الأمير عبد العزيز بن عبد الله لـ «الشرق الأوسط»: جائزة خادم الحرمين للترجمة تواصل معرفي يغلق الباب أمام دعاوى صراع الحضارات

رئيس مجلس أمناء الجائزة يحضر حفل تسليمها هذا العام بمقر منظمة اليونسكو بباريس الثلاثاء المقبل

الأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز، مستشار خادم الحرمين الشريفين، ورئيس مجلس أمناء جائزة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمية للترجمة («الشرق الاوسط»)
TT

يُحتفل بعد غد الثلاثاء، في مقر منظمة اليونسكو في باريس، بتسليم جائزة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمية للترجمة في دورتها الثالثة بحضور نخبة من المثقفين العرب والفرنسيين.

وفي حواره مع «الشرق الأوسط»، أكد الأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز، مستشار خادم الحرمين الشريفين، ورئيس مجلس أمناء جائزة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمية للترجمة، أن الجائزة نجحت في تنشيط حركة الترجمة من وإلى اللغة العربية، مؤكدا أن الأعمال التي تقدمت للتنافس على الفوز بالجائزة منذ انطلاق دورتها الأولى قبل 3 سنوات، وصلت في مجالات الجائزة الخمسة إلى ما يزيد على 430 عملا في العلوم الإنسانية والتطبيقية، سواء المقدمة من قبل الأفراد أو المؤسسات.

وقال الأمير عبد العزيز بن عبد الله، إن الملك عبد الله يولي هذه الجائزة رعاية خاصة، ويحرص على تطويرها بوصفها أحد عناوين اهتمام السعودية بالإبداع والمبدعين، وجسرا معرفيا وثقافيا تتواصل من خلاله جهود الأفراد والمؤسسات في المجالات العلمية والثقافية والمعرفية المتنوعة.

والحوار التالي مع الأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز، مستشار خادم الحرمين الشريفين، ورئيس مجلس أمناء الجائزة، أعدته «الشرق الأوسط» بالتعاون مع اللجنة الإعلامية في جائزة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمية للترجمة.

وفيما يلي نص الحوار:

* بمناسبة الإعلان عن أسماء الفائزين بجائزة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمية للترجمة في دورتها الثالثة، كيف ترون النتائج التي حققها هذا المشروع؟

- هناك دلائل ومؤشرات واضحة وقاطعة على نجاح جائزة خادم الحرمين الشريفين العالمية للترجمة في تحقيق أهدافها في تنشيط حركة الترجمة من وإلى اللغة العربية، وفي مقدمة هذه الدلائل والمؤشرات هذا العدد الكبير من الأعمال التي تقدمت للتنافس على الفوز بالجائزة منذ انطلاق دورتها الأولى قبل 3 سنوات، إذ وصل عدد هذه الأعمال في مجالات الجائزة الخمس إلى ما يزيد على 430 عملا في العلوم الإنسانية والتطبيقية، سواء المقدمة من قبل الأفراد أو المؤسسات.

ومن الدلائل أيضا على نجاح الجائزة استقطابها لعدد كبير من كبريات المؤسسات العلمية والبحثية والأكاديمية في جميع أنحاء العالم، والمتأمل في الأعمال الفائزة بالجائزة سوف يلحظ القيمة الرفيعة لهذه الأعمال، وتميزها من الناحية العلمية، وكذلك من حيث المعايير الخاصة بجودة الترجمة. ولا شك أن تزايد عدد الأعمال التي تتقدم للجائزة عاما بعد عام يلبي حاجة حقيقية لدى كثير من دول العالم لقنوات تحقق التواصل المعرفي، واستثمار هذه القنوات لما يحقق خير الإنسانية.

* برأيكم، كيف استفادت الجائزة من اقترانها باسم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز؟

- ارتباط الجائزة باسم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، ورعايته لها، منحاها ثقلا هائلا، ورسخا في سنوات قليلة عالميتها؛ لما يحظى به خادم الحرمين الشريفين من مكانة رفيعة على المستوى الإقليمي والعربي، توجت مؤخرا بحصوله على لقب القائد الأكثر شعبية في العالم الإسلامي، وتقدير المجتمع الدولي لجهوده المتعددة في كل ميادين خدمة الإنسانية.

