الحقيقة الثقافية

TT

* سيرة أوباما.. أحدث إصدارات مشروع «كلمة»

* أعلن مشروع «كلمة» للترجمة، التابع لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث، عن آخر إصداراته من الكتب، وهو كتاب «أحلام من أبي: قصة العرق والإرث»، الذي ألفه الرئيس الأميركي، باراك أوباما، ويتناول السيرة الذاتية للرئيس الرابع والأربعين للولايات المتحدة الأميركية. يروي أوباما في كتابه بداياته، حين وصل أبوه عام 1959 إلى جامعة هاواي، وهو في الثالثة والعشرين من عمره، ليكون أول طالب أفريقي في تلك الجامعة، وفيها قابل فتاة أميركية بيضاء خجولة لم تكن قد تجاوزت الثامنة عشرة من عمرها، وربط بينهما رباط الحب، وتزوجا وأنجبا مؤلف هذا الكتاب. ويأتي إصدار الكتاب بالتزامن مع فوز الرئيس أوباما بالجائزة الأولى لكتب السيرة الذاتية في مسابقة الكتاب البريطاني.

ويعبر الكتاب عن رحلة إنسانية غاية في الخصوصية لطفل يبحث عن أبيه الغائب، وشاب يبحث عن مستقبل لوطن يعشقه ثم محام يحاول أن يحقق العدالة خارج ساحات المحاكم في جميع أرجاء أميركا. ويتناول الكتاب سيرة الرجل الأول في أميركا بتفاصيلها الدقيقة؛ من حياته طفلا في هاواي، وذكرياته ومغامراته، بل شقاوته الصبيانية في إندونيسيا، وحياته العاطفية ومشاعره التي صاغها بكلمات تكاد تنبض بالحياة، ثم يعرض تأملاته عن أحوال السود في أميركا ومحاولاته التغلغل داخل نفوسهم.

ويكشف الكتاب أيضا جراح العنصرية التي لم تندمل بعد، ويقدم بارقة أمل لكل من يشعر بالقهر، مؤكدا على حقيقة أن المقهور لو أصر على نيل حقوقه فسينتصر في النهاية. ويعرض أيضا بلغة رشيقة كيف تمكن من قيادة السكان بنجاح لعلاج مشكلة وجود مادة الأسبستوس في منازلهم، على الرغم من مماطلة المسؤولين في البداية.

ويعترف أوباما في الكتاب بأنه لم يكن ذلك الطالب المتفوق للغاية في دراسته، بل يعترف بما هو أبعد من ذلك؛ فهذا الرجل الذي ظل يدرس القانون الدستوري 12 عاما - في كلية الحقوق بجامعة شيكاغو - اعترف على صفحات الكتاب بإساءته التصرف في بعض الأحيان. وهو إنسان أراد أن تكون حياته كتابا مفتوحا لعل الجميع يستفيدون منه، ومن مفارقات القدر أنه جعله رئيسا للولايات المتحدة وتكون بيده حلول كثير من مشكلات العالم.

* ترجمة عربية لكتاب «الطاقات المتجددة»

* أصدر مشروع «كلمة» للترجمة، التابع لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث، كتابا جديدا بعنوان «الطاقات المتجددة»، للمؤلف جاك فيرنيي، وقام بترجمته إلى اللغة العربية المترجم عبد الهادي الإدريسي، ويتناول الكتاب موضوع الطاقة التي تُعد عصب الحضارة البشرية ومحركها، إذ لولا الطاقة ما استطاع البشر البقاء والتكاثر وإعمار الأرض.

ويحكي الكتاب كيف أن الإنسان من قديم الزمن قد استعمل أنواع الطاقة المتوافرة على ظهر الكوكب جميعا أو كاد، فأحرق الخشب ليصطنع منه نارا ليطهو طعامه ودفَّأ مسكنه وحمى نفسه من الأعداء، واستعمل قوة الريح وأفاد من جريان الماء ومن المياه الساخنة المتفجرة من الأرض، وجفف الثمار وقدد اللحوم تحت أشعة الشمس، بل استفاد حتى من حركة البحر مدا وجزرا. ويشير إلى أن ما نعرفه اليوم تحت اسم الطاقات المتجددة ليس بالشيء المستحدث الطريف، وإنما الجديد في هذا الشأن ما أصبح التقدم التكنولوجي يتيحه اليوم من استفادة أمثل من موارد الطاقة هذه، غير أن التقدم كثيرا ما يحمل معه مشكلات، والمشكلات تتمثل ها هنا بالخصوص في الأخطار البيئية التي قد تنجم عن الاستغلال المفرط لموارد الطاقات المتجددة، وهي على ضربين؛ الأول هو التلوث الذي يمكن أن يصيب الهواء والمياه الجوفية، وأما الثاني فهو الخطر المتمثل في أن يؤدي الإفراط في الاستغلال إلى كسر نواميس الطبيعة وتخريب توازناتها الأزلية.

أما المؤلف فهو جاك فيرنيي، من مواليد 1944 بباريس. وهو مهندس خريج مدرسة البوليتكنيك الشهيرة، له انشغالات علمية وسياسية وجمعوية كثيرة، فهو اختصاصي في البيئة ومناضل من أجل الحفاظ عليها، ونائب برلماني عن مقاطعة الشمال الفرنسية ونائب سابق في البرلمان الأوروبي، وفاعل في كثير من جمعيات المجتمع المدني الساعية إلى الحفاظ على البيئة، كما كان عمدة لمدينة «دويه» في الشمال، من مؤلفاته «معركة البيئة» (1971) و«البيئة» (1992)، والكتاب الذي بين أيدينا، كتاب الطاقات المتجددة، الذي صدر عام 1997.

* «يمسك بيدها.. ويغني» لخالد اليوسف

* بعد ست مجموعات قصصية، صدر للقاص والروائي خالد أحمد اليوسف مجموعة قصصية سابعة عنونها بـ«يمسك بيدها.. ويغني»، عن مؤسسة الانتشار العربي في بيروت.

وجاءت المجموعة في ستين صفحة من القطع المتوسط، وزعها اليوسف إلى قسمين، قسم تحت مسمى «قصص»، وأدرج تحته ستة عناوين قصصية قصيرة وهي: «أنثى نيلية»، «سواد ليل مختلف»، «منصور»، «رغبات»، «المفتول»، «الجائل»، وهذه هي القصص القصيرة التي اعتبرها النقاد نموذجا للقياس المتعارف عليه، ويقصد بذلك الطول وتكامل الحدث مع الشخصية والزمكانية والتقنية الفنية المطلوبة. أما الجزء الثاني فقد سماه اليوسف: «غناء»، وهي القصص القصيرة جدا وعناوينها: «متلازمات»، واندرجت تحته خمسة نصوص، وهي: «الفرح»، «الدلال»، «الحب»، «الذكاء»، «المساواة»، ثم نص «القسط»، و«الأمكنة».

تأتي هذه المجموعة لتؤكد أن اليوسف كاتب قصصي متميز، استطاع أن يطور وينمي أدواته التي يدير فيها نصوصه القصصية، حيث استطاع أن يختط لنفسه مسارا مختلفا عن الآخرين، وطرح نصوصا تفضي إلى عوالم دقيقة للإنسان في مختلف مراحل عمره وتنوع بيئته وثقافته، وهي تلامس الأحاسيس والمشاعر والأفكار والآمال والطموحات والموروثات.

نصوص المجموعة تهتم بالجمال البنائي، والتركيب البلاغي الذي يرسم ملامح القصة القصيرة عند خالد اليوسف، وهي لم تأت إلا بعد خبرة طويلة تجاوزت الثلاثة عقود في كتابة القصة القصيرة.