رؤساء أندية حاليون: هناك مخاوف جدية أن تؤدي الانتخابات لهيمنة الرأي الواحد

المرحلة المقبلة ستشهد قفزة في العمل الثقافي تديره مجالس منتخبة

TT

هل تسفر انتخابات مجالس إدارات الأندية الأدبية، عن سقوط الأندية في حضن الشلليات الثقافية، أو الاحتكار الفكري؟ أم تجعل بعض القيود التي فرضتها الإدارات الحالية، وهي إدارات غير منتخبة، وليس مضمونا بقاؤها بعد الانتخابات، المجالس المقبلة نسخة من المجالس الحالية؟

هذه التساؤلات كانت على مدى الأسابيع الماضية، وما زالت، تتردد على ألسنة المثقفين المحليين، وقد سألت «الشرق الأوسط» عددا من رؤساء الأندية الحاليين، عن تقييمهم للتجربة الانتخابية، ونتائجها..

الطائف: طفرة ثقافية

* أكد حمّاد بن حامد السالمي رئيس مجلس إدارة النادي الأدبي الثقافي بالطائف، لـ«الشرق الأوسط»، أن فكرة الانتخابات في الأندية الأدبية فكرة رائدة، مبينا أن عملية تكوين الجمعيات العمومية وانتخاب مجالس الإدارة تسير بشكل مرض حتى اليوم.

وبرأي السالمي، فإنه من المتوقع أن تشهد التجربة بعض التحديات والسلبيات، لكنه لا يجد المخاوف من سيطرة ألوان فكرية محددة على الجمعيات العمومية مبررة. ويضيف: «إن الفعل الثقافي في الأندية، يظل مرهونا بالأدباء الحقيقيين الذين يحملون همّ الأدب والثقافة، وهم الذين سوف يبقون في المشهد الأدبي الثقافي وليس الطامعين في التسلط من خلال مجالس إدارات الأندية الأدبية».

وأوضح أن الخوف من تأثير الشلليات والمجموعات المبنية على العلاقات الشخصية في سير ونتيجة الانتخابات خوف مشروع، ولكن حسب قوله، لم تنعكس حتى الآن هذه الظاهرة في تجربة ناديي مكة والجوف، و«ربما تبرز في أندية أعطت فرصة لدخول من ليس لهم علاقة بالأدب ولا بالفعل الثقافي أصلا».

حائل: الرئيس مع التغيير

* وعلى الرغم من أن التجربة الانتخابية مرّت بسلام في نادي حائل الأدبي، فإن الجدل كان عنوان المرحلة التي سبقت الانتخابات، وقد نفى عبد السلام الحميد رئيس نادي حائل لـ«الشرق الأوسط» خبر تقديم أعضاء النادي لاستقالاتهم بسبب لائحة انتخابات الأندية أو غيرها من الأسباب، مؤكدا في الوقت نفسه أن نادي حائل قام بالفعل بتغيير شروط الانضمام إلى الجمعية العمومية بصورة مفاجئة، حيث اشترط الحصول على بكالوريوس اللغة العربية وآدابها.

ورغم إجراء الانتخابات على أساس التغيير، أكد رئيس نادي حائل رفضه التام لهذا القرار، مبينا أن هذا القرار مجحف بالإضافة إلى أنه جاء متأخرا، حيث لم يكن مسجلا لدى الجمعية العمومية، ومشيرا إلى أن سوءات هذا القرار بدت واضحة ومؤسفة، ذلك لأنه أبقى على 80 عضوا فقط من أعضاء الجمعية من أصل 240 عضوا مسجلا بسبب الشرط الذي وصفه بالظالم.

جازان: التجربة في بدايتها

* أما أحمد الحربي رئيس مجلس إدارة النادي الأدبي بجازان فيرى أن العمليات الانتخابية يصعب تقييمها الآن، لأنها برأيه ما زالت في بداياتها، ومجهولة النتائج. وبالنسبة لنادي جازان، فسيتم تنظيم الانتخابات في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، وأقر الحربي في تصريحه لـ«الشرق الأوسط»، بوجود تحديات وعوائق تواجه العملية الانتخابية. وقال: «ما نحرص عليه في نادي جازان الأدبي أن لا يقود الأدب في المنطقة إلا الأدباء». وعن رأيه في الجدل الذي أعقبه اشتراط المؤهل الأكاديمي لدخول الجمعية العمومية، أكد الحربي أن المؤهل ليس شرطا أساسيا لدخول عضوية الجمعية العمومية، ويرى أن التركيز على المطبوع الأدبي هو الأجدى والأنفع والأصدق لتسمية الأدباء، وهذا «ما حرصنا عليه في جازان؛ فقد تضمنت الشروط وجود المطبوع الإبداعي شرطا أساسيا وليس اختياريا». وعن التحديات، يقول الحربي: «هناك مخاوف لدى بعض المثقفين من وجود تكتلات وتحزبات لفئة دون أخرى، وهذا برأيه مبعث قلق، إذا توجهت هذه التكتلات إلى فئات من غير الأدباء». ومع إقرار الحربي بوجود تكتلات في أي عملية انتخابية، ومجموعات مستندة على العلاقات الشخصية، فإن الحريصين على الأدب والثقافة، كما يضيف، يجب أن يعطوا أصواتهم لمن يستحق أن يقود النشاط الأدبي».

الباحة: البحث عن مشاريع

* وتحدث لـ«الشرق الأوسط» حسن الزهراني رئيس نادي الباحة الأدبي، معتبرا أن المثقفين حظوا بتجربة انتخابية تمكنهم من تأسيس مجالس تعكس مشاركتهم في صياغة قراراتهم، مطالبا «الجميع أن يكونوا أكثر وعيا في التعامل مع الانتخابات»، و«أن نعلم أن أي عمل جديد سيواجه الكثير من العقبات وتعتريه بعض الأخطاء». الزهراني الذي هاجم فكرة الشللية التي تهيمن على المؤسسات الثقافية، أكد أن تشكيل الجمعيات العمومية «سوف يسهم في نجاح الأندية وتقدم الثقافة بالمستوى المطلوب، وهي ستؤسس للثقافة التي يتمناها الجميع».

وطالب أن لا نتعجل الحكم عليها في دورتها الأولى والثانية والثالثة أيضا، وقال: «من وجهة نظري أننا ما دمنا ننتخب أسماء وشخصيات فإننا مازلنا في البدايات لأن الانتخابات أصلا مبنية على انتخاب المشاريع فالمجتمع الثقافي يبحث عن المشاريع التي تنهض به وتغير النمط السائد الذي يعيشه وليست الأسماء اللامعة». ويضيف: «نحن ما زلنا في نادي الباحة في البداية فقد أعلنا قريبا ووزعنا استمارات الجمعية على بعض الجهات ونشرناها في الكثير من المواقع الإلكترونية وحددنا آخر شهر يوليو (تموز) لإصدار بطاقات الجمعية وكلنا أمل في أن نجد استجابة من مثقفي الباحة لدعوتنا للاشتراك في الجمعية».