إصدارات

TT

«مذكرات رندا الترانس» لحازم صاغية

* للزميل حازم صاغية، صدر عن دار «الساقي» كتاب «مذكرات رندا الترانس» في 144 صفحة من الحجم المتوسط. وهو يدور حول حياة وتجربة امرأة جزائرية متحولة؛ إذ تعرضت حين كانت جنينا في الشهر الثالث لكمية من الاوستروجين تفوق ما تعرضت له من التيستوستيرون. وهو اختلال يقول الأطباء عنه، كما جاء في الكتاب، إنه ينتج بنتا في شكل صبي، تماما كما يخلق الاختلال المعاكس صبيا في هيئة بنت.

وكان صاغية قد التقى هذه المرأة، التي روت له، على مدى ثلاثة أشهر، معاناتها في المجتمع نتيجة ذنب لم ترتكبه، ومحاولتها الانتحار عدة مرات. وكان هدفها من رواية حكايتها تغيير نظرة المجتمع لهذه الفئة، وتحرير نفسها أيضا من الخوف والمعاناة، بعد أن اضطرت لمغادرة وطنها.

من أجواء الكتاب:

«إن ما جرى في سنوات حياتي اللاحقة تحكم فيه ذاك الحدث المهول الذي سبق ولادتي فلم أصنعه أنا، ولم يصنعه، في الحقيقة، أحد. فهذا مثل أن يولد المرء طويلا أو قصيرا، جميلا أو بشعا. لكنه، مع ذلك، عذبني وما زال يعذبني كما لو أنني أرتكب كل يوم جريمة، وفي كل يوم أعاقب عليها. فهل قليل أن يرث المرء كائنين مضغوطين في كائن واحد، وأن ينضغطا في داخله على نحو لا فكاك منه، ولا انفصال فيه؟».

طبعتان جديدتان من «الإنسان الأدنى..» و«هكذا أقرأ..»

* عن «المؤسسة العربية للدراسات والنشر»، صدرت طبعتان جديدتان لكتابيْ «الإنسان الأدنى/ أمراض الدين وأعطال الحداثة»، و«هكذا أقرأ ما بعد التفكيك»، للدكتور علي حرب.

ويطرح الكتاب الأول أسئلة عن المعضلات التي تواجه الإنسان المعاصر، وكيف تتهدد إنسانية الإنسان في حين يتكاثر المدافعون عن حقوقه، وكيف يحصل ما يحصل من استباحة وفساد واستبداد وتراجع ما دامت المبادئ سامية والزعامات ملهمة، وما دام المصلحون أصحاب مهمات، وما دام الدعاة يجسدون مثل الحرية والعدالة والتقدم؟

يقول المؤلف في كتابه: «فيما تغرق البشرية في معضلاتها، وتعيد إنتاج مآزقها على غير صعيد ومن غير مصدر، تلوثا متصاعدا وهديرا متزايدا وإرهابا معمما وتدميرا منهجيا، لم تعد تجدي المقاربات والمعالجات بالعملة الفكرية السائدة والمفلسة، فالأزمة تتجاوز الثنائيات العاملة على الجبهتين المتصادمتين (الإسلام والغرب، أو الدين والحداثة) بقدر ما تطاول المجتمع البشري والعقل الكوني بمختلف أنماطه ونماذجه».

ويرى المؤلف أن الإنسان ليس الضحية، بل هو المشكلة بمركزيته وتكالبه وشراسته. وهذا ما يحاول الكتاب تبيانه والبرهنة عليه عبر دراسة مصطلح «الإنسان الأدنى» بمكانته ومفاعيله وتأويلاته، خاصة بما يعنيه من التواضع الوجودي، والتقى الفكري، والعقل التداولي، والوعي الكوكبي.

يقع الكتاب في 280 صفحة من القطع الكبير.

أما الكتاب الثاني «هكذا أقرأ ما بعد التفكيك»، فيعالج أولا، عبر النصوص والأحداث وما يتردد بينهما، التغير الذي طرأ على مصطلح القراءة. فمن حيث النطاق، لم يعد المصطلح يقتصر على القراءة في الكتب والنصوص، كما يجري تداوله لدى الكتاب والنقاد، بل تعدى ذلك إلى القراءة في المجريات والتطورات على أرض الواقع، ولذا أصبح المصطلح يتردد لدى الساسة والخبراء وأصحاب العقول الاستراتيجية.

ومن حيث المفهوم، أصبح فعل القراءة يتعدى معرفة الحقيقة، بمعنى أنه لم يعد مجرد وصف أو كشف أو اطلاع على الخلائق والحقائق والمقاصد باسم مبدأ غائب أو معنى مستتر بقدر ما أصبح مشاركة في لعبة الخلق، باختراع الأسماء، أو اجتراح الدلالات، أو خلق الوقائع التي تتغير معها سلاسل الإحالة وخرائط الإدراك أو حسابات العقل وعلاقات القوة.

وحسب قول المؤلف، فإن مؤدى هذه الاستراتيجية الفكرية، التي تستثمر منهج التفكيك وما قبله وما بعده أو ما يتعداه، هو أولا انكسار أسطورة القبض أو اليقين والتحكم، فمن يقرأ في كتاب العالم أو في نصوص الغير لا يقبض على حقائق الأشياء، أو يسيطر على معاني الكلمات، بل يبتكر ويعيد التركيب والبناء صرفا وتحويلا، إذ مع كل قراءة منتجة وفعالة يتغير المعطى أو المقروء، سواء من حيث دلالته وأثره، أو من حيث الصور والأساطير التي نصنعها لمؤلفه أو فاعله، ولذا جاء عنوان الكتاب: «هكذا أقرأ».

والمؤدى، ثانيا، لهذه الاستراتيجية النقدية، التي تعمل بمقتضى المنطق التحويلي، هو انفكاك الوصاية الحصرية على شؤون الحقيقة والحرية والهوية، للتعامل مع القضايا والعناوين بلغة العقل التداولي، بحيث تبنى المشروعية أو تقر بصفتها حصيلة النشاطات والمناقشات والتبادلات في مجمل الفضاء الاجتماعي بمختلف حقوله وقطاعاته وفاعلياته.

يقع هذا الكتاب في 312 صفحة من القطع الكبير.