الشيخة مي آل خليفة: مصرون على نجاح «ربيع الثقافة»

وزيرة الثقافة والإعلام في البحرين لـ «الشرق الأوسط» : المهرجان يهدف إلى تعزيز الخطاب الثقافي والحضاري بين الشعوب

رئيس الوزراء البحريني الأمير خليفة بن سلمان يستعرض مشروعا للحفاظ على البيوت التراثية في المحرق برفقة الشيخة مي
TT

عانى مهرجان «ربيع الثقافة»البحريني، الذي دخل عامه الخامس، مشكلات ليس أقلها قدرته على التحدي والمنافسة وجذب الجمهور المتعطش للتنويع والتجديد. فقد واجه المهرجان مشكلة قلة التمويل وانفضاض الجهات الراعية التي كانت تقدم له الدعم المادي، من شركات ومؤسسات تجارية ترعى العمل الثقافي في بلد يعتبر أحد أهم المراكز المالية في الخليج. على الرغم من كل ذلك، نجح مهرجان «ربيع الثقافة» في نسخته الخامسة، ولم يقف التمويل عائقا أمام استدعاء الفرق الاستعراضية المشاركة، أو إقامة الفعاليات الثقافية والفنية والعائلية. واستفاد المهرجان هذا العام من حضور المهندسة العراقية زهاء حديد، ومن تنظيم معرض الكتاب الدولي في البحرين.

«الشرق الأوسط» التقت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، وزيرة الثقافة والإعلام ورئيسة مجلس أمناء مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث، قبل أسبوع من اختتام فعاليات مهرجان «ربيع الثقافة» لتقييم تجربته:

* تم تقليص مدة مهرجان «ربيع الثقافة»، هل لذلك علاقة بعدم وجود رعاة يدعمون المهرجان هذا العام؟

- تشهد فعاليات مهرجان «ربيع الثقافة» كل عام تنوعا، وهي تهدف إلى تعزيز التقارب في الخطاب الثقافي والحضاري للشعوب، وإعطاء الفرصة للمشاركين من الزوار والحضور للإسهام في هذا الخطاب الثقافي والحوار الإيجابي بين الشعوب، وإعطاء الفرصة للمواطنين والمقيمين والزوار لالتقاط فرصة المشاركة في هذا الحوار الإيجابي.

بالنسبة إلى قلة الجهات الداعمة، أشير إلى أن أنشطة مهرجان «ربيع الثقافة» لم تتوقف بسبب غياب الجهات الراعية لهذا العام، وأعتقد أن السبب الرئيسي هو الأزمة الاقتصادية التي يمر بها العالم أجمع وليست منطقتنا فقط.

تمكنا من إقامة معرض «الانسيابية والتصميم» للمهندسة العراقية العالمية زهاء حديد، وهو المعرض الأول لها في الخليج من دون الحصول على أي دعم من الجهات، التي عادة ما تقدم العون للنشاط الثقافي. وقد قام مركز الشيخ إبراهيم للثقافة والبحوث بتنظيم المعرض بشكل كامل متحملا التكلفة.

* لكن، من الملاحظ أن هناك تقليلا أيضا في حجم الفعاليات ونوعية الفرق المشاركة، هل لذلك علاقة بتقليص المخصصات المالية؟

- مهرجان الربيع يعتبر أحد روافد الثقافة في البحرين، وتأتي فعاليات المهرجان لتتزامن مع فعاليات أخرى أبرزها تنظيم سباق «الفورمولا واحد»، ليتمكن زوار البحرين ومشاهدو السباق من الاستمتاع بوقتهم والتعرف إلى الجانب الثقافي للبلد. لم يكن هناك تقليص لعدد الفعاليات، بل تم تقليص المدة الزمنية لتصبح على امتداد شهر مارس (آذار) فقط.

بخصوص حجم الفعاليات، نحرص أن تقدم فعاليات مهرجان «ربيع الثقافة» منتجا إبداعيا يهتم بالنوع وليس الكم. وسبق للكثير من الفرق العالمية أن شاركت في المهرجان في سنواته الأربع الماضية، ولعل التكرار يحدث شيئا من النفور لدى الجمهور، علما أنه لا بد من العودة لبعض الأسماء ما دام هذا المهرجان يقام كل عام. وعلى الرغم من أن فعاليات المهرجان تستمر حتى نهايات مارس فقط، فإن برامج مركز الشيخ إبراهيم الثقافية ستمتد حتى نهايات مايو (أيار)، حيث موعد مهرجان صيف البحرين.

