المرأة في الرواية السعودية

هل تبحث الروائيات عن «الشهرة» من خلال كشف فضائح؟

TT

تتحدث روائيات وناقدات سعوديات أن شيوع مصطلحات من قبيل «خصوصية المجتمع السعودي»، كان سببا في انحسار الرواية النسائية السعودية، رغم الانفتاح الذي بدأ المجتمع يلحظه في الآونة الأخيرة.

وترى الروائية السعودية سارة العليوي أن الرواية النسائية السعودية اقتصرت على أسماء معينة فقط، خصوصا الشبابية منها، وذلك نتيجة عدم وجود استمرارية في طرح الأعمال، مشيرة إلى أن الروايات النسائية المحلية لم تكتب حتى الآن بشكل احترافي.

وهي تعتقد أن «ما يعوق نجاح الرواية النسائية يتمثل في عدم وجود أماكن محددة لالتقاء الروائيات بعضهن ببعض، مما أفقدهن التواصل في ما بينهن، حيث إننا نسمع عن بعضنا من خلال أسماء يتم طرحها فقط في حين أننا ندور داخل فلك واحد»، مؤكدة أن التواصل هو من يعطي الاستمرارية وفرص التفكير والكتابة وخلق روح التنافس.

وذكرت أن الرواية النسائية السعودية حتى الآن لم ترتق إلى المستوى المطلوب في ظل سيطرة أسماء قديمة على الساحة، إلى جانب أن الأسماء الجديدة لا تتعدى مجرد محاولات لم تصل إلى القوة، بحسب قولها.

ومما لا شك فيه أن الرواية بشكل عام تعد عاملا مهما في المجتمع باعتبارها تعكس ما يحدث داخله إذا ما وجدت من يكتبها بالشكل الصحيح، وهو ما علقت عليه العليوي بالقول: «في ما يتعلق بالأوساط السعودية فإن الرواية الشبابية فقط هي التي استطاعت أن تنقل جزءا من الواقع وليس الواقع بالكامل».

وتضيف: «قد يكون ذلك نتيجة حاجز اللغة، لا سيما أن الفئة العمرية من الشباب تشكل النسبة الأكبر في مجتمعنا، هذه النسبة التي لم يعد لديها الوقت الكافي للقراءة، مما يحتم علينا الانتباه إلى استخدام اللغة السهلة والسلسة كي تكون القراءة أسرع مما هي عليه. هذه المسألة لم ينتبه إليها سوى القلة من الروائيات، غير أن الباقيات ما زلن مهتمات في التركيز على التفاصيل اللغوية أكثر من سرد الواقع والحبكة، وذلك بهدف إرضاء طبقة المثقفين فقط، الأمر الذي حال دون وصول أسمائهن إلى معظم شرائح المجتمع. إن اسم الأنثى على الرواية من شأنه أن يكون أكثر إغراءا لانتقاء الرواية مقارنة بالرجل، خصوصا أن المجتمع السعودي يمتاز بخصوصية مختلفة تفرض على النساء عدم الاحتكاك بشكل كبير مع الرجال. إن معظم الفتيات ما زلن يمكثن في بيوتهن، مما يجعل الرجل يبحث بأي وسيلة عن معرفة الأمور التي تحدث داخل الأوساط النسائية والأحاديث المتداولة بينهن، كونه يعتبرها - من وجهة نظره - أمرا مجهولا»، مبينة وجود ظن كبير بأن الروائية السعودية لا تكتب سوى عن حياتها الخاصة، وهو ما يتسبب في إلغاء الخيال والواقع الحقيقي الموجود في المجتمع.

* هويدا خوجة: تركيز على الجوانب السلبية

* وتؤكد الناقدة هويدا خوجة، أن الرواية النسائية المحلية لم تأخذ المكان الذي كان من المفترض أن تحتله، مرجعة أسباب ذلك إلى عائق الحالة المادية الذي ربما لم يسمح للكثيرات من الروائيات بطباعة ونشر أعمالهن.

فقد «انحصرت الرواية النسائية على عدد قليل من الروائيات رغم وجود الكثير ممن يمتلكن الموهبة، وحتى هذه القلة من الروائيات لم تصل أعمالهن الروائية للمستوى المأمول، كونها ضعيفة جدا».

وهي تعتقد بأن معظم الروايات النسائية السعودية تركز في مجملها على الجوانب السلبية في المجتمع دون تسليط الضوء على الجزء الإيجابي، الأمر الذي يجعلها تتجاهل الكثير من الأطياف والأنواع والأشكال الموجودة في الحياة الاجتماعية المحلية، لافتة إلى أن ذلك قد تكون له حسنة، وإنما سيئاته كثيرة، على حد قولها.

وحول أسباب اندفاع الروائيات على تناول الصور السلبية فقط في المجتمع السعودي، ذكرت خوجة أن ذلك قد يكون نتيجة عدم معايشتهن الجوانب الإيجابية، أو رغبة البعض في تحقيق الشهرة واستغلال تهافت فئة من المجتمع على قراءة الأمور الممنوعة والمحظورة.

وترى هويدا خوجة أن إشكاليات رفض نشر الكثير من الأعمال التي واجهت الروائيات في القترة الماضية كانت سببا في عدم نجاح الرواية النسائية السعودية، عدا عن افتقار الروائيات إلى الدعم الحقيقي والحوافز التي تجعلهن يكملن مسيرتهن، حال دون انتشارها حتى خارج السعودية.

وطالبت هويدا خوجة بضرورة إيجاد دعم كبير للروائيات وذلك عن طريق إنشاء وزارة الثقافة والإعلام رابطة لمشجعات الروايات بحيث تتاح لهن فرصة الالتقاء وعرض أعمالهن ومناقشتها ومن ثم طبعها ونشرها.