وهنا لا يفوتني أن أذكر أن الملك عبد الله يولي هذه الجائزة رعاية خاصة، ويحرص على تطويرها بوصفها أحد عناوين اهتمام السعودية بالإبداع والمبدعين، وجسرا معرفيا وثقافيا تتواصل من خلاله جهود الأفراد والمؤسسات في المجالات العلمية والثقافية والمعرفية المتنوعة.

* برأيكم، إلى أي حد تلعب الجائزة دورا في تفعيل آليات التواصل المعرفي بين دول العالم؟

- تعتبر الترجمة على مر العصور إحدى أنجح الوسائل في تحقيق التقارب بين الدول والشعوب والتعاون بين الحضارات، مما يعني في الوقت نفسه أن أفول بعض الحضارات وتراجعها يرجع إلى تراجع قيمة العلم فيها، وضعف حركة الترجمة.

والتاريخ العربي حافل بالأدلة على أن تطور الحضارة العربية يرتبط باهتمامها بالترجمة، كما أن الترجمة أسهمت في استفادة الحضارة الأوروبية مما أنتجته الحضارة العربية والإسلامية، وعندما نجد من يتجاهلون هذه الحقائق التاريخية، ويروجون لدعاوى صراع الحضارات في هذا العصر، يتأكد لنا أن الجائزة جاءت في وقتها تماما من أجل تواصل معرفي مفيد ومثمر يغلق الباب أمام دعاوى الصراع الزائفة والمفتعلة، لا سيما بين الحضارة العربية والإسلامية، والحضارة الغربية.

* كيف يمكن لهذه الجائزة أن تردم الهوة الواسعة بين المنجزات العلمية في الغرب ومثيلاتها في الدول العربية والإسلامية؟

- تاريخ الأمم يشهد فترات صعود وهبوط، ليس على مستوى الإنجاز العلمي فقط، بل على كل المستويات الأخرى، والحضارة العربية والإسلامية عاشت أزهى عصورها، في وقت كانت فيه كثير من الأمم تعاني من الضعف والتخلف، ولا ينكر منصف أن الحضارة الغربية المعاصرة أفادت من إبداعات واكتشافات العلماء العرب والمسلمين، وهناك مراجع غربية تعترف بذلك، وتشيد بإسهامات العلماء العرب والمسلمين في الطب، والفلك، والكيمياء، والرياضيات وغيرها.

وفي العصر الحالي أصبح من الأهمية بمكان أن نعمل على تجسير هذه الهوة العلمية واللحاق بركب التطور، وهنا تكمن أهمية الجائزة ومثيلاتها من المشروعات؛ للوقوف على أحدث ما أنتجه العقل في جميع بلدان العالم وتقديمه للباحثين وطلاب العلم في بلادنا، ولا حرج في ذلك؛ فالحضارات الإنسانية تتفاعل وتتلاقح لخير الإنسانية.

ولا يعني تجسير هذه الهوة أننا نسعى إلى الاستفادة من الآخر فقط، بل وأن نقدم إسهامات أيضا من العلوم والمعارف، ولدينا بالفعل ما نقدمه في العلوم الإنسانية والتطبيقية، ومن هنا كان الحرص على أن تشمل الجائزة الترجمة إلى اللغة العربية ومنها؛ فالمعرفة لا تسير في اتجاه واحد، بل في اتجاهات متعددة.

* لخادم الحرمين الشريفين جهود ومبادرات لتعزيز آليات الحوار بين الثقافات والحضارات والأديان.. فما موقع الجائزة من هذه الجهود؟

- تبني خادم الحرمين الشريفين للجائزة ينبع من حرصه على تكامل آليات الحوار بين الحضارات والثقافات، وفي مقدمتها الترجمة؛ انطلاقًا من إدراكه أن اختلاف اللغة من الحواجز التي لا يمكن إغفالها عند البحث عن الحوار الفاعل، الذي يقوم على معرفة صحيحة بالسمات الأساسية للدول والشعوب وتقاليدها، والملامح التي تشكل هويتها، ودون الترجمة يصبح من الصعوبة بمكان إجراء هذا الحوار، أو على الأقل لا يسهم في تحقيق أهدافه؛ فالمعرفة هي الأصل في التواصل المعرفي والحضاري، وهذا ما أراده خادم الحرمين الشريفين من هذه الجائزة.

