الحقيبة الثقافية

TT

* «غزال الكعبة الذهبي»

* يصدر عن دار «جداول» كتاب جديد بعنوان «غزال الكعبة الذهبي» للباحث العراقي فاضل الربيعي، الذي يقدم فيه «رؤية جديدة في الأنثروبولوجيا لنظام العلاقات القرابية في الإسلام».

ويتناول في سياق تحليله للآية الكريمة (تبت يدا أبي لهب وتب) أشكال هذا العلاقات وجذورها في الجاهلية، وكيف لعبت في اتجاهين متناقضين أدوارا حاسمة في تطور الإسلام التاريخي.

يجد المؤلف في حكاية «سرقة غزال الكعبة» التي صَمَتَت عنها الموارد الإخبارية القديمة مادةً خصبة لتحليل هذا النظام والأدوار التي لعبها في الصراعات الدينية والثقافية، فقد كان أبو لهب - عم النبي - وقبل أن يبزغ فجر الإسلام متهما بسرقة غزال الرب وتحطيمه، وهو أمر أدى في ما أدى إلى أن يحكُم عليه أعمامه من قريش بقطع يده، لكنه أفلت من العقاب بفضل حماية أخواله الخزاعيين، وإن الآية القرآنية جاءت للتذكير بهذا العقاب. كما يُعيد المؤلف ربط عقوبة قطع اليد في الجاهلية والإسلام بشرائع قديمة سابقة على الأديان التوحيدية، عرفتها مختلف الحضارات، ومن بينها شِرعة جذع الأنف الطقوسية.

كتاب مثير يُشرّع الأبواب أمام ظهور مدرسة أنثروبولوجية عربية جديدة، تُعيد بناء المرويات العربية التاريخية والأسطورية في إطار دراسي غير مسبوق لأحوال المجتمع العربي ورؤاه ومعتقداته.

وللربيعي عدة كتب في هذا المجال من بينها: المسيح العربي – تاريخ النصرانية في الجزيرة العربية، وكتاب يوسف والبئر، وكتاب شقيقات قريش، وكتاب فلسطين المتخيلة.

* مساءلة النص الروائي

* صدر عن مشروع قلم التابع لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث كتاب «مساءلة النص الروائي في السرديات العربية الخليجية المعاصرة» للدكتور الرشيد بوشعير من جامعة الإمارات العربية المتحدة. يضم الكتاب حصاد ما يقرب ثلاث عشرة سنة من تتبع للحركة الروائية بمنطقة الخليج العربي.

يتضمن الكتاب 6 أقسام وكل قسم يتناول مساءلة النص الروائي لكل دولة من دول الخليج على حدة، والتي كانت تعد في عُرف بعض من مؤرخي الأدب ونقده غير قادرة عن استنبات الرواية وفق ما يورده المؤلف في مقدمة الكتاب، فهي بنظرهم لا يمكن أن تحتضن في رمالها إلا الشعر, ولكن المشهد الأدبي الراهن بهذه المنطقة يؤكد أن تلك الرمال لا تنبت الشعر وحده، وإنما تنبت وتبدع سائر الأنواع الأدبية الأخرى.

ويوضح الكتاب أنه كان للصوت النسوي حضور لافت في هذه الظاهرة الروائية الخليجية، وهو ما ينمّ عن تنامي وعي المرأة الخليجية، وانخراطها في مسيرة التاريخ المعاصر. وجاء هذا الكتاب مزدوجا في سمته، راميا إلى سلوك سبيل الوسطية بين النزوع النقدي المتطرف، والنزوع النقدي التاريخي.

يحاول الكتاب أن يسائل النص الروائي في منطقة الخليج العربي متجنبا التقيد بمدخل واحد، لأن ذلك يفضي إلى نمط معرفي معين، ذي علاقة بالبناء الفكري أو الجمالي، فتبني منهج واحد يعد من باب المستحيل، لذا لا بدّ من اللجوء إلى مناهج متنوعة تاريخية واجتماعية وبنائية وفنية، بوصفها أدوات ناجعة في محاصرة الظاهرة الروائية في المنطقة.

ويلفت المؤلف أنه فضل نشر بعض البحوث الأخرى المتصلة بالرواية الخليجية في كتب مستقلة، مثل كتاب «مساءلة النص الروائي في أعمال عبد الرحمن منيف»، وكتاب «عبد الله خليفة كاتبا وروائيا»، والكتاب الموسوم بـ«صراع الأجيال في الرواية الإماراتية»، فضلا عن «معجم الكتاب الروائيين في الخليج العربي». وذلك حرصا على توازن توزيع مادة الكتاب على أقسامه الستة.

* «المدن المنسية في بلاد العرب»

* ضمن سلسلة «رواد المشرق العربي» صدر عن دار الكتب الوطنية في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث كتاب جديد بعنوان «المدن المنسية في بلاد العرب» للرحالة ستيوارت إرسكين، ترجمة عبد الإله الملاح، متضمنا العديد من الرسوم التوضيحية بريشة الميجر بنتون فليتشر.

ويُقدّم المؤلف لكتابه بالحديث عن شروق الشمس في مدينة البتراء الأردنية واصفا إياه بأنه أجمل شروق للشمس رآه في حياته، مُشيرا إلى أنه لا بدّ لكل من يأتي من أوروبا أن يعوّد عينيه على عادة جديدة في تركيز النظر، فكل شيء في الشرق قديم عتيق بنظره، ولما كان كل شيء عتيقا فلا بدّ أن يكون مبعثرا، فحضارات تقوم وتندثر، وأمم تصعد وتنال فترة من الرفاه، ثم تختفي مثل تلك المدن التي قدمنا من بعيد لنشاهد آثارها، ليكون هدف هذه الرحلة مواقع مدن اختفى ذكرها وتاريخها.

وتضمن الكتاب 28 فصلا تناول العديد منها البتراء في حقب مختلفة، المدينة النبطية، خزنة فرعون، القلعة الصليبية، الكرك، القلعة الإقطاعية، مدن السها، مدينتي عروعير ومخايرس، مأدبا، ربة عمون، فيلادلفيا، مدن الحلف العشر (الديكابليس)، بطليموس فيلادلفوس الثاني والمسرح الإغريقي، جرش، حكاية جراسا، معبد أرتميس، المسرح، العصر الفضي، الأفلاطونيين الجدد، الجغرافيين العرب والحجاج المسيحيين.

ويكشف المؤلف العديد من المفاجآت التاريخية منها أين تقع خزنة فرعون، ويقدم قراءة نادرة لمدن أخرى سهلية وجبلية وأخرى تطل على الصحراء أو تقترب من البحر، باحثا عن خفايا تاريخها الطويل الممتد بجذوره العميقة في التاريخ. فيما تتضمن لائحة الرسوم في الكتاب توصيفا لخزنة الفرعون وكل ما يتعلق بمدينة البتراء بأروقتها ومداخلها ومسارحها، وتلك المدن المنسية والمناطق المحيطة، منها رسومات توضح وادي موسى ووادي عربة، وشروق الشمس وغروبها في منطقة البحر الميت من جبل الزيتون، فضلا عن العديد من الآثار الرومانية في عمّان، وكذلك مدينة جرش ببوابة النصر وشارع الأعمدة والرواق والمعابد والحمامات الرومانية والساحة العامة.