رئيس نادي الطائف الأدبي: مستعدون لانتخابات الأندية الأدبية

البعض يرى أن الوقت ما زال مبكرا لنجاح التجربة في المؤسسات الثقافية

TT

يترقب المثقفون السعوديون انتخابات المؤسسات الثقافية لاختيار مرشحيها في إدارة مؤسساتهم الثقافية (الأندية الأدبية، وجمعيات الثقافة والفنون)، التي يتوقع لها أن تجرى في عام 2012، حيث سيكون دور إدارات الأندية في مختلف مناطق السعودية خلال الفترة المقبلة تشكيل جمعيات عمومية لها في مناطقها، وعبر هذه الجمعيات سيقوم المثقفون باختيار مجالس إدارات الأندية التي تمثلهم، كما سيكون لهم الرقابة المالية والثقافية والإدارية على هذه الأندية.

وفي حين أكد لـ«الشرق الأوسط» رئيس مجلس إدارة النادي الأدبي في الطائف، غربي السعودية، حماد السالمي، أن الانتخابات تمثل أهمية في إبراز وتشجيع النشاط الثقافي، رأى عضو في النادي نفسه، في تصريح للصحيفة، أن الوقت ما زال مبكرا على تبني الانتخابات كآلية اختيار للمثقف.

من جانبه، قال حماد السالمي: «إن وجود الجمعيات العمومية في الأندية الأدبية والثقافية، هي ظاهرة حضارية تليق بالمثقفين السعوديين، ويليق بهم أن ينتهجوا هذا النهج، وقد تأخروا كثيرا فيها، كما أن الانتخابات من خلال الجمعيات العمومية، ستفرز، بلا شك، قيادات إدارية وثقافية في الأندية تنهج رأي المجموعة وليس الفرد، وتتقدم بالأندية الأدبية إلى الأمام، وتحقق آمال وطموحات المثقفين وخاصة المنتمين للأندية الأدبية في مناطقهم».

وبالنسبة لنادي الطائف، قال السالمي: «نحن في طور الإعداد لاستمارات قبول العضوية سواء العاملة، أو العضوية المشاركة، وسوف يتخذ المجلس الشهر المقبل أو ما بعده قرارا فيما يتعلق بمعايير القبول في العضويتين».

ويضيف السالمي: «بالنسبة لموضوع الانتخابات، أنا أشعر بالسعادة لخطوة الوزارة فهي توفر الفرصة الكاملة لمن يملك إرادة العمل من خلال الأندية وتقديم الأفضل، ويكفينا ثلاثة عقود أو أكثر، كانت إدارات الأندية فيها تحت الإدارة الفردية».

لكن عضو النادي الدكتور محمد قاري السيد يرى أن «الوقت ما يزال مبكرا لإجراء انتخابات يكون لها دور فاعل في تطوير الواقع الثقافي السعودي»، موضحا أن للانتخابات أثرا كبيرا على مجمل النشاط وتنشيط الحركة الثقافية، شريطة أن تخلو من التعصب الفكري والتحيز الثقافي.

وأضاف عضو نادي الطائف الأدبي ورئيس لجنة المطبوعات والنشر ورئيس تحرير مجلة «وج» التي يصدرها النادي، في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن الانتخابات تحتاج لمزيد من الوقت والتهيئة للمجتمع الثقافي وتطعيمه بجرعات ثقافة التعاطي معها بإيجابية، لأنه يرى أن بعض الأندية ما زالت في حاجة ماسة لصناعة مثل هذا المناخ الصحي، وقال إن مقارنة الجانب الثقافي بالجانب الاقتصادي في هذا المجال، تعطي مؤشرات غير إيجابية.

ويضيف بصدد هذا الجانب: «إن تبني فكرة الانتخابات كآلية اختيار للمثقف الذي يتولى زمام المؤسسة الثقافية يحتاج إلى صناعة مناخ انتخابي يقوم على مبدأ قبول الرأي والرأي الآخر، بالإضافة إلى ضرورة استيعاب أن الشخصية المطلوب ترشحها لمجلس إدارة ناد ما أو جمعيته العمومية، لا بد من اعتبار عناصر محددة يجب توفرها فيها، أولها أن تكون هذه الشخصية من الشخصيات الثقافية الحقيقية غير العنصرية أو المتحيزة، وأن يتم انتخابها على أساس ديمقراطي لا على حسب مزاج فئات معينة».

ويخشى السيد من تحول الانتخابات المزمع إجراؤها بعد عام تقريبا إلى كارثة ثقافية ما لم تراع تلك المعطيات، حتى لا تدخل المؤسسات الثقافية ومجالس إداراتها في دوامة من الأخطاء التي من شأنها إغفال الدور الأساسي للمؤسسة والتفرغ لحلحلة المشكلات ومعالجة سوء التفاهم الذي قد يحدث بين طرف وآخر داخل مجلس إدارتها.

كما انتقد عضو مجلس إدارة النادي الأدبي بالطائف إصرار بعض العاملين المؤسسات الثقافية على نخبوية الحضور في فعالياتها الثقافية دون غيرهم، ويعتقد أن في ذلك خطأ كبيرا باعتبار أن هذا التوجه يحاصر العمل الثقافي في مكان ضيق ولا يصل تأثيره للمجتمع وهو المفترض أن يكون المستهدف بآثار هذه المناسبة الثقافية المقامة في النادي، حتى يستطيع أن يؤدي بعض أدواره المنوطة به وهي تنوير المجتمع وتثقيفه.

إن المتابع للحركة الثقافية وخصوصا ما يتعلق بنشاط الأندية الأدبية بالسعودية، كما يضيف، يدرك أن ثمة تعاونا كبيرا بين كل ناد أدبي وآخر، مبينا أن هذا الحال يعكس بطبيعة الحال مدى الحراك الثقافي الذي تشهده مناطق السعودية المختلفة، سواء كان نابعا ذلك من الأندية الأدبية في تلك المناطق أومن خلال ما يتحرك في محيطها من صالونات أدبية، مؤكدا أن الصالونات الأدبية بدأت تتوسع وتزيد من نفوذها داخل مجتمع السعوديين المثقف.

وأقر السيد بأن الصالونات الأدبية تقوم بدور كبير وتساهم بشكل فعّال في إثراء الساحة الثقافية، ولا يقلّ دورها عن دور الأندية الأدبية بل تتميز بأنها لا تشهد عراكا أو صراعا فكريا محتدما يفضي إلى التناحر الفكري كما يحدث في بعض الأندية الأدبية، ويرى أن هذه الصالونات الثقافية تعمل على سد الفراغ الذي تخلفه بعض الأندية الأدبية لسبب أو لآخر، غير أنه ليس بمقدور هذه الصالونات أن تسحب البساط من الأندية بقدر ما تسير في خط مساند لها ثقافيا، كما يضيف.

ويصنف السيد الأندية الأدبية في السعودية إلى ثلاثة مستويات، بعضها يعيش حالة عراك خفي كما يقول، والبعض الآخر ليس لديها خطط برامجية ثقافية سنوية تماما، وبعضها يشرع ويضع خططه السنوية ولكن تذهب أدراج الرياح، وهذه، كما يرى، حالة كثير من الأندية الأدبية في الوقت الذي تترقب فيه موعدا لتشكيل مجالس عمومية وانتخاب مجالس إداراتها.