لبنانيون في مصر

TT

للكاتب المسرحي والإعلامي اللبناني، المولود في مصر، فارس يواكيم، صدر كتاب «ظلال الأزرق في وادي النيل.. لبنانيون في مصر» عن دار «الفارابي» في 262 صفحة. ويتناول الكتاب، كما جاء في المقدمة، سير عدد من الشخصيات اللبنانية التي عاشت في مصر، وأسهمت بشكل فعال في الحياة الثقافية والإعلامية فيها، وخصوصا في الربع الأخير من القرن التاسع عشر وطوال القرن العشرين. وبعض هؤلاء ولد في لبنان، وانتقل إلى مصر. وبعضهم ولد في مصر لأب لبناني، وبعضهم حصل على الجنسية المصرية، وظل محتفظا بالجنسية اللبنانية.

يقول المؤلف في مقدمته: «لقد حصرت الكتاب في الشخصيات اللبنانية، علما بأنهم كانوا يصنفون في خانة (الشوام). ذلك أن المهاجرين الأوائل قصدوا وادي النيل في الفترة التي كانت فيها بلاد الشام جميعا خاضعة للحكم العثماني، وكان المصريون يرحبون بالقادمين من لبنان أو سوريا أو فلسطين من دون تمييز جغرافي، لم يكن قائما آنذاك. وظلت صفة (الشام) تلازم جميع الوافدين من (بر الشام)».

وحصر يواكيم مؤلفه بأصحاب المساهمات في مجالي الثقافة والإعلام، مستبعدا الذين كانت لهم مساهمات مهمة، لكن إقامتهم في مصر كانت مؤقتة، مثل أحمد فارس الشدياق (أول محرر بالعربية في «الوقائع المصرية»)، والصحافي جبران تويني، والكاتب سليمان البستاني الذي ترجم «الإلياذة» ونشرها في مصر، والأدباء يوسف السودا، أمين تقي الدين، إلياس ونقولا فياض، والمطربات صباح ونور الهدى ونجاح سلام. واستثنى المؤلف أيضا بعض الشخصيات الأدبية الشهيرة مثل الراحلة أندريه شديد التي ولدت في القاهرة عام 1920 واستقرت في باريس منذ 1946، أو جورج شحادة، المولود في الإسكندرية عام 1888، والمتوفى في بيروت عام 1976. وهؤلاء جميعا ولدوا في عائلات لبنانية، وكان ارتباطهم بمصر مقتصرا على مكان الولادة والنشأة الأولى.

من الصحافيين، تحدث المؤلف عن سليم تقلا، الذي أسس مع أخيه بشارة، جريدة «الأهرام»، وبيتسي كبابة، زوجة بشارة تقلا، وابنة نعوم كبابة، أحد كبار تجار حلب، التي ساعدت زوجها في إدارة «الأهرام» لـ12 عاما. ثم خلفهما ابنهما جبرائيل تقلا، الذي عمل على تطوير الجريدة على صعيدي التحرير والإدارة. ومن أسرة «الأهرام» أيضا خليل زينية، وداود بركات، وأنطون الجميل، الذي أسس فيما بعد مجلة «الزهور» بالاشتراك مع أمين تقي الدين، لكنه عاد إلى «الأهرام» بعد توقف المجلة. ومن الصحافيين الآخرين عزيز ميرزا، ونجيب كنعان، وأسعد داغر. أما دار «الهلال» فقد وضع حجر الأساس لها الكاتب والمؤرخ اللبناني جورج زيدان، الذي رحل إلى القاهرة عام 1883. ثم تولاها ولداه إميل وشكري، اللذان أصدرا أيضا مجلة «المصور» و«كل شيء والدنيا» و«الأبطال» ومجلة «الاثنين». ومن أركان «الهلال» و «والمصور» يذكر المؤلف حبيب جاماتي.

أما «روز اليوسف»، فقد أسستها كما هو معروف فاطمة محمد محيي الدين اليوسف، والدة الروائي إحسان عبد القدوس. وفي الإسكندرية، أصدر رشيد شميل جريدة «البصير» في السنوات الأخيرة من القرن التاسع عشر. وظلت تصدر يومية حتى توقفها عام 1964.

وفي القسم الثاني من الكتاب المعنون «أهل القلم»، تناول الكتاب سير وإنجازات كتاب مثل إبراهيم اليازجي، وفرح أنطون، ومحمد رشيد رضا، وفليكس فارس، وجبران النحاس، وبشر فارس، ومي زيادة، ووردة اليازجي. ومن المسرحيين والسينمائيين، تطرق المؤلف إلى سير عزيز عيد، وجورج أبيض، وأمين عطا الله، وبشارة واكيم، وعبد السلام النابلسي، وماري كويني. وتناول الجزء الأخير من الكتاب «دنيا الأنغام»، مغنين وفنانين وموسيقيين، مثل بديعة مصابني، وإسكندر الشلفون، وجورج ميشيل، ولورا دكاش، وغيرهم.