الحقيبة الثقافية

TT

3 إصدارات لدار «جداول»

* صدر عن دار «جداول»، ثلاثة إصدارات جديدة، حيث صدر كتاب جديد بعنوان «الجسد الأنثوي وهوية الجندر» للدكتور خلود السباعي. ويتناول موضوع التصورات حول جسد المرأة في الثقافة العربية عموما، باعتباره موضوعا معرفيا استراتيجيا، نظرا إلى التحول الذي تعرفه البنى الاجتماعية والثقافية والمتخيل الجماعي ومنظومات القيم، وتأثير ذلك على علاقة المرأة بالجسد وتصورات المجتمع له.

وكان الجسد موضوع أبحاث أنثروبولوجية متعددة منذ أن كتب مارسيل موس مقالته حول تقنيات الجسد، غير أن هذا الكتاب يركز على دراسة الجسد الأنثوي في سياق التصورات الثقافية للمجتمع المغربي، في منطقة حدودية تتميز بالمحافظة على التقاليد، وتشكل النساء في نطاقها رهانا اجتماعيا وثقافيا. ويتتبع الكتاب القيم التي تحيط بجسد المرأة بفعل التحولات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، مما يفرض على الجسد التأرجح بين قيم المحافظة وقيم الانفتاح.

كما صدر عن «جداول» كتاب «أفكار ممهدة لعلم الظاهريات» للفيلسوف الألماني أدموند هوسرل. وقد ترجمه من لغته الأصلية الألمانية المفكر التونسي أبو يعرب المرزوقي.

ويعتبر هذا الكتاب من المنابع المحورية للفلسفة المعاصرة، من حيث كونه العمل الأساسي الذي قدم فيه هذا الفيلسوف الكبير مشروعه الفكري وبلور فيه مصطلحات ومفاهيم منهجه الفينمونولوجي الذي قلب جذريا المشاغل الفلسفية خلال مائة العام الأخيرة.

ويعتبر المؤلف، هوسرل، وكتابه هذا، محورا لفهم العديد من النظريات في الدراسات الفلسفية والإنسانية الغربية الراهنة، سواء تعلق الأمر بوجودية سارتر وياسبرز أو انطولوجيا هايدغر أو علوم اللسانيات الجديدة وصولا إلى فلسفات ريكور (الذي ترجم الجزء الأول من الكتاب إلى الفرنسية) وجاك دريدا الذي ترجم عملا آخر لهوسرل.

أما المترجم الفيلسوف التونسي أبو يعرب المرزوقي فترجم هذا العمل المؤسس مباشرة من الأصل الألماني، لما يتمتع به من ثقافة فلسفية موسوعية واطلاع شامل على فكر هوسرل الذي اصطحبه طويلا قراءة وتدريسا وبحثا وترجمة. وتتميز هذه الترجمة بالدقة الشديدة والصياغة المتقنة والابتكار الطريف، مما يجعل منها حدثا فكريا بارزا في الحياة الثقافية العربية.

كذلك يصدر قريبا عن دار «جداول» كتاب بعنوان «تاريخ الشعر النبطي.. مدونة زمنية لأهم أحداث الشعر النبطي في ألف عام» للباحث الكويتي إبراهيم الخالدي.

يهدف الكتاب إلى استبيان التسلسل الزمني لحوادث وتطورات الشعر النبطي وتزويد المكتبة العربية بمدونة زمنية لأهم هذه الأحداث مرتبة ابتداء من الزمن التقريبي لظهور الشعر النبطي بشكله المتعارف عليه في القرن الحادي عشر الميلادي (الخامس الهجري) حتى سنة 2011 في فترة تقارب ألف عام.

ويساعد معرفة التسلسل الزمني لحوادث ورموز الشعر النبطي في فهم كثير من المسائل المتعلقة بالقصائد النبطية المختلف في نسبتها وتوضيح الأسبقية التاريخية لهذا الشاعر أو ذاك، وهذا الحدث أو ذاك، وتوضيح التسلسل التاريخي لتطور القصيدة النبطية منذ نشأتها حتى يومنا هذا، مما يشكل قاعدة معرفية ضرورية لكل مهتم بالشعر النبطي.

والمؤلف إبراهيم الخالدي مؤرخ مهتم بالشعر النبطي وبالتاريخ الحديث، صدر له نحو 18 كتابا في مجال التاريخ والشعر النبطي.

تعلم الحياة من خلال الفلسفة

* عن مشروع «كلمة» التابع لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث أصدر مؤخرا كتاب جديد مترجم للغة العربية عن اللغة الفرنسية بعنوان «تعلم الحياة.. سأروي لك تاريخ الفلسفة»، للمؤلف لوك فيري وقام بترجمته الدكتور سعيد الولي.

حاول لوك فيري، الفيلسوف والأستاذ الجامعي الفرنسي، في هذا الكتاب تعريف القراء، طلابا وطالبي ثقافة، على تاريخ الفلسفة، وجاء أسلوبه تعليميا بامتياز مما يعطي القارئ الشعور بأنه بين يدي العارف الذي يقوده من مفهوم إلى آخر، ومن تعريف إلى آخر شارحا تارة ومذكرا تارة أخرى.

ويعرض الكاتب كل مراحل الفلسفة منذ نشوئها في اليونان القديمة وحتى المادية الجديدة ومرحلة ما بعد الحداثة والمرحلة التقنية في عصرنا الحاضر، ولم يبخل بالأمثلة، فقد توقف طويلا عند بعض الأسماء الكبرى التي شكلت معالم في تاريخ الفلسفة وفي تطورها مثل سقراط وأبيكتال ومارك أوريل وديكارت وباسكال وروسو وكانط، كما خص نيتشه بحصة الأسد في هذا البحث، ثم تبعه هايدغر وكونت - سبونفيل، ولكن كان هناك أيضا سانت أوغسان كأفضل ممثل للفلسفة المسيحية، إذا جاز التعبير.

ولم يهمل المؤلف الفيلسوف البوذية في تقشفها ودعوتها إلى عدم التعلق بإنسان أو بشيء تجنبا لآلام الفراق والموت. قراءة هذا الكتاب مهمة جدا لكل راغب في التعرف إلى تاريخ الفلسفة ولكل متسائل عن معنى الحياة ومغزاها، انطلاقا من تساؤل الإنسان وقلقه أمام حقيقة الموت، ومن أمله في الخلاص، وفي حياة أخرى.

مؤلف الكتاب، لوك فيري، هو وزير التربية والتعليم الفرنسي السابق وأستاذ جامعي في الوقت الحاضر، له العديد من المؤلفات أهمها: «الفلسفة السياسية» (3 أجزاء 1984-1985)، و«الحكمة والخرافات» (2008)، وقد صدر له مؤخرا كتاب بعنوان «ثورة الحب» (2010)، ويعد كتابه «تعلم الحياة» من أفضل مؤلفاته، إذ وصل عدد النسخ المبيعة منه 250000 نسخة. الدكتور سعيد الولي من مواليد طرابلس بلبنان، تخرج في جامعة السوربون في باريس، وهو أستاذ في الجامعة اللبنانية، وهو أيضا شاعر ومحلل وناقد للموسيقى الكلاسيكية وله فيها العديد من الأبحاث.