حمد الكواري: نسعى إلى جعل الدوحة عاصمة للثقافة بشكل دائم

وزير الثقافة القطري يؤكد أن قاعدة معرض الكتاب «المنع هو الاستثناء»

TT

أكد الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري، وزير الثقافة والفنون والتراث القطري، أن الفعاليات الثقافية التي نشطت فيها العاصمة القطرية بمناسبة احتفالية الدوحة كعاصمة للثقافة للعام 2010، سوف تتواصل على مدى الأعوام المقبلة، معتبرا أن قطر اتخذت خطوات بارزة لتدعيم استثمارها في قطاع الثقافة، عبر إنشاء بنية تحتية تنهض بالأداء الثقافي، بينها مشروع الحي الثقافي الذي يحتوي على عدد من المسارح ومراكز للثقافة، والفنون البصرية.

«الشرق الأوسط» التقت الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري وزير الثقافة والفنون والتراث على هامش اجتماعات وزراء الثقافة العرب الذي اختتم أعماله في الدوحة مؤخرا، فكان هذا الحوار.

* ما هو تقييمك للاجتماع الوزاري العربي الأخير؟

- من حيث الحضور يُعتبر كبيرا، فمعظم الوزراء العرب حضروا. وشارك فيه 18 وزيرا من أصل 22 دولة، وهي نسبة نعتبرها كبيرة، وإن دل ذلك على شيء فهو يدل على أن وزراء الثقافة العرب يعون أهمية المؤتمر. وقد تم خلاله مناقشة قرار القمة العربية في سرت 2010 بشأن عقد قمة عربية ثقافية، الذي يعتبر تطورا مهما للثقافة العربية إذا أمكن استثماره، حيث إن للثقافة أهمية قصوى في حسابات النهضة ومستقبل الأمم، وعليه فإننا نرى أن عقد قمة ثقافية يمثل منعطفا غير مسبوق لناحية اهتمام القيادات العربية بالثقافة في حياة أمة ذات تاريخ ثقافي عريق.

* كيف تقيم الحراك الثقافي الذي شهدته قطر، طوال عام احتفالية الدوحة عاصمة للثقافة العربية؟

- من ضمن أهداف العواصم العربية خلق حيوية وحراك ثقافي يسمحان باستمرار هذا النشاط إلى ما بعد العاصمة العربية. وأعطيك مثالا، فالشارقة كانت عاصمة منذ مدة بسبب اهتمامها بالثقافة، وبقيت عاصمة من عواصم الثقافة.

والواقع أن قطر ولعدة أسباب، تشير إلى أن الثقافة ستستمر بنفس الاندفاع والقوة وربما أفضل. ولا أخفيك أن كثيرا من الفعاليات الكبرى تم برمجتها للعام المقبل لأننا نريد لهذا الاندفاع أن يستمر.

وهناك أسباب أخرى، من بينها اهتمام القيادة السياسة في قطر بالثقافة وإدراكها لأهمية الثقافة، ووجود الخطة والرؤية التي تسمح بجعل الثقافة دائما محورا أساسيا من المحاور، بل لا تكتمل التنمية إلا بها.

وأيضا من ضمن العوامل التي تشير بشكل قاطع إلى أن الدوحة ستكون عاصمة ثقافية دائما، هو هذه البنية التحتية التي تم إنشاؤها، لأن من ضمن أهداف العواصم أن يصاحب فعاليات العواصم اهتمام بالبنية التحتية الثقافية، فلذلك عندما ننظر إلى الدوحة فهناك أشياء كبيرة، وتوجد أشياء كثيرة تحولت إلى واقع، لعل الحي الثقافي واحد منها، وليس كلها، على الرغم من أهميته، وما يحويه هذا الحي من مسارح ومراكز ثقافية وجمعيات ثقافية، حتى وسط المدينة، يمتلك اهتماما بالتراث العمراني الخليجي والقطري وكلها أشياء ذات مردود ثقافي.

* ماذا بشأن التواصل مع الثقافات حول العالم؟

- خلال هذا العام تمت استضافة أسابيع ثقافية من تركيا وإيران وروسيا وأذربيجان وفنزويلا ومن الكثير من الدول الأوروبية وغيرها. وذلك من أجل تعزيز حوار الحضارات والثقافات الذي أصبح ضرورة جدية في العالم المعاصر. ومن منطلق تعميق أثر العاصمة الثقافية في تطور الثقافة العربية ندعم توصيات الدراسة التي وضعتها المنظمة العربية للتربية والثقافة والفنون تنفيذا لتوصية اللجنة الدائمة للثقافة العربية (الرياض 2001) بشأن تقديم تصور لمرحلة جديدة للعواصم الثقافية العربية في ضوء التجربة الأوروبية.