* دعوتم في حفل تسليم الجائزة العام الماضي إلى أن تكون الجائزة بداية لرؤية ثقافية عربية تعنى بالترجمة، بهدف دفع عجلة التقدم العلمي، فكيف يمكن ذلك من وجهة نظركم؟

- يجب أولا أن نتفق أن الأمة العربية في أمسّ الحاجة إلى رؤية شاملة تعنى بالترجمة، لا سيما في مجال العلوم التطبيقية بكل ابتكاراتها ومخترعاتها، لما لهذه العلوم من أهمية في تحقيق التنمية بمفهومها الشامل، ونحن نأمل أن تكون الجائزة حافزا لوجود هذه الرؤية من خلال تبني كل الدول العربية لمشروعات مماثلة تتكامل في أهدافها، ولا تتعارض، وتسقط في دائرة التكرار، ويمكن الاستفادة في ذلك من جهود الجامعات العربية والمكتبات الكبرى، وفق سياسة واضحة يقرها وزراء الثقافة والإعلام بجامعة الدول العربية، وتشارك في تنفيذها كل الهيئات العلمية والأكاديمية والبحثية، على أن تتضمن هذه السياسة ترتيبا دقيقا لأولويات الترجمة تبعا لاحتياجات الأمة للمعارف الحديثة.

* ما تقييمكم لتفاعل المؤسسات والهيئات السعودية مع الجائزة؟

- لعل فوز مجمع طباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة، ومركز الترجمة بجامعة الملك سعود بجائزة فرع جهود المؤسسات في الدورتين الأولى والثانية للجائزة، خير شاهد على وجود إقبال كبير من جميع الهيئات العلمية والأكاديمية السعودية على نيل شرف المشاركة في الجائزة، ونحن سعداء لهذا التفاعل، الذي يبعث على التفاؤل بنمو كبير في مشروعات الترجمة في المملكة خلال السنوات القادمة، باعتبارها وسيلة للنهوض ومواكبة كل المستجدات في المعارف والعلوم والآداب، ومواصلة مسيرة التقدم التي تنعم بها بلادنا المباركة في كثير من المجالات.

* احتفلت الجائزة بالفائزين بها في دورتها الأولى بالرياض، والثانية بالدار البيضاء، وهذا العام يقام الاحتفال بمقر منظمة اليونسكو، فهل يستمر ذلك التوجه باتجاه عواصم أخرى؟

- حرص مجلس أمناء الجائزة على انطلاق الجائزة من العاصمة السعودية الرياض إلى عواصم ودول أخرى، من خلال إقامة حفل تسليمها للفائزين في هذه الدول والعواصم، يهدف بالأساس إلى التأكيد على عالمية الجائزة، والاحتفاء بالدول ذات الإسهامات المتميزة في ميدان الترجمة من وإلى اللغة العربية، واستثمار هذه الاحتفالات في التعريف بالجائزة، حيث إنها لم تتجاوز أكثر من ثلاث سنوات فقط، وسوف يستمر هذه التوجه الذي بدأ العام الماضي، حيث أقيم حفل الجائزة بالمملكة المغربية، بإقامة حفل تسليم الجائزة هذا العام بمقر منظمة اليونسكو بباريس، لكننا نؤكد أن هذا التوجه في انفتاح الجائزة على العالم سوف يتواصل - بمشيئة الله تعالى - خلال السنوات القادمة.

* لكن ما دلالات اختيار مقر اليونسكو لاستضافة حفل تسليم الجائزة؟

- هناك التقاء كبير بين أهداف الجائزة، والجهود الكبيرة التي تقوم بها المنظمة الدولية للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) من أجل نشر المعرفة، وتحقيق التنمية الثقافية في كثير من دول العالم، وحماية الإرث الحضاري للدول. وعلى هذا الأساس، كان قرار إقامة حفل تسليم الجائزة هذا العام بمقر اليونسكو في باريس، والذي وجد ترحيبا كبيرا من قبل قيادات المنظمة، في إطار تقديرهم لجهود حكومة خادم الحرمين الشريفين في دعم أنشطة اليونسكو، ولا شك أن ذلك يحمل دلالات كثيرة؛ أهمها تقدير المجتمع الدولي للجائزة كمشروع ثقافي علمي يخدم الإنسانية كافة، وتفاعل الدول الأعضاء بالمنظمة مع هذا المشروع، والرغبة في تعظيم الاستفادة منه، فضلا عما يتيحه ذلك من توسيع نطاق التعريف بالجائزة في الدول الأعضاء بالمنظمة.

