مهرجان «ربيع الثقافة» الخامس مر بسلام!

نجح في تخطي أزمة التمويل.. ومعرض الكتاب أعطاه زخما ثقافيا

TT

بقي من الزمن خمسة أيام على انصرام أيام مهرجان «ربيع الثقافة» لهذا العام 2010، الذي اختصر هذا العام مدته الزمنية، كما اختصر فعالياته نوعا وكمًّا. ويقام هذا المهرجان للمرة الخامسة بالبحرين محولا الجزيرة الخليجية خلال هذا الشهر إلى مسرح لمجموعة من الفنون الاستعراضية العالمية، والفعاليات التراثية المحلية.

تزامن المهرجان الذي احتوى على مجموعة من العروض البصرية، مع حدثين بارزين، الأول: تنظيم سباق الجائزة الكبرى لـ«الفورمولا واحد»، والآخر تزامنه مع تنظيم معرض البحرين الدولي للكتاب، مما أتاح له جمهورا قصد البحرين للمشاركة في الفعاليتين.

سوى ذلك، فإن الاستعراضات التي تنوعت من رقصات وموسيقى من مختلف بلدان العالم، كانت على منوال العروض في الأعوام السابقة، لكن ثمة أمرا طرأ على المهرجان وهو انحسار الدعم الموجه له من قبل الرعاة.

فلأول مرة، لا يجد مهرجان «ربيع الثقافة» يدا تمتد لدعم فعالياته، التي بلغت تكلفتها نحو 700 ألف دينار بحريني (1.8 مليون دولار)، التي يغطيها مجلس التنمية الاقتصادي وبعض الجهات الأخرى، وفي الوقت الذي تقلل فيه وزيرة الثقافة والإعلام البحرينية الشيخة مي بنت محمد بن إبراهيم من تأثير قلة الدعم المالي، تشير في حوار مع «الشرق الأوسط» إلى أن «أنشطة مهرجان (ربيع الثقافة) لم تتوقف بسبب غياب الجهات الراعية لهذا العام».

وتوزعت فعاليات مهرجان «ربيع الثقافة» هذا العام بين أروقة الصالة الثقافية ومركز الشيخ إبراهيم للثقافة والبحوث، وقلعة عراد، إضافة إلى صالات العرض التابعة لغاليري الرواق والبارح للفنون التشكيلية.

ويشتمل المهرجان على 32 فعالية، وكان أبرز فعالياته معرض المهندسة العراقية العالمية زهاء حديد، الحاصلة على جائزة بريتزكر للهندسة المعمارية، ويحمل المعرض اسم (الانسيابية والتصميم)، الذي يحمل مفهوما آخر للهندسة التصميمية. بالإضافة إلى مجموعة من حفلات الاستعراض الفنية لفرق عالمية.

من بين فعاليات المهرجان أمسية لفرقة الثلاثي الغنائي الشرقي «الأخوات طنب»، التي أقيمت في الصالة الثقافية وقدمت مقطوعات من التراث الغنائي العربي والأغاني الشعبية اللبنانية وأغاني الفرقة الخاصة بتوزيع هارموني أوركسترالي، كما شملت العروض أمسية في قلعة عراد لموسيقى الجاز لعازفة البيانو المغنية الكندية العالمية ديانا كرال، الحائزة على جائزة غرامي العالمية، وهي تشارك للمرة الأولى في البحرين وفي الخليج أيضا، في حين استعرض البرازيليون فرقتهم للباليه (دي روا) مع مجموعة تضم 16 راقصا، ومزيجا من موسيقى (الهيب هوب) بباليه الشارع ورقصتي الكابوريا والسامبا.

ومن إيطاليا، ضم البرنامج مشاركة أوركسترا المهاجرين الإيطالية لتعرض في قلعة عراد رؤيتها المتعددة الثقافات لرائعة موزارت «الناي السحري»، واشتمل كذلك على عروض راقصة للحركات الأكروباتيكية لفرقة غلما.

وفي حفل مخصص للعائلات والأطفال، شارك العازف والمغني الشهير أفرو موزس (من غانا)، بعرض يخلط فيه الموسيقى الأفريقية التقليدية والحديثة، وموسيقى «الريجي» والإيقاع على مجموعة من الآلات الموسيقية، بالإضافة إلى عرض الدمى العائلي «إنيماليا»، والعرض الراقص لفرقة سيتي دانس من الولايات المتحدة الأميركية وقراءتها «كتاب الأدغال» لمؤلفه روديارد كيبلينج.

شمل البرنامج استضافة رئيسة مهرجانات بعلبك مي عريضة، وورش عمل للأطفال والشباب لطارق عطوي، وعروضا للأفلام السينمائية، وأمسية شعرية في ضيافة الشاعر الجاهلي طرفة بن العبد، أقامها الشاعر التونسي محمد منصف الوهايبي.

سينمائيا، كانت هناك ندوة للمخرج الفرنسي من أصل لبناني فيليب عرقتنجي تحدث فيها عن الجانب السينمائي، في حين تضمن برنامج المهرجان أمسية لسيدة المقام العراقي فريدة محمد علي وفرقة المقام العراقي.

كما اشتمل المهرجان على اهتمام خاص بالتراث البحريني، وضمت الفعاليات إقامة معرض تشكيلي ضمن مشروع تطوير سوق المنامة المنظم من غاليري الرواق، الذي تشرف عليه التشكيلية وحيدة مال الله. وشملت الفعاليات كذلك افتتاح ملحق بيت عبد الله الزايد، ولقاء وغناء مع الفنان أحمد قعبور.

ويختتم المهرجان فعالياته في قلعة عراد بحفل غنائي للفنان السعودي محمد عبده.