* إلى أين تمضون بعد انتهاء الاحتفالية هذا العام..؟

- نحن نحرص خلال ما تبقى من عام 2010 على أن نغطي كل أدبيات الثقافة، بمعنى أن نحرص على المسرح كما نحرص على الفن التشكيلي، ومثل حرصنا على الشعر وحرصنا على الفرق الاستعراضية وغيرها، فكل هذه الأمور تكمل بعضها بعضا، فيوجد فعاليات تغطي كل هذه الجوانب. وبعد نهاية هذا العام سيكون لدينا برنامج واضح في بداية كل فترة من الفترات، ويكون هو البرنامج الذي نسير عليه. فهناك قرار سياسي لتحويل الدوحة إلى عاصمة ثقافية باستمرار.

* ماذا عن معرض الدوحة للكتاب؟

- معرض الدوحة سيكون آخر الشهر المقبل، وهو معرض سيكون مميزا عن غيره، لأن هامش الحرية فيه كبير جدا، ولأن القاعدة عندنا هو أن نسمح.. أما المنع فهو الاستثناء، وبالتالي سيكون هذا المعرض مميزا، لأنه كذلك ينعقد خلال احتفالنا بالدوحة كعاصمة للثقافة العربية، ولأننا منذ ثلاثة أعوام أقدمنا على فكرة جديدة، وهي أن في كل معرض كتاب يكون لدينا ضيف شرف، وكان أول ضيف هو الولايات المتحدة، التي شاركت بعدد كبير من دور النشر في المعرض، وهم يشاركون سنويا في معارض الكتاب في الدوحة، كما تمت استضافة فرنسا كضيف شرف، وهذا العام سيكون ضيف الشرف دولة تركيا وهذا له مغزى، وهو أن هذا العام مدينة إسطنبول هي عاصمة الثقافة الأوروبية، ونحن نحرص على أن يكون هناك توأمة بين إسطنبول والدوحة. وكما تعرف فإن إسطنبول مدينة عريقة لأنها ليست مدينة أوروبية فقط بل هي إسلامية وشرقية وأوروبية، وهي من العواصم النادرة التي يمكن أن تكون عاصمة لأي ثقافة من الثقافات، وخلال هذه المشاركة لن يكون هناك فقط وجود للكتاب التركي، وإنما سيكون هناك عرض للوثائق العثمانية ذات العلاقة بمنطقة الخليج والمنطقة العربية، وسيكون هناك ندوة كبيرة جدا عن العلاقات بين العرب وتركيا وبالذات في الجانب الثقافي، وتركيا الآن مع التطورات الأخيرة التي حدثت، وبالذات وقوفها إلى جانب غزة والفلسطينيين، وهذه الفعالية استلزمت أن نوجه لها التحية من خلال هذا المعرض، وأيضا سيكون هناك برنامج ثقافي تركي أثناء المعرض مصاحب لضيف الشرف.

* كيف تنظرون كمؤسسة رسمية للثقافة وتطويرها..؟

- ثقافة مسألة حيوية للحياة برمتها، وبالنسبة لنا فالثقافة هي هويتنا، ولغتنا، وبالتالي يجب أن نعطيها كل الاهتمام، خاصة مع التطور الكبير الذي يشهده العالم، من الانفتاح والتطور التكنولوجي، لذلك علينا أن نحافظ على الثقافة، لأنها تمثل هويتنا العربية، بحيث نحافظ على الأصالة ونراعي التحديث. ولو هناك نوع من تفهم الشعوب لبعضها بعضا ولخلفياتها الثقافية، لصار هناك احترام للآخر، وتفهم للاختلاف الثقافي، ولساد السلام والوئام.

* كيف هو جهدكم في رعاية العلماء والمفكرين؟

- لدينا مؤسسة «قطر للتعليم والعلوم وتنمية المجتمع»، وهي من أكبر المؤسسات وربما تكون الوحيدة في نظامها، وتحتوي على ست جامعات كبرى في المدينة الجامعية، وهذه احتضنت عددا كبيرا من العلماء العرب، وفيها واحة العلوم والتكنولوجيا وأصبحت تضم عددا من العلماء، وكل هذه الأمور واعدة وتدل على أن قطر ستقوم بدورها.

* فيما يتعلق بالطفل.. ما هي البرامج الموجهة له؟

- فيما يتعلق بوزارة الثقافة، لدينا ما يسمى بجائزة الدولة للطفل، وهي حاليا في دورتها الثانية، والعام الماضي فاز بها عدد من المثقفين العرب، وقد تم طباعة وترجمة أعمالهم، ومؤسسة قطر تهتم كثيرا بالطفل. وأيضا المجلس الأعلى للطفل لديه إدارات خاصة بالطفل، ولدينا اتفاقية مع إحدى المؤسسات البريطانية للنشر، وتم الاتفاق معها على ترجمة الكتب لتوفير مكتبة للطفل. وطبعنا عددا من الكتب للأطفال.