دار «بلومزبري ـ مؤسسة قطر».. تجربة النشر المشترك

المدير التنفيذي للدار: أدب الطفل أول أهدافنا

TT

بعد نحو ثمانية أشهر من إطلاقها، تبدو تجربة النشر المشترك، بين إحدى أعرق مؤسسات النشر العالمية، دار «بلومزبري»، ومؤسسة «قطر» للنشر، إحدى التجارب المثيرة للاهتمام، فقد اتجهت الدار الجديدة التي تحمل اسم «دار بلومزبري - مؤسسة قطر للنشر»، وهي أول دار نشر خاصة في قطر، نحو أدب الطفل بدرجة رئيسية لتهتم بإصدار عدد من المؤلفات والترجمات التي تحمل أدبا موجها للطفل، كما اهتمت بإصدار الأعمال الروائية وكتب التاريخ والسير والتراجم، والكتب المدرسية، والدراسات الأكاديمية، والمراجع.

وفي تصريح لـ«الشرق الأوسط»، قال سيف سلماوي، المدير التنفيذي لدار «بلومزبري - مؤسسة قطر للنشر»، أن هذه الدار ستركز في البداية على ترجمة أفضل كتب الأطفال العالمية إلى اللغة العربية.

وقال سلماوي إن الدار أصدرت كتابا مشتركا باللغة الانجليزية باسم «أصوات قطرية» لـ25 شابا وشابة موهوبين من قطر ينشرون لأول مرة.

وقد تأسست الدار في أكتوبر (تشرين الأول) 2008، وأطلقت رسميا في أبريل (نيسان) 2010 في حفل ملكي بقصر ويندسور حضرته ملكة بريطانيا والشيخة موزة المسند. والمشروع مملوك لمؤسسة «قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع»، وتديره دار «بلومزبري» البريطانية الشهيرة، ومقرها الدوحة.

وهي تجاور فروعا لجامعات أميركية، وواحة العلوم والتكنولوجيا، ومركز السدرة للطب والبحوث، كما أنها تعتبر وليدة عقد شراكة مميزة بين دار «بلومزبري» للنشر ومؤسسة «قطر»، تهدف إلى توفير منبر لترويج الأفكار وخلق الإبداع والكتابة ذات الجودة العالية، لا سيما أن النشر جزء لا يتجزأ من عملية البحوث والتعليم التي تمثل صميم مهام مؤسسة «قطر». يقول سلماوي «الدار تسعى إلى تحقيق ثلاثة أهداف رئيسية، هي نشر الكتب والروايات القيمة والمتميزة بكل من اللغتين العربية والإنجليزية للكبار والصغار في مجالات الرواية وأدب الطفل، وكتب التاريخ والسير والتراجم، والكتب المدرسية، والدراسات الأكاديمية، والمراجع. وتركز الدار في البداية على ترجمة أفضل كتب الأطفال العالمية إلى اللغة العربية، كما ستركز على ترجمة أفضل الروايات العربية إلى اللغة الانجليزية لتوسيع قاعدة قراءة الأدب العربي في الغرب والترويج للمتميز منه. والهدف الثاني تشجيع حب القراءة وتنمية مهارات الكتابة، والمساعدة في نشر ثقافة أدبية حية في قطر والمنطقة، وذلك من خلال إقامة الفعاليات التي تشجع على القراءة، والمجموعات التي تناقش الكتب، وجلسات القراءة بالمدارس وغيرها من المبادرات، كالاحتفال باليوم العالمي للكتاب. كما تسعى دار (بلومزبري) إلى تنمية المواهب الأدبية العربية الجديدة، وذلك من خلال إقامة أنشطة ثقافية لدعم تنمية تلك المواهب الأدبية الناشئة، بالإضافة إلى تنظيم ورش عمل للكتابة الإبداعية يقوم عليها متخصصون من العالم العربي والغربي. أما الهدف الثالث فيتلخص في تنمية وتطوير مهارات النشر في المجتمع القطري من خلال توفير التدريب المهني المتخصص بصفة دورية في الدوحة، وفي مقر (بلومزبري) في لندن، وعمل الدورات التدريبية المتخصصة في المهارات الأساسية في مجال النشر ومساندة الناشرين القطريين».

