لا سياحة في الصين من دون ثقافة

400 ألف موقع أثري والوجهة الأولى للزائرين عام 2015

TT

«السياحة الثقافية في الصين أمامها فرصة ذهبية للتنمية بسبب الطلب المتزايد عليها»، كما يقول مسؤولون صينيون. وكانت منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، على لسان أمينها العام، طالب رفاعي قد أعلنت يوم الأحد الماضي، أنه من المتوقع أن تصبح الصين أكبر مقصد سياحي في العالم بحلول عام 2015. أما وزير الثقافة الصيني، تساي وو، فيرى أن «العنصر الثقافي ضروري للتطوير والعمل على التنمية المستدامة للسياحة». بحيث تصبح السياحة الصينية ذات نكهة خاصة وتنوع وشهرة وتأثير كبير على عدد الزائرين للصين.

ويرى وزير الثقافة الصيني تساي أن استراتيجيات الصين الوطنية لتعزيز الثقافة والسياحة ركزت ويجب أن تركز على التنمية المشتركة للقطاعين معا لأنهما يتكاملان، كما أن «الطلب المتزايد على المنتجات الثقافية أنتج سوقا ضخمة للسياحة الثقافية». وبدءا من بداية العام الحالي تعمل وزارة الثقافة الصينية وإدارة السياحة معا على تحديد عنوان للسياحة الثقافية يتم استبداله كل أربع سنوات، كما ستقيم الصين مهرجانا دوليا للسياحة كل سنتين وتدعم من ثمانية إلى عشرة أحداث سياحية ثقافية محلية.

يذكر أن اهتمام الصين بالجانب الثقافي من السياحة، يأتي بسبب غناها الكبير بالمواقع الأثرية التي صرفت أموالا طائلة للحفاظ عليها. ويوجد في الصين قرابة 400 ألف موقع معروف للآثار التاريخية غير القابلة للنقل.

وكانت تسعينات القرن العشرين، فترة اعتمدت الحكومة الصينية فيها أضخم الأموال لإنقاذ وحماية الآثار التاريخية، وحققت فيها أهم المنجزات. ووصلت الاعتمادات الخاصة من الحكومة المركزية وحدها إلى 700 مليون يوان، واستخدم هذا المبلغ في تنفيذ أكثر من 1000 مشروع لإنقاذ وحماية الآثار التاريخية. وبفضل ذلك، تم وضع عدد كبير من الآثار التاريخية الموشكة على الانهيار والدمار تحت الحماية. وفي عام 2004، خصصت منطقة التيبت ذاتية الحكم 70 مليون يوان لتنفيذ مشروعات ترميم وحماية الآثار التاريخية الرئيسية الثلاثة في المنطقة وهي «قصر بوتالا» و«نوربولينكا» و«معبد ساغا». وفي فبراير (شباط) 2004، بدأ تنفيذ تجديد وترميم «معبد شاولين» الذي يرجع تاريخه إلى ما قبل 1500 عام في مقاطعة خنان على نطاق واسع. وحسب مشروعات حماية الآثار التاريخية الكبيرة التي بدأ تنفيذها في عام 2005، ستوظف المالية المركزية كل سنة 250 مليون يوان خصيصا لحماية الآثار الكبيرة ذات التأثيرات الهامة.

وحتى هذا اليوم، حددت الدوائر الحكومية المعنية 101 مدينة ذات شهرة حضارية تاريخية على المستوى الوطني، وأكثر من 80 مدينة ذات شهرة حضارية تاريخية على مستوى المقاطعة. وخصصت الحكومة المركزية 15 مليون يوان سنويا ابتداء من عام 2001 بغية حماية المدن ذات الشهرة الحضارية التاريخية. وحماية هذه المدن ليست مقصورة على حماية المباني الأثرية والمواقع التاريخية وحدهما فقط، وإنما تشتمل على حماية منظومة تخطيطها المعماري الأصيل وملامحها المتميزة وثقافتها التقليدية أيضا.

إن ما يمكن أن يشاهده السائح في الصين نادر في العالم، خاصة أن الصين باعتبارها دولة زراعية كبرى تمتلك كثيرا من القرى القديمة واسعة الانتشار. ولقيت البيئة الطبيعية في هذه القرى اهتماما كبيرا للحفاظ عليها، حيث كميات ضخمة من الآثار والتحف الشعبية وسجلات الفنون الشعبية. وتخطط الهيئات الأثرية حاليا لحملة كبيرة لحماية هذه القرى القديمة. وحتى نهاية عام 2006، حددت الصين 44 بلدة ذات شهرة حضارية تاريخية و36 قرية ذات شهرة حضارية أيضا.

يذكر أن قطاع السياحة الثقافية الصديق للبيئة سيخلق فرص عمل وسيدعم الاقتصاد المحلي، والأهم من ذلك أنه سيلبي احتياجات المواطنين الثقافية والروحانية. وقال طالب رفاعي أمين عام منظمة السياحة العالمية إن «الصين حاليا هي رابع أكبر مقصد سياحي في العالم من حيث عدد السياح الوافدين، وتزداد معدلات نمو السياح بسرعة». وأشار إلى أن «فرنسا تعد حاليا أكثر الدول استقبالا للسائحين، 80 مليون سائح سنويا، تليها الولايات المتحدة وإسبانيا، وكلاهما يستقبل 60 مليون سائح سنويا، في حين تستقبل الصين نحو 48 مليون سائح». وأضاف رفاعي أن «اقتصاد السياحة الصيني تقدم بشكل لا يصدق خلال السنوات العشر الماضية. وارتفع عدد السائحين الوافدين من 8 ملايين إلى 48 مليون سائح. وما زالت إمكانية النمو كبيرة بسبب حجم الصين».