السينمائي عبد الله آل عياف: التشدد ليس حاضرا بقوة

المؤسسات الثقافية الرسمية تتوجه نحو الانفتاح بشكل واضح

عبد الله آل عياف
TT

يقيم السينمائي السعودي عبد الله آل عياف، من موقعه كمثقف ومراقب، واقع المؤسسات الثقافية السعودية، بقوله إن لدى كل إنسان منطلقاته الآيديولوجية التي تحدد نظرته للحياة، وبالتالي محاولة تحييد تلك الآيديولوجية سيكون عملا عبثيا، «لذلك، كان من الطبيعي أن تكون حاضرة وبقوة في واقع أنديتنا الأدبية وماضيها».

ويقول: «إن المتتبع لأحوال المؤسسات الثقافية السعودية وبينها الأندية الأدبية خلال العقدين الماضيين، يجد أنها كانت مسرحا لسجال شرس وصراعات آيديولوجية لم تذر اسما إلا وقد وضعته في إحدى كفتي الصراع، على الأقل في عيون الذين يقومون بالتصنيف». وهو يرى أن التشدد ليس حاضرا بقوة، فهو مجرد «محاولات مبعثرة طائشة هنا وهناك وستزول مع الوقت»، موضحا أن هنالك فرقا بين التشدد والمحافظة، «فهناك من يمتلك تحفظات خاصة على أسماء معينة، لكنه لا يلغي حقها في الوجود. ومثل هذا التحفظ الشخصي لا يمكن أن نقارنه بمن يقوم بحرق نادي الجوف الأدبي مثلا بسبب استضافته لشخصية ما. ليس من العدل ألا نفرق بين المحافظ والمتشدد».

ويضيف آل العياف: «إن المؤسسات الثقافية الرسمية كالأندية الأدبية تتوجه نحو الانفتاح بشكل واضح، قد يكون سير البعض أبطأ من البقية، لكن الجميع موجه بوصلته تجاه الانفتاح وهو أمر سيظهر أثره الإيجابي قريبا. ولو تأملنا تاريخ كل نادٍ أدبي على حدة سنجد أن هنالك تنوعا محمودا مؤخرا مقارنة بسنواته السابقة».

أما ضمانة أن تبقى الساحة الأدبية مفتوحة للتعددية لجميع الاتجاهات الفكرية، فهي، برأي آل عياف إتاحة الفرصة لجميع الأطياف الثقافية للحوار مهما بلغت حدة هذا الحوار، شريطة أن تتأكد الأجهزة الرسمية بالبلاد ممثلة في وزارة الثقافة والإعلام، وعن طريق اللوائح والأنظمة المكتوبة والواضحة، وأن لا تغادر تلك الحوارات والسجالات أروقة المؤسسة الثقافية، بحيث لا يتاح لأي من الفريقين استعداء الجهات الرسمية أو الجمهور ضد الفريق الآخر عن طريق المحاكم أو منابر الجمعة أو مراكز الشرطة كما حصل في السابق. وكوننا مقبلين على مرحلة الانتخابات للكثير من الأندية نود ألا يسند الأمر إلا لمن يظهر احترامه لجميع الأطراف واستعداده لقبولها جميعا كعناصر فاعلة في المرحلة المقبلة للنهوض بتلك الأندية وبكل ما هو جميل». وقال العياف: «لن يزول التشدد ما دام هنالك أناس ينتهجون طريقة (ما أريكم إلا ما أرى) وسيلة وحيدة للحوار مع الآخرين. ولأن هؤلاء موجودون إلى قيام الساعة فإننا نؤمل فقط ألا يوكل الأمر إلا إلى من يقبل بفرضية أن يكون هو نفسه عرضة للخطأ».

ويضيف: «لا بد من وضع الكرة في ملعب وزارة الثقافة والإعلام، احتراما للنظام والقانون وقدرتهما على احتواء الكثير من مشكلاتنا، ولوجود لوائح وأنظمة لتسير الأندية على ضوئها، كما أن الوزارة تستطيع تقييم أداء كل نادي في نهاية العام ومعرفة ما إذا كان للتعددية من أنشطته نصيب أم لا. فالأندية وضعت للجميع لا لفئة دون أخرى».