220 مليون تلميذ يعيشون «الحلم الصيني» في وقت واحد

إمبراطورية التنين الأحمر تواصل ابتكاراتها لاستنفار الهمم

TT

مقابل «الحلم الأميركي» بات هناك «الحلم الصيني». هذا على الأقل ما يفهم من المبادرة الصينية التي افتتح بها العام الدراسي الجديد. فقد بدأ 220 مليون تلميذ في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة العام الدراسي 2010 - 2011 في الصين بمشاهدة برنامج «حلمي، الحلم الصيني» الذي بثه التلفزيون من الساعة التاسعة وحتى الساعة العاشرة وأربعين دقيقة صباح الأربعاء الماضي، في اليوم الأول للعام الدراسي. تم إنتاج البرنامج التلفزيوني بشكل مشترك بين وزارة التربية والتعليم ومحطة التلفزيون المركزي الصيني. وكانت الوزارة قد أصدرت تعميما تطلب فيه من المدارس في كافة أنحاء البلاد تحضير الطلاب لمشاهدة البرنامج في أول أيام الدراسة للفصل الجديد، بحيث كان التلاميذ في كل أنحاء الصين يتابعون البرنامج نفسه في وقت واحد.

وظهر في البرنامج الذي كان القصد منه تحفيز التلاميذ على الحلم، مشاهير حققوا نجاحات، يودون تقاسمها مع الجيل الصاعد، لحثه على العمل واستنهاض آماله. ومن هؤلاء المشاهير العالم يوان لونغ بينغ المعروف باسم «أبو الأرز الهجين» والنجم السينمائي ليان جي إضافة إلى الملياردير العصامي ماي وان وآخرين من كبار الشخصيات الذين رووا خلال البرنامج قصص أحلامهم وتحدثوا عن تجاربهم وحكايات كفاحهم، حتى بلغوا مآربهم، وما يزالون يسعون إلى ما هو أفضل.

وقال وانغ دينغ هوا، المسؤول المكلف بشؤون المدارس الابتدائية والمتوسطة بوزارة التربية والتعليم الصينية: «نأمل في أن يقوم البرنامج التلفزيوني بإلهام وتعليم الشباب بأن يكون لهم أحلام والعمل بجدية لتحقيقها». وقال أيضا: «قد يكون لكل شخص حلم صغير، ولكن عندما نصل معا، سيكون لدينا حلم كبير جدا».

لذلك نظمت المدارس بعد مشاهدة البرنامج حلقات حوار ونقاشات، شارك فيها التلاميذ الذين رووا هم أنفسهم أحلامهم الصغيرة التي يتمنون تحقيقها.

وبذلك عاشت الصين يوم الأربعاء الماضي، ليس فقط يوما استثنائيا بسبب عودة أكثر من 200 مليون طفل إلى المدرسة، ولكن أيضا لأنه كان يوم الحلم الصيني. اليوم الذي يروي فيه كل تلميذ حلمه الراغب في تحقيقه لأصدقائه وأساتذته. وهو اليوم أيضا الذي يروي فيه الناجحون قصص نجاحهم وأحلامهم التي تحققت لمن هم ما يزالون على مقاعد الدراسة. ويرى الصينيون أن الحلم الكبير الذي يسعون إليه هو مجموع هذه الأحلام الصغيرة للتلاميذ اليانعين التي لا بد ستثمر في النهاية.

وكانت التجربة الأولى للتلاميذ في الصين مع برنامج تلفزيوني وطني في الصفوف قد بدأت عام 2008، في ذلك العام كان الهدف من البرنامج تعليم التلميذ «كيف تنقذ نفسك من كارثة طبيعية»، وعام 2009 كان العنوان «حب الوطن والأصدقاء والأم»، أما التجربة الثالثة التي عاشها التلاميذ الصينيون منذ أيام فقد ركزت على «حلمي، الحلم الصيني».