويرها في ورشتي عمل إضافيتين نظمهما غريغ أثناء زياراته اللاحقة لسورية. ويجتمع المشاركون في لبنان أكثر من ست ساعات في اليوم على مدار يومين، ويتمركز عملهم على قسمين. في بداية القسم الأول، يعرف كل مشترك بنفسه من خلال حكاية تعبر عن غرض يرمي إليه، على أن تتضمن الحكاية أحداثا وصورا وشخصيات محددة الملامح بطبيعة الحال. بعد ذلك يتم تقسيم المشاركين إلى مجموعات وتقوم كل مجموعة بكتابة بداية نص مسرحي من خلال إعادة تشكيل العناصر السابقة. في القسم الثاني تطرح أسئلة حول ما الذي يجعل اللغة اليومية لغة خاصة يتم استخدامها في المسرح؟ ويتم العمل على ثلاث نقاط أساسية.. أولا: تقنيات الكتابة من خلال نص (far away) لكارل تشرشل، وذلك بالعمل على أدوات الكتابة المسرحية: اللغة من خلال الأمور اليومية (يونسكو، شكسبير)، الصور في اللغة (بيكيت، تشيخوف)، الأفكار (سترندبرغ، ايسن، توم ستوبرد، بريخت)، الأوضاع ثم الأحداث / الأفعال (actions) (شكسبير، تنسي ويليمز) والشخصيات (توني كوشنر، تشيخوف، شكسبير).

وفي مرحلة ثانية يتعلم المتدربون كيفية تقديم المعلومة عبر الحوار. أما في المرحلة الثالثة فيتم تقسيم المشاركين إلى مجموعات يعمل كل منها على إحدى النقاط التالية: مفهوم استخدام الزمن، مفهوم الجنس، مفهوم الحيوانات، الأفكار الموجودة في النص.

بعد هذه الخطوات يعمل المتدربون على مفهوم الكتابة الحديثة: ما الذي يجعل المسرحية جيدة؟ كيف نعرف المسرحية الجيدة بثلاث كلمات؟ ما الدافع لاختيار نص لتقديمه في مدينة مثل بيروت؟ ثم يتم الحديث عن الموضوعات التي تميز الكتابة الجديدة، ومقارنة البنية، والتقنيات، واللغة المستخدمة. في اليوم الثاني ثمة عمل على الحكايات: هيكلية كل حكاية، نقاط القوة فيها، تطبيقات على كل حكاية في السينما والمسرح.. ثم يختار كل مشارك في الورشة حكاية يكتب نصا عنها. ويعتبر المدربون أن الحكايا في العالم هي تسعة أنواع تمثلها القصص التالية: روميو وجولييت، أورفيوس، يعقوب وعيسو، العنكبوت والفراشة، ثلاثية الحب، أخيل، سندريلا، هيرقل، وفاوست.

ولكسر حاجز الخجل، واكتشاف الكاتب لمكنونات نفسه، يقوم المتدربون بتمرين كانت تقوم به سارة كين في ورش العمل التي تقدمها. وفي هذا التمرين يحدد كل كاتب: «من أنا؟» ويقدم نفسه من خلال إشعال عود كبريت إلى أن ينطفئ هذا العود، ويحق للمشارك خلال ذلك تقديم نفسه بالطريقة التي يراها مناسبة سواء بالكلام أو الغناء أو حتى بذكر الاسم فقط، أو أن يطفئ العود بنفسه من دون أي شيء آخر. ويتضمن التمرين الأنشطة التالية: العد من الرقم 100 إلى الرقم 1، وفي الوقت نفسه كتابة جمل على الورق بهدف الاسترخاء، ومحاولة تدوين الأمور التي تتداعى إلى الذهن بتلقائية. الدوران في المسرح والتفكير في الأغراض الموجودة وكيفية استخدامها بشكل ممسرح (مثلا استخدام الكأس كمظلة) والاستماع إلى مقطوعات موسيقية جلبها المشاركون وكتابة جمل ما عنها. كل مشارك يرسم جسم مشارك آخر بشكل (OUT LINES) على ورق كبير، وبعد ذلك كل مشارك يكتب على المخطط الخاص به كل سنوات عمره، وبقرب كل تاريخ يكتب ذكرى صغيرة حصلت معه في هذه السنة، أو يرسم رسما يدل على الحدث، ومن ثم يكتب خمسة أحداث حصلت في لبنان وخمسة أخرى حصلت في العالم. بعد ذلك يقوم المشاركون بكتابة كل ما سبق (على شكل مونولوج يتحدث بصيغة الأنا) وباستخدام الرسم يستخدمون كل العناصر السابقة. بعد قراءة المونولوجات يتم العمل على مونولوج سارة كين في مسرحية crave الذي كتبته بعد أن قامت بهذا التمرين. ولا بد أن تخرج الورشة بعمل، يقدم للجمهور من وحي المدينة وشارعها وناسها.