خيري شلبي يستريح من القراءة.. بالقراءة

TT

خيري شلبي أحد الروائيين المصريين أصحاب البصمة الخاصة، لا يستسلم لما حققته موهبته، بل يحرص على ترويضها وتغذيتها من حين لآخر بالقراءة المستمرة.

ماذا يقرأ الآن خيري شلبي؟ يقول «انتهيت أخيرا من قراءة مذكرات نوبار باشا، وهو أحد رؤساء الوزارة في مصر الخديوية، نشرتها دار (الشروق) في 1555 صفحة، كما بدأت للتو في رواية سلمان رشدي الجديدة (أطفال منتصف الليل)، وقد استغرقت قراءتي للمذكرات ما يقرب من شهر، شعرت خلالها بمتعة كبيرة واستفادة عظمى».

وعن الفرق بين قراءة المذكرات وغيرها من الكتب الأخرى، يقول «إنها تجبرك على استدعاء كتب ومصادر أخرى من مكتبتك الخاصة، لتقارن بين الوقائع التاريخية وتستنتج أحكاما، وتضع ما هو مكتوب فيها بجانب ما كتبه المؤرخون، وذلك يستغرق وقتا أطول من قراءة الأدب، وتحديدا الرواية لأن الأدب تقرأ فيه عالما متخيلا حتى لو كان متصلا بالواقع، أما المذكرات فتقرأ فيها واقعا في المقام الأول وإن اختلط بالخيال».

بحسب شلبي، فقد استشعر في مذكرات نوبار صدق الرجل المطلق، وجعلته ينظر له باعتباره عبقرية سياسية فذة، أحبت مصر وعملت لنهضتها وتطورها، إضافة إلى إخلاصه للشعب المصري.

ويقول عن الكتاب نفسه «هو كتاب ممتع في حقيقة الأمر، من الممكن اعتباره صاحب كاريزما خاصة بين الكتب، وأطالب دور النشر بالتحمس لمثل هذه الموضوعات والشخصيات ونشر أعمالها».

في القراءة، يفرق خيري شلبي بين أنواع كثيرة، فهناك قراءة للمتعة الخاصة بحسب تعبيره، وتخص قراءة الرواية والشعر، وهناك قراءة للتثقيف وهي التي يصاحبها إمساكه بقلم أحمر يخط به على الفقرات المهمة ويعيد تلخيصها بدقة، إضافة إلى القراءة الخاصة بالعمل كأن يطلب منه تقييم أعمال إبداعية أو روائية لمسابقة ما؟

يستريح خيري شلبي من القراءة.. بالقراءة!. فعقب الانتهاء من عمل ذهني مرهق لفؤاد زكريا مثلا يشعر بأن عقله بحاجة إلى التوقف قليلا للاستيعاب، وهنا لا بد أن يقرأ الشعر ليشعر بالاسترخاء العقلي والمتعة، أو يبدأ في قراءة رواية بوليسية شيقة لأغاثا كريستي كي ينعش ملكاته الذهنية.

ويرد شلبي على الذين يقللون من شأن الروايات البوليسية بقوله «من يهاجم الرواية البوليسية قصير النظر، فالكاتب الذي يتجنب قراءتها يظل التكنيك عنده ضعيفا وقاصرا، فالرواية البوليسية تنعش هذا الجانب، وتقويه».

إنه الآن منهمك في قراءة الفصول الأولى لرواية «أطفال منتصف الليل» لسلمان رشدي، ويعترف بأنها المرة الأولى التي يقرأ له فيها، لكنه يعتبره كاتبا فنانا، وهو برأيه يفوق الكاتب التركي أورهان باموق، الحائز على نوبل للآداب.

* كاتب مصري.. آخر أعماله رواية «إسطاسيا»

التي صدرت نهاية عام 2009