رياض الريس ينتظر اللائحة القصيرة وفضائح جديدة

رنا إدريس: علوية صبح اختارها القراء للفوز بالجائزة

TT

الناشرون معنيون بشكل أساسي بجائزة «البوكر» وهم الذين يختارون الروايات لترشيحها، وهم أيضا مستفيدون من ارتفاع المبيع في حال فازت إحدى رواياتهم. وبعض الناشرين جزء من مجلس الأمناء الذي يعين لجنة تحكيم الجائزة.

الناشر رياض الريس، كان عضوا في مجلس الأمناء للدورة الحالية التي تستمر ثلاث سنوات، وقد انسحب العام الماضي وقدم استقالته وأثار ضجيجا كبيرا، باعتراضه على أمور كثيرة اعتبر أنها حرفت الجائزة عن مسارها. اليوم رياض الريس يراقب من بعيد، ويقول: «ليس الآن موعد التعليق على البوكر، ولا بد من انتظار نتائج القائمة القصيرة، لنفهم أكثر. فثمة أشياء لا تزال غامضة، مثل من هم أفراد اللجنة على وجه الدقة، وعلى أي أساس سيتم اختيار الفائزين باللائحة القصيرة. لكن باختصار هناك معركتان: الصراع المصري ـ اللبناني، الذي نراه حاليا، وصراعات التآمر الداخلية في الجائزة التي تجري بين أعضائها أنفسهم». ويتابع الريس: «بعد إعلان اللائحة القصيرة سينجلي الغموض عن بعض الأمور وسنرى فضائح جديدة. الآن الكثير من الهجوم يتأتى من تكهنات حول أعضاء اللجنة. بعد أيام سنعرف من هم ومن أتى بهذا الشخص أو ذاك. نحن بحاجة لمعطيات لننطلق منها. وهناك أسئلة كثيرة لا إجابات عليها. السنة الثالثة ستنتهي قريبا وثمة تغييرات ستحصل بحسب قانون الجائزة، فمن سيبقى من مجلس الأمناء الحالي ومن سيتغير؟ ما دور الإنجليز؟ وهل ستبقى جومانة حداد؟ وما علاقة «البوكر» بجائزة «بيروت 39». وأنا أتساءل كيف تكافئ هذه الجائزة أو تختار أدباء بلغات لا يجيدها أعضاء لجنة التحكيم. فثمة كاتب باللغة الهولندية، ولا أحد يجيد الهولندية من اللجنة. وتم اختيار كتاب بالفرنسية، ولا يعرف الفرنسية غير شخص واحد في اللجنة، فهل هو وحده من يختصر اللجنة عند اختيار هؤلاء؟ بالنسبة لبوكر عندي تساؤلات وعندي اتهامات، لكنني أتريث. البوكر ستنفجر عاجلا أم آجلا، وبعد أيام سيجتمع مجلس الأمناء لأول مرة في بيروت، وسيختارون الفائزين في اللائحة القصيرة، ونرى المفاجأة، ونعلق بعدها».

لكن رنا إدريس، صاحبة «دار الآداب» وناشرة رواية «اسمه الغرام» لعلوية صبح التي اتهمت بالتآمر مع بعض أعضاء اللجنة للفوز بالجائزة، لا ترى الأمر بالعين نفسها. وتقول إدريس: «قبل أن تنشر الشائعة التي تتهم اللجنة بالتواطؤ مع علوية، كان القراء أنفسهم، الذين أقبلوا على شراء الرواية هم الذين يقولون إن «اسمه الغرام» ستحصل على بوكر. وفي ظني أن الشائعة أطلقها القراء، بسبب إعجابهم بالرواية، وتناقلها المثقفون بعد ذلك». تكمل إدريس «أنا اضحك مما أسمع. إذ إن اللجنة لا بد أن تكون جدية وتدرس النصوص». وعما إذا كانت لديها مخاوف من أن تحجب الجائزة عن الرواية، بسبب ما أشيع حولها قالت إدريس: «على الإطلاق، لماذا تخاف اللجنة. النصوص هي التي تفرض نفسها في النهاية. كل سنة هناك ضغوطات على اللجنة، وهذه ليست المرة الأولى». وعما إذا كان لديها مآخذ على الطريقة التي تتم بها إدارة الجائزة قالت إدريس: «كناشرة أفضل أن لا يكون الناشرون موجودين في مجلس الأمناء، كي لا يقال إن لهم تأثيرا على اختيارات اللجنة. كما أننا تقدمنا باقتراح أن تقتصر اللائحة الطويلة على 12 اسما لأننا لا نعثر في العادة على 16 رواية طويلة تستحق اختيارها.

ولكن كيف تفسر رنا إدريس، إذن الصخب القائم حول رواية علوية صبح أو بعض أفراد اللجنة، تقول: «دورة بعد أخرى، ستتزايد الاعتراضات والاتهامات، والدورة المقبلة قد تكون أكثر سوءا مما نرى الآن. الدورة الأولى وحدها مضت بسلام، لأن العرب ما كانوا يعرفون ميكانيكية الجائزة. لكن الجائزة نجحت في أن توجد حالة من الترقب والانتظار، ما بين اللائحة الطويلة ومن ثم القصيرة، وبعدها اختيار الرابح النهائي. وبما أن العالم العربي عنده إحساس باستمرار بالمؤامرة، وهناك نمائم اجتماعية وثقافية غالبا، ليس لها أساس من الصحة، فقد دخل كل هذا على خط البوكر. وهي نمائم يدخل فيها المستفيدون والمهزومون والخاسرون، فإذا لم تفز مصر بالجائزة يكون هذا مثلا لأنها لم تربح في مباراة لكرة القدم مع الجزائر، وثمة من يقتص منها مرة أخرى». وتشرح رنا إدريس، أن الفوز بالجائزة لا يعني أن مبيعات الرواية الرابحة ستكون ممتازة. فالقراء في النهاية يقبلون على العمل الفائز لأشهر، ثم يكتشفون أنه ليس ذا قيمة أو العكس. وهناك روايات لم تفز بجوائز وتحولت إلى «بست سيلر». وتؤكد رنا أدريس أيضا أنها وبحسب تجربتها «لا ترى أن صموئيل شمعون وجومانة حداد، لهما أي دور في اختيار الفائزين. فالأخيرة دورها تنفيذي محض والأول كان في اللجنة في السنة الأولى، ثم لم يعد له من دور فيها. الروائية علوية صبح التي أصابتها سهام كثيرة، وقيل كلام كثير حول فوزها بالجائزة سلفا، وقبل حتى الإعلان عن اللائحة القصيرة، تؤثر الصمت، وتعبر أن من «اختار روايتها واعتبرها فائزة سلفا هم القراء الذين أقبلوا على شرائها بكثرة، أما الشائعات فلا تعنيها، لأن الإجابة عليها تتطلب النزول إلى درك من العيب النزول إليه.