* تتولى مكتبة الملك عبد العزيز العامة الإشراف على الجائزة، فهل ثمة آليات للاستفادة من الأعمال الفائزة؟

- المكتبة اتخذت كل الإجراءات ووفرت كل الإمكانات لتنظيم هذه الجائزة بما يحقق رؤية الرئيس الأعلى لمجلس إدارتها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، في أن تكون وسيلة لمد جسور التواصل المعرفي بين الدول، ويشمل ذلك استقبال الأعمال المرشحة في جميع مجالاتها الخمسة، والمعايير الدقيقة في اختيار أفضل الأعمال الفائزة من خلال طباعتها ونشرها، والتنسيق مع عدد من الهيئات الثقافية والعلمية في جميع أنحاء العالم في هذا الشأن، فالهدف ليس فقط ترجمة هذه الأعمال، بل المهم هو الاستفادة منها، وإثراء المكتبة العربية بها، واستثمارها في تعريف الآخرين بما ينتجه العقل العربي، وإسهامات الحضارة العربية والإسلامية في مسيرة تطور الحضارية الإنسانية.

* جاء حفل إعلان أسماء الفائزين بالجائزة هذا العام عقب فعاليات المهرجان الوطني للتراث والثقافة في دورته الخامسة والعشرين، والإعلان عن موافقة خادم الحرمين الشريفين على إطلاق جائزتين عالميتين للتراث والثقافة، فما دلالة ذلك؟

- ليس من قبيل المصادفة أن يتزامن حفل الإعلان عن الأعمال الفائزة بالجائزة هذا العام مع فعاليات «الجنادرية 25»، فقد تم تحديد هذا الموعد لاستثمار الحضور الكبير للمهرجان، الذي شارك فيه عدد كبير من المفكرين والأدباء والمبدعين من جميع أنحاء العالم، في التعريف بالجائزة، والاحتفاء بها، ونحن سعداء بموافقة سيدي خادم الحرمين الشريفين على إطلاق جائزتين عالميتين تحملان اسمه للتراث والثقافة؛ لتشجيع الباحثين في هذا المجال، ومبعث سعادتنا أن أهداف هاتين الجائزتين تتكامل مع أهداف جائزة الترجمة، في تقديم مشروع خادم الحرمين الشريفين الحضاري للعالم ودعم جهوده الكريمة لخير الإنسانية.

أسماء الفائزين بجائزة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمية للترجمة

بحسب بيان مجلس أمناء الجائزة.. فيما يلي أسماء الفائزين وحيثيات فوزهم بالجائزة:

1- منح الجائزة في مجال جهود المؤسسات والهيئات للهيئة المصرية العامة للكتاب، نظرا لتميز جهودها في مجال الترجمة من وإلى اللغة العربية من حيث غزارة الإنتاج وتنوع الموضوعات وجودة مستوى الترجمة.

2- منح الجائزة في مجال ترجمة العلوم الإنسانية من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية (مناصفة) بين كل من:

أ-‌ الدكتور محمد الخولي، عن ترجمته لكتاب «انهيار العولمة وإعادة اختراع العالم» من اللغة الإنجليزية، ويقدم الكتاب، وهو من تأليف جون رالستون سول، قراءة نقدية وتاريخية حول مفهوم العولمة في العالم، مركزا على تتبع الأضرار التي يخلفها على النظام الاقتصادي العالمي، ومحذرا من خطر تجاوز الشركات الكبرى ومديريها التنفيذيين للنظم والقوانين العالمية.

ب- الدكتور عبد القادر مهيري، والدكتور حمادي صمود، عن ترجمتهما لكتاب «معجم تحليل الخطاب» من اللغة الفرنسية؛ والذي قام بتأليفه مجموعة من تسعة وعشرين أستاذا جامعيا في فرنسا، وأشرف على إنجازه كل من الدكتور باتريك شارودو، والدكتور دومينيك منغنو، ويعد الكتاب عملا موسوعيا جامعا لكل النظريات المرتبطة بتحليل الخطاب، وقد حقق مكانة مرموقة وأصداء جيدة لدى المختصين في علوم اللغة بشكل عام والمختصين في تحليل الخطاب بشكل خاص.

