«الربيع العربي» في معرض أدنبره للكتاب

800 مؤلف يمثلون 40 دولة في المهرجان الأكبر في العالم

شعار المهرجان
TT

يمثل مهرجان الكتاب الدولي بأدنبره، إلى جانب المهرجانات المماثلة، مثل المهرجان الدولي ومهرجان الجاز ومهرجان الفنون ومهرجان الأفلام وأدنبره «ميلا»، ما يعتبر على نطاق واسع حاليا مهرجان الفنون الأكبر والأفضل في العالم.

وخلال تاريخه الممتد لقرابة 27 عاما، نما مهرجان الكتاب بسرعة في الحجم والنطاق، وأصبح المهرجان الأكثر ديناميكية والأكبر من نوعه في العالم. وخلال عامه الأول، كان مهرجان الكتاب يستضيف 30 فعالية من فعاليات «مع المؤلف». وفي الوقت الحالي يضع المهرجان برنامجا لأكثر من 700 فعالية يستمتع بها الناس من مختلف الأعمار.

ومن السمات المهمة في برنامج مهرجان الكتاب الحلقات النقاشية والمناظرات المهمة. وفي كل عام يتجمع الكتاب من مختلف أنحاء العالم في هذا المنتدى الفريد الذي يجتمع فيه الجمهور مع المؤلفين لتبادل الأفكار والآراء بخصوص بعض من أهم القضايا الملحة في العالم.

وفي العام الحالي، وجه مهرجان الكتاب دعوة إلى أربعة أشخاص ليشرفوا على البرنامج. يلقي مراسل «بي بي سي» الخاص آلن ليتل، الذي كتب تقارير من مختلف أماكن النزاع خلال العشرين عاما الماضية، إطلالة على فكرة الثورة في القرن الحادي والعشرين - من الناحيتين السياسية والتكنولوجية - ويدعو مؤلفين عالميين، من بينهم هشام مطر وكميل شمسي وتشان كون تشانغ، الذي قدم إطلالات مهمة على عالمنا المتغير سريعا.

وانضم إلى أودري نيفنغر الكتاب كريس أدريان ونيل غايمان وكيلي لينك، وهم كتاب متفردون في كتابتهم لدراسة كتاب «الكتابة بلا حدود».

وقام جون باكويل بدراسة كتاب «أفكار هامة للقرن الحادي والعشرين»، مع مجموعة من المتحدثين البارزين منهم مايكل سيمونز روبرتس وجوليان باغيني وأليفيا لاينغ وآن ستيوارت.

وفي النهاية، ألقت جوليا دونالدسون، الحائزة على جائزة الأطفال الجدد، الضوء على وسائل جديدة للتواصل مع الأطفال في الكتب والقراءة.

تجمع خلال 17 يوما ما يقرب من 800 مؤلف من أكثر من 40 دولة، كان من بينهم الصيني المنفي الحائز على جائزة نوبل، جاو تشينغيان، الذي ناقش حياته وعمله الأخير، والأديب الأميركي العملاق روبرت كوفر وسابفير، التي كشفت عن متابعتها التي طال انتظارها لكتاب «ادفع».

وسيناقش تابياس ولف، مؤلف «حياة هذا الطفل» حياته وعمله مع كيرستي وارك، بينما رأس الوزير الأول الاسكوتلندي أليكس سالموند فعالية مع إيان بانكس. وسيدشن سابستيان باري وجون بورنسيد وتام داليل ومايكل أوداتجي ودافا سوبل كتبهم الجديدة، فيما يقدم إيه إس باتي وباتاني هيوز وجوناثان لينتش وجانيس غالواي نظرة على كتبهم المعروضة.

وإلى جانب كتاب اسكوتلنديين بارزين، مثل علي سميث وويليام ماكفاني وآلن وارنر وكاندا ماك ويليام وأندرو أوهاغان ودون باترسون وإيه إل كينيدي ولويس ويلش وإيان رانكين وألكسندر ماكال روبن وروبن روبرتسن، قامت بعض العقول العلمية الرائدة في الدولة، من بينهم كيث كامبل ودام جوسلين بل بورنل، بالتطرق إلى ثقافة التنوير والابتكار ودراسة كيف لعبت اسكوتلندا دورا مؤثرا في التطور العلمي العالمي.

وعادت جائزة الكتاب الأول تحت رعاية «نيوتن لإدارة الاستثمارات»، وقدم 47 مؤلفا الأعمال الأولى لهم، ما بين روايات وقصص قصيرة، وكان من بينهم بعض المؤلفين الدوليين البارزين بترجماتهم الأولى باللغة الإنجليزية. وستشجع جائزة نيوتن للكتاب الأول الجمهور على قراء الكتب وحضور الفعاليات، والتصويت على الشخصيات المفضلة لهم، قبل نهاية أكتوبر (تشرين الثاني).

كما كان مهرجان أدنبره الدولي للكتاب شريكا مؤسسا في «تحالف الكلمة»، وهي شبكة تضم ستة مهرجانات كتب دولية توفر منصة للتعاون الفني وتوسