عن كلية الآداب بجامعة البحرين، صدر عدد جديد من مجلة «ثقافات»، وهي مجلة علمية محكمة تعنى بالدراسات الثقافية. وتوزع العدد، كالعادة، إلى عدة أبواب.
في باب الأبحاث، شارك د. أحمد محمد سالم بدراسة بعنوان «صورة الغرب في خطاب الإصلاح السياسي»، ميز فيه بين «الغرب (المعلم)، والغرب (المعلم/ المستعمر)، والغرب (المعلم/ المستشرق) ليتوصل إلى نتيجة أن تمثلات خطاب الإصلاح الديني للغرب المعلم، والمستعمر، والمستشرق، كانت هي الموجهة لمسار خطابه، وأننا لا يمكن أن نجد نظرية عامة للإصلاح في ثقافتنا العربية، وأن كل محاولات خطاب الإصلاح الديني في معالجة كثير من القضايا كانت اجتزائية، وكان الغرب بثقافته هو دائما الفاعل. ويتناول البحث المعنون «الهامشي والآخر والسرد الهزلي»، للدكتور شرف الدين ماجدولين، تجليات «الهامشي» في الموروث الخبري، سواء بوصفه موضوعا، أو خطابا أدبيا، أو تعبيرا عن طائفة اجتماعية. وفي ارتباطه بجملة من القيم الرمزية والتخييلية والجمالية. ثم تمفصل الدراسة إلى ثلاثة مباحث: الأول يرصد علاقة الهامشي بماهية السرد. والثاني يقف على تداخل مفهوم الهامشي بتجليات الغيرية الدينية والجنسية والعرقية والجغرافية. في حين يستكشف المبحث الثالث صلات الهامشي بمنازع الهزل في التراث الخبري، مركزا على نموذج نصي محدد هو «أخبار الحمقى والمغفلين» لابن الجوزي. أما عبد الجواد خفاجي، فقد نشر دراسة بعنوان «الأدب وهموم المجتمع في صعيد مصر»، استعرض فيه العلاقة بين الأدب والمجتمع تاريخيا، ومدى ما تراكم حولها من إشكاليات وقضايا فكرية وفلسفية وأدبية، انتهاء إلى جوهرية هذه العلاقة عبر التاريخ الإنساني الفكري والفلسفي والأدبي. ثم تطرقت الدراسة إلى الأدب وهموم المجتمع في صعيد مصر طارحة بعض مشكلات البحث خاصة ندرة المراجع والدراسات.
وفي الباب نفسه، شارك الدكتور. الحسين الإدريسي ببحث عن الحقوق الثقافية الأمازيغية، مقدما مقاربة ثقافية للمسألة الثقافية الأمازيغية من زاوية حقوقية، باعتبارها جزءا لا يتجزأ من منظومة حقوق الإنسان. وكانت الدراسة الأخيرة في هذا الباب عن «المدرسة وإعادة الإنتاج الاجتماعي حسب بيار بورديو» للدكتور عبد الكريم بزاز. وتناول فيه المدرسة باعتبارها أداة خفية للهيمنة، ومقاييس الحكم على الامتياز المدرسي، وديمقراطية التعليم والحركية الاجتماعية وغيرها.