«مهرجانات بيت الدين» تفتتح بعمل استعراضي تحية للفنانة صباح

حفل لكل ذائقة.. والفنون حاضرة بأنواعها

مشهد من عرض «بابل» للرقص المعاصر («الشرق الأوسط»)
TT

رغم الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة العربية، فإن المهرجانات اللبنانية تعلن عن برامجها الصيفية تباعا، التي يبدو أنها رتبت ككل سنة، لتلائم الأذواق كافة، ولتكفل لزوار لبنان سياحة لا تخلو من متعة ثقافية ذات مستوى راق. وبعد جبيل وجونية، أعلنت يوم الخميس الماضي لجنة «مهرجانات بيت الدين» ممثلة في رئيستها نورا جنبلاط عن برنامج حافل يبدأ في 24 و25 يونيو (حزيران) باستعراض غنائي راقص «تحية للأسطورة صباح» من بطولة الفنانة السورية رويدا عطية ومن إعداد وإخراج جيرار أفيديسيان، ويصمم الرقص الفنان سامي خوري في حين يقود الأوركسترا الموسيقية إحسان المنذر، أما ملابس رويدا، فهي من تصميم زهير مراد.

وأعلن عن البرنامج في مؤتمر صحافي عقد في دار نقابة الصحافة في بيروت بحضور وزير السياحة فادي عبود ونقيب الصحافة محمد البعلبكي، والفنانين المشاركين في الاستعراض الافتتاحي للمهرجان، الذين أتوا لتوضيح الصورة للصحافيين.

وفي 8 يوليو (تموز) يحيي مغني الأوبرا الشهير روببترو ألاغنا، الفرنسي ذو الأصول الصقلية، حفلا واحدا يغني خلاله بشكل أساسي أغانيه التي نالت حظوة في أسطوانته الأخيرة التي يعود بها إلى جذوره الصقلية. وفي 15 يوليو يطل الفنان العراقي كاظم الساهر لمرة جديدة على «مهرجانات بيت الدين»، نزولا عند رغبة الجمهور الذين يطالب به باستمرار، وهذه المرة لبى الدعوة التي غالبا ما تقابل بإقبال كثيف. ولعشاق الجاز، تستضيف «المهرجانات» جورج بنسون، أحد عمالقة هذا الفن، والحائز على جائزة «غرامي» الشهيرة عدة مرات. وتأتي زيارته للبنان ضمن جولة يجوب فيها العالم يروج خلالها لآخر إصداراته «أغان وقصص».

إحدى الحفلات التي لا تفوت هي تلك التي ستقدم يوم 22 يوليو وتحمل عنوان «بابل» وهذا العمل الفني الراقص المغمس بالروح الشرقية إضافة إلى لعبة الأبعاد الغربية، هو ثمرة تعاون بين «بيت الدين» و«مهرجان الرقص المعاصر» الذي يعقد سنويا في بيروت، وله جمهور كبير من المتابعين. و«بابل» هو العمل الذي تتجلى فيه قدرة مبدعين موهوبين هما سيدي لابي شرقاوي وداميان جالي.

وفي إطار تشجيع الفن اللبناني، لا سيما المواهب الشابة، يلتقي رواد المهرجان في 27 يوليو بالفنان إبراهيم معلوف، وهو مؤلف وموزع وعازف موسيقي موهوب كما أنه منتج. احتل إبراهيم المراتب الأولى في العديد من المباريات الدولية للموسيقى الكلاسيكية (في المجر وفنلندا وفرنسا والولايات المتحدة) وذاع صيته في العزف الكلاسيكي سيرا على خطى والده نسيم معلوف.

وربما كان من جديد المهرجان هذه السنة هو ذاك الحفل ذو النكهة الدينية الذي سيقدم في 30 يوليو، الذي يشارك فيه مسيحيون ومسلمون لتكريم السيدة مريم العذراء، بالتعاون مع الـ«جمعية اللبنانية لفرسان مالطا». الحفل يديره جوليان جلال الدين ويس، يرافقه كل من «مجموعة الكندي الموسيقية»، و«قنسطنينوس أنجليديس»، والجوقة البيزنطية لأثنيا «تروبوس»، وبكير بويوكباشافيز من جامع السلطان فتحي في إسطنبول، والشيخ حبوش، والمنشدون الصوفيون قادري ورفاعي من حلب والدراويش مولوي. وختامها مسك في 4 أغسطس (آب) مع المغنية العراقية فريدة محمد علي، وفرقة «المقام العراقي» بمشاركة عمر منير بشير.

وكانت نورا جنبلاط قد شرحت أن ثمة حرصا على إحياء المهرجان رغم كل الظروف في المنطقة، لما لهذه الأنشطة من دور تنموي واقتصادي وثقافي. أما وزير السياحة فوعد بصيف عامر على عكس ما يشاع.

وككل عام، فإن معرضين سيقامان على هامش المهرجان؛ أحدهما لا بد سيكون له وهج كبير يضم إضافة إلى صور الفنانة صباح مجموعة من ملابسها التي استخدمتها في مسرحياتها والتي صعدت بها على المسرح وظهرت بها في الأفلام، وهي مجموعة غنية وباتت أرشيفا للمسرح اللبناني الاستعراضي. أما المعرض الثاني، فلا يقل أهمية، وهو لأعمال الفنان الإيراني رضا عابديني الذي ساهم هذه السنة في المهرجانات من خلال تغيير شعار «بيت الدين»، الذي بات له شكل جديد.