3- قرر مجلس أمناء الجائزة حجب جائزة مجال العلوم الإنسانية من اللغة العربية إلى اللغات الأخرى؛ وذلك لعدم ارتقاء مستوى الأعمال المرشحة إلى مستوى المنافسة على نيل الجائزة.

4- منح الجائزة في مجال العلوم الطبيعية من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية (مناصفة) بين كل من:

أ- الدكتور شريف الوتيدي والدكتور عصام الجمل (أستاذي الجراحة بجامعة الملك سعود) عن ترجمتهما لكتاب «أسس الجراحة العصبية» من اللغة الإنجليزية، لمؤلفه أندريو كي، الذي يتناول فيه الأسس العلمية والتطبيقية لجراحة المخ والأعصاب ويقدمها للمختصين في هذا المجال من الأطباء والطلاب حديثي التخرج.

ب- الدكتور ناصر العندس والدكتور أحمد العويس والدكتور عبد الله القحطاني (أساتذة الكيمياء في جامعة الملك سعود) عن ترجمتهم لكتاب «الكيمياء الفيزيائية» من اللغة الإنجليزية؛ لمؤلفه بيتر أتكنز أستاذ الفيزياء الكيميائية بجامعة أكسفورد. ويقع الكتاب في تسعة وعشرين فصلا، ويدرس أسس الكيمياء الفيزيائية منطلقا من التمهيد والتفسير والتفصيل وحتى التقييم، مدعما بالأمثلة والنماذج الشارحة.

5- قرر مجلس أمناء الجائزة حجب جائزة مجال ترجمة العلوم الطبيعة من اللغة العربية إلى اللغات الأخرى، وذلك لعدم ورود أي ترشيحات للمنافسة على جائزته.

* تكريم

* كرم مجلس أمناء الجائزة اثنين من المترجمين ممن خدموا الترجمة من وإلى اللغة العربية إثراء لها وتعزيزا لنقل الفكر والثقافة ودعما للحوار بين الحضارات، وهما كل من:

1- البروفسور الفرنسي أندريه ميكيل، وهو حاصل على درجة الدكتوراه في الأدب العربي، وعمل أستاذا لكرسي اللغة والأدب العربي في كلية دي فرانس، ومشرفا عاما على المكتبة الوطنية الفرنسية. أنتج أكثر من مائة وخمس وثمانين مادة علمية بين التأليف والترجمة والكتابة الأدبية، وركز اهتمامه على ترجمة الأدب والشعر العربي. ومن بين ترجماته كتاب «كليلة ودمنة»، «ألف ليلة وليلة»، «أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم»، وترجم مختارات من قصائد لبعض الشعراء العرب القدماء والمحدثين، وله ترجمات متنوعة للكثير من البحوث والمقالات العربية في الأدب والسياسة والثقافة. وقد أسهمت أعماله في تعزيز التواصل الحضاري بين الثقافة العربية والثقافة الفرنسية، وزودت المكتبة الفرنسية بإضاءات من النتاج الفكري والمعرفي العربي.

2- البروفسور العراقي عبد الواحد لؤلؤة، وهو حاصل على درجة الدكتوراه في الأدب الإنجليزي من جامعة كيس ويسترن رزرف بالولايات المتحدة الأميركية، عمل أستاذا أكاديميا في عدد من الجامعات، مثل جامعة الزيتونة الأردنية، جامعة الإمارات العربية المتحدة، الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا، جامعة فيلادلفيا بالأردن. أنتج ما يزيد على ثمانية وأربعين عملا ما بين ترجمات ومصنفات وأبحاث علمية، ومن أبرز نتاجه في حقل الترجمة «موسوعة المصطلح النقدي» وهي سلسلة من أربعة وأربعين جزءا، «الشعر العربي الحديث»، «أطلس الحضارة الإسلامية»، «الثقافة والفنون في العراق»، «سؤال الثقافة»، «أصول الفكر السياسي في القرآن»، «حقوق الإنسان في النصوص العربية»، «الشعر العربي في العراق»، ومن ترجماته للأبحاث العلمية «الحداثة في الشعر العربي»، «الإسلام والتاريخ العالمي»، «علم النفس الحديث من منظور إسلامي»، «مدخل إلى مقاصد الشريعة». وقد أسهمت أعماله المترجمة في نقل المعرفة من وإلى الثقافة العربية، وسلطت الضوء على ثراء الحضارة الإسلامية والعربية وبينت أثرها في نهضة الإنسان.