إصدارات

TT

* شربل يسجل فصول تاريخ عراقي دامٍ

* للزميل غسان شربل، صدر كتاب «العراق من حرب لحرب.. صدام مر من هنا» عن دار «رياض الريس للكتب والنشر» في 384 صفحة من الحجم المتوسط. ويضم الكتاب مجموعة لقاءات مع شخصيات لعبت أدوارا مهمة في تأريخ العراق المعاصر، ابتداء من الانقلاب البعثي على عبد الكريم قاسم عام 1963، الذي تحدث عنه بإسهاب حازم جواد، الذي اعتبر «مهندس الانقلاب»، وشغل عدة مناصب، منها منصب وزير الداخلية بعد نجاح الانقلاب. والمقابلة المنشورة، التي كشف جواد فيها كثيرا من خفايا تلك الفترة والفترات السابقة، وخصوصا فيما يتعلق بصدام حسين، وهو المحور الرئيسي في الحوارات، من المقابلات النادرة، إذ عرف عن حازم جواد ابتعاده عن الحياة العامة والإعلام بشكل خاص. والشخصية الثانية التي حاورها شربل هي صلاح عمر العلي، الذي كان عضوا في مجلس قيادة الثورة بعد انقلاب 1968، وعضو القيادة القطرية لحزب البعث، ووزيرا، قبل أن يبعده صدام حسين خارج العراق بدرجة سفير، ثم ممثلا للعراق في هيئة الأمم المتحدة، لحين استقالته عام 1982. وفي هذا اللقاء، تحدث عن دوره في انقلاب 1968 وعلاقته بصدام حسين، ثم لقائه بحسين كامل بعد فراره إلى الأردن. والشخصية الثالثة هي الفريق الأول نزار الخزرجي، رئيس الأركان العراقي السابق، الذي كان آخر من سمع باحتلال الكويت، الذي هرب من العراق 1996، وكان أرفع عسكري يفر من البلاد في تلك الفترة. وقد تحدث في اللقاء عن قصة أسلحة الدمار الشامل. وكان اللقاء قد أجري معه قبل الاجتياح الأميركي للعراق عام 2003.

الشخصية الأخيرة هي أحمد الجلبي، وقد تحدث في المقابلة عن زيارته صدام حسين في المعتقل، وعن اجتياح العراق، والأخطاء التي ارتكبت فيما بعد، وكذلك عن علاقته ببول بريمر، واجتثاث البعث، وحل الجيش العراقي، وغيرها من القضايا العراقية التي لا تزال ملتهبة.

* مجلد عن آثار مدينة فرعونية

* أصدر المعهد الشرقي التابع لجامعة شيكاغو مجلدا ضخما بعنوان: «مدينة هابو التاسعة.. معبد الأسرة الثامنة عشرة»، الجزء الأول: «المقدسات الداخلية». ويزن هذا المجلد عشرة كيلوغرامات، ويضم 150 لوحة ودليلا مع شرح من 92 صفحة. وقد وضعه فريق الدكتور بيتر دورمان، رئيس الجامعة الأميركية في بيروت، وهو أيضا عالم آثار مصرية معروف. وجاء المجلد نتيجة بحث بعثة أركيولوجية توجهت إلى الأقصر (طيبة القديمة) لدراسة الحرم الداخلي لمعبد متواضع يعج بثروة من المعلومات والألغاز. ويقع هذا المعبد داخل مجمع مدينة هابو العريقة، التي يمتد تاريخها عدة آلاف من السنين، من الأسرة الثامنة عشرة وصولا إلى بداية التقويم المسيحي. ومجمع مدينة هابو هو معبد جنائزي ذات هندسة معمارية مميزة ويغطي مساحة تبلغ نحو 60 ألف متر مربع. وهو معروف أكثر بالمساحة الممتدة على سبعة آلاف متر مربع من النقوش البارزة التي تزيّن معبد رمسيس الثالث الجنائزي الشاسع، من الأسرة التاسعة عشرة. ولكن المعبد المتواضع يعود إلى حقبة زمنية أقدم، ويعود إلى الأسرة الثامنة عشرة (1292 - 1550 قبل الميلاد) ويحتل مساحة تبلغ 300 متر مربع. وقد أُجريت دراسة ميدانية للنقوش قامت بها جامعة شيكاغو، حيث أمضى الدكتور دورمان قرابة تسع سنوات. وقد لزم دورمان وفريقه ست سنوات من العمل المضني لتسجيل ودراسة جميع الأعمال الفنية والنقوش البارزة . وجاءت كل واحدة من اللوحات المائة والخمسين في هذا الكتاب المرجعي نتيجة عمل مشترك بين رسام وعدد من الفنانين والمختصين في دراسة النقوش. وقام الرسام بالنسخ مباشرة عن رسوم مكبَّرة، وقام اختصاصي دراسة النقوش بالتصحيحات الدقيقة اللازمة.

عن ذلك، يقول دورمان: «لا يمكنك نسخ عمل فني مفصل عن جدار طوله عشرة أمتار إلا من خلال استخدام طرق مختصرة لالتقاط الصور». وقد طُبع هذا الكتاب في 500 نسخة ورقية، كما أُنتجت عنه نسخة إلكترونية (بي دي إف) يمكن تحميلها من موقع المعهد على الإنترنت. والمعبد الذي جرت دراسته تمّ تزيينه بناء على أوامر من الملكة حتشبوت، التي كانت الفرعون الخامس في الأسرة الثامنة عشرة، وهي كانت كذلك زوجة تحتمس الثاني، الذي توفي بعد أن أصبح ملكا ببضع سنوات من دون أن يترك وريثا مباشرا للعرش. تحتمس الثالث ربيب حتشبوت وابن أخيها، كان على ما يبدو صغيرا جدا لتولي منصب الملك آنذاك. نتيجة لذلك، تم تعيين حتشبوت أولا ملكة تحكم باسم الملك، ثم تولت السلطة بعد عدة سنوات، مدعية أنها الوريث الشرعي للعرش، وتشاركت الحكم مع تحتمس الثالث الصغير. ولطالما أثارت حتشبوت فضول علماء الآثار والمؤرخين، لأنها صوّرت نفسها دائما على شكل فرعون ذكر، على جميع نصبها التذكارية المالكة.

وكانت المرأة المصرية الوحيدة التي حكمت بزي رجل، كما أنها تمتعت بأطول حكم بين جميع الحكام الإناث في مصر القديمة. غير أنه بعد عشرين عاما على وفاتها، قام تحتمس الثالث بإعادة نحت نصبها، ومحو أي أثر من حكمها كملك، سواء عن طريق إزالة صورتها كليا أو تغيير اسمها الملكي واستبدال اسم زوجها أو والدها (تحتمس الأول) به.

* الصقلي فاستو بالعربية

* عن دار «بترا» في دمشق، صدرت ترجمة عربية لكتاب «الحج إلى الينابيع» للكاتب الصقلي لانزلا ديل فاستو، أنجزتها الكاتبة والمترجمة السورية ناديا شومان. ويروي فاستو في الكتاب تفاصيل رحلته إلى الهند، التي قام بها مشيا على الأقدام، بحثا عن الحكمة والمحبة. ولد فاستو عام 1921 لعائلة صقلية نبيلة، وأتقن عدة لغات منذ كان صغيرا. حاز على دكتوراه في الفلسفة، ومارس الرسم والنحت والنقش والموسيقى والشعر. لكنه، حتى يصبح مسيحيا صالحا، كما كتب، ظل ينشد الحكمة من منابعها في الهند وعلى يدي غاندي بالتحديد. فشد رحاله من الهند إلى بورسعيد، ثم الهند، وسجل كل ذلك في هذا الكتاب، الذي أحدث ضجة كبيرة عند نشره عام 1943.

وأسس فاستو بعد ذلك جمعية انتسب إليها كثيرون، وجذب، كمعلمه غاندي الكثير من المريدين والتلاميذ.

أما المترجمة ناديا شومان، فقد صدرت لها 4 روايات، وهي «زمن الياسمين»، و«خطى كتبت علينا»، و«بقايا الهشيم»، و«شال حرير في مهب الريح». وفي الترجمة لها: «فتاة»، و«خطيئة الآخرين»، و«تحدي أولغا»، و«السعادة الثالثة».

جاء الكاتب في 381 صفحة من الحجم لمتوسط.

من الكتاب:

بورسعيد - آذار، نيسان:

توقفت ماكينات السفينة عن إرسال ضجيجها، وسقطنا في عمق هدوء شامل أيقظني من نومي هذا الصباح. وضعت رأسي في الكوة، فملأت نظري الشعلة الباردة التي تنبعث من الماء الساكن وفهمت أننا في المرفأ. رجل يرتدي سروالا خاكيا وسترة سوداء، يعصب رأسه بخرقة زرقاء، يجدف بضربات قصيرة من على مركب أخضر يسبح بين الماء والسماء.