المكتبة البريطانية تطلق مشروع «بين عالمين»

TT

أطلقت المكتبة البريطانية بلندن، بدعم من «مجلس الفنون البريطاني»، مشروعا جديدا تحت عنوان «بين عالمين: الشعر والترجمة». وهدف المشروع، عبر طرح مواضيع مثل الترجمة واللغة والهجرة إلى بريطانيا، هو التوثيق لحياة ونتاج من يعيشون في بريطانيا من أصول عرقية مختلفة، عبر إجراء مقابلة مطولة معهم، وتسجيل قصائدهم بلغاتهم الأصلية وبالإنجليزية، مما يتيح للمختصين وللأكاديميين والطلبة الاطلاع على تجاربهم الحياتية والشعرية، ومن خلالهم يمكن التعرف على ثقافات شعوبهم، وتطور الحركة الشعرية في بلدانهم الأصلية. وشملت هذه اللقاءات والقراءات الشعرية إلى الآن 30 شاعرا، على مدى 3 سنوات، من روسيا والعراق والهند ورومانيا وتركيا والمكسيك وإيران وأوكرانيا، غطت نحو 20 ساعة تسجيل.

يقول أمارجيت شاندان، الذي ساهم في إطلاق هذا المشروع: «الكلمة المطبوعة لها تأثيرها بالطبع، ولكن الكلمة المسموعة لا تقل تأثيرا. وهذا التسجيل يتيح لمحبي الشعر والأكاديميين الرجوع إليه كلما اقتضت الحاجة. وقد أتاح لي هذا المشروع شخصيا أن أطلع على مسارات زملائي الشعراء، الذين ينتمون إلى عدة ثقافات، وأشاركهم تجاربهم الأدبية في بريطانيا ما بعد الحرب».

أما ستيفن كليري، أستاذ الدراما والمشرف على المشروع، فقد قال: «لقد تطور هذا المشروع أخيرا ليضم عددا كبيرا من الشعراء متعددي الأصوات والاتجاهات والخلفيات».

ومن المعروف أن المكتبة البريطانية تحتفظ بتسجيلات لأكثر من 200 شاعر ضمن مشروع آخر يسمى «الشاعر يتحدث»، كانت قد أطلقته عام 1955. وكذلك هناك مشروع ثالث يسمى «أرشيف الشعر»، ويشرف عليه الشاعر أندرو موشن، شاعر البلاط البريطاني السابق. ويجيء مشروع «بين عالمين» ليكمل هذين المشروعين، ويوثق لشعراء أصبحوا جزءا من المشهد الثقافي في العاصمة البريطانية، وإن كانوا ينتمون إلى أصول أخرى، ويكتبون بلغاتهم الأم. لقد جاء هذا المشروع، كما قال الشاعر الروسي رافيل بوخاروف، دليلا على التعددية الثقافية التي تشهدها بريطانيا، وأصبحت تميز حياتها الثقافية والفنية، وكذلك نسيجها الاجتماعي.

ومن الشعراء الذين سجلت لهم المكتبة البريطانية، ليديا غريروريفا، ورافيل بوخاريف، ومونيزا ألفي، واولغ بوروشكا، وأمارتيت شاندان، وموريس فرحي، ونيغار حسن زادة، وديفيد مورلي، وروبرتو ريفيرا، وإسماعيل خوئي، وساتيندرا سريفاستافا. ومن العراق سعدي يوسف وفاضل السلطاني وتشومان هاردي.

وبمناسبة انطلاق هذا المشروع، نظمت المكتبة البريطانية أمسية شعرية في «قاعة المؤتمرات» افتتحتها كرستينا جينسن، رئيسة قسم الفنون والإنسانيات في المكتبة، التي تحدثت عن أهداف هذا المشروع، ثم قدمت الشاعرة فيون سامبسن الشعراء المشاركين في الأمسية الاحتفالية، وهم: ليديا غريروريفا، ورافيل بوخاريف، وساقي فاروقي، وميمي كالفاتي.