* من ناحية أخرى، غابت الأسماء الثقافية والفكرية التي كانت تميز المهرجان كل عام؟

- كان من المفترض أن يشتمل البرنامج الثقافي لهذا العام على مشاركة الأديب البرازيلي المشهور باولو كويلو، كأحد الأسماء الثقافية البارزة، لكن حالت ظروف دون تلبيته الدعوة. لكن هذا لم يمنع وجود مشاركات ثقافية متعددة أبرزها تنظيم معرض البحرين الدولي للكتاب، والفعاليات المصاحبة، بالإضافة إلى مشاركة المفكر المغربي عبد السلام بن عبد العال، مشاركة محمد بنيس.

* ماذا بشأن مشروعات الوزارة لرعاية التراث؟

- أود أن أشير، إلى أنه، واحتفالا بإعلان البحرين عاصمة للثقافة العربية 2012، فإن وزارة الثقافة والإعلام بصدد إنشاء مشروعات ثقافية تكرس مفهوم السياحة الثقافية في مملكة البحرين. وفي العام المقبل 2011، ستنعقد في البحرين لجنة التراث العالمي، وهي المرة الأولى التي تعقد في منطقة الخليج، كما أن الوزارة تسعى إلى إنشاء أكبر عدد من المتاحف وإبراز المواقع الأثرية لتكريس مفهوم السياحة الثقافية.

* هل هذا يكمل مشروع البيوتات الثقافية الخاص، التي يديرها مركز الشيخ محمد بن إبراهيم آل خليفة؟

- يأتي الاهتمام بالبيوت الثقافية، ضمن مشروعات مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث، بهدف الاهتمام بالتراث المحلي وترويجه سياحيا وتوظيف دلالته الرمزية في المناسبات والفعاليات، التي تقام في البحرين على مدار العام، كما نتجه إلى تسجيل مشروع طريق اللؤلؤ في قائمة التراث العالمي خلال عام 2011، لتعزيز حضور البحرين على خريطة التراث العالمي. وطريق اللؤلؤ، هو مشروع خيالي امتداده 3.2 كم ويمر على 18 بيتا لصناعة اللؤلؤ مختلفين في تخصصاتهم مثل بيت النوخذة، بيت الطوّاش، بيت صانع السفن، وغيرها، ويهدف المشروع إلى المحافظة على هذه البيوت لتكون مركزا للمعلومات عن كل حرفة.

كما أننا في هذا العام نفتتح ملحقا ببيت عبد الله الزايد، الذي يعتبر مرجعا لتاريخ الصحافة البحرينية إضافة إلى كونه نموذجا معماريا للعمارة البحرينية في بداية القرن الماضي. ويحتوي البيت على أثاث أصلي استخدمه الزايد، كالسرير مثلا الذي يجري استخدامه كمسرح عرض مرئي. في السابق، جرى افتتاح عدد من هذه المشروعات مثل افتتاح بيت محمد بن فارس، وحمل البيت اسم «بيت محمد بن فارس لفن الصوت الخليجي»، وافتتاح بيت اقرأ في منطقة البيوت التراثية المحيطة بمركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة كمكتبة للطفل، وبيت التراث المعماري الملاصق لبيت عبد الله الزايد بالمنطقة ذاتها. وفي ربيع 2006، تم افتتاح المركز الثقافي البحريني الفرنسي - بيت جمشير. كما جرى افتتاح بيت الكورار شرقي بيت عبد الله الزايد بمنطقة البيوت التراثية بهدف إحياء حرفة تراثية كانت النساء يمارسنها، وفي المنامة جرى افتتاح بيت شاعر البحرين الكبير إبراهيم العريض تحت مسمى بيت الشعر. وهناك أربعة مشروعات لمناطق أثرية تحت التأسيس، بينها مركز معلومات لمسجد الخميس الأثري، الذي يعود بناؤه للعصر الأموي، ومشروع لتطوير تلال عالي، ومتحف موقع قلعة البحرين، الذي تم بدعم مالي من بنك «أركبيتا»، وهناك مشروع لإقامة متحف في باربار.

* ماذا بشأن مسرح البحرين الوطني.. متى نتوقع أن يرى النور؟

- مشروع المسرح الوطني يقع بالقرب من متحف البحرين الوطني والعمل جارٍ فيه، وسيكون جاهزا في عام 2012، وسوف تتحول المنطقة المحيطة بمتحف البحرين الوطني إلى مجمع ثقافي يضم المسرح الوطني والمركز الإقليمي العربي للتراث العالمي.