وقال إنه في هذا السياق، تلتزم دار «بلومزبري - مؤسسة قطر» للنشر بالمساهمة في تحسين معايير الترجمة من وإلى اللغة العربية، وذلك من خلال تنظيم مؤتمر سنوي للترجمة الأدبية يقام في شهر مايو (أيار) من كل عام بالتعاون مع جامعة كارنيغي ميلون في قطر.

يذكر أن مؤسسة «قطر – بلومزبري» للنشر، كانت قد احتفلت الشهر الماضي بمناسبة صدور الترجمة الانجليزية من «الحفيدة الأميركية» للكاتبة العراقية إنعام كجه جي. والكتاب الصادر بطبعة فاخرة (هارد كوفر) هو باكورة الروايات العربية الصادرة عن «بلومزبري – قطر». نقلت الرواية إلى الإنجليزية المترجمة المصرية المقيمة في بريطانيا، ناريمان يوسف، بعد أن كانت ترجمتها الفرنسية قد صدرت، العام الماضي، عن دار «ليانا ليفي» في باريس، بتوقيع كل من خالد عثمان وعُلى مهنا.

وصدرت «الحفيدة الأميركية» عن دار «الجديد» في بيروت عام 2008، ودخلت القائمة القصيرة لجائزة «بوكر» العربية، قبل أن تصدر منها طبعات لاحقة.

ومنذ انطلاقها رسميا في أبريل 2010 أصدرت الدار عشرة كتب ما بين كتب أطفال وروايات ومذكرات باللغتين العربية والإنجليزية.

وفي رد على سؤال لـ«الشرق الوسط» بشأن خطط الدار للترجمة واتجاهاتها، قال سلماوي «نحن نترجم من وإلى اللغة العربية. ونركز في البداية على كتب الأطفال والروايات، ثم سنتوسع في المستقبل لننشر الكتب المدرسية والأكاديمية. وفي مجال الترجمة للغة العربية، فإن أحد أهدافنا الأساسية تشجيع الطفل العربي على القراءة باللغة العربية والاستمتاع بها وحب الكتاب. وقمنا بترجمة ونشر خمسة كتب من أكثر كتب الأطفال شعبية في بريطانيا وأميركا وأكثرها فوزا بالجوائز لتصبح متوافرة لأول مرة باللغة العربية ليستمتع بها الطفل العربي».

وأضاف «إننا بصدد إصدار عدد من الروايات بالتعاون مع وزارة الثقافة في قطر. كتب هذه الروايات مؤلفون عرب باللغة الفرنسية، وستصدر لأول مرة باللغة العربية ليتعرف القارئ العربي على كتاب عرب جدد اشتهروا بالخارج وحققوا نجاحا وتقديرا كبيرا».

أما من ناحية الترجمة من اللغة العربية، فيقول سلماوي «لقد تعاقدنا مع عدد من الكتاب العرب لترجمة ونشر إبداعاتهم باللغة الانجليزية، مثل أحلام مستغانمي وإنعام كجه جي وعلي بدر وأحمد خالد توفيق وأحمد مراد».

وبشأن نشر أعمال الشباب العرب، قال «من أهدافنا أيضا تشجيع الشباب العربي على الإبداع والكتابة، لذلك فقد أصدرنا كتابا مشتركا باللغة الإنجليزية باسم (أصوات قطرية) لـ25 شابا وشابة موهوبين من قطر ينشرون لأول مرة، وهم نتاج ورش الكتابة التي تنظمها الدار منذ السنة الماضية ويدرس فيها مدربون متخصصون من الولايات المتحدة الأميركية.. وذلك لتعريف القارئ الغربي بهذه المواهب الشابة».

يذكر أن دار «بلومزبري - مؤسسة قطر» للنشر، وضمن مساعيها لتطوير وإعداد جيل جديد من القراء والكتاب في دولة قطر ومنطقة الشرق الأوسط، وترسيخ الاهتمام بالقراءة والكتابة، عقدت اتفاقية مع قناة «الجزيرة للأطفال»، لنشر قصص للشخصيات المفضلة لدى المشاهدين من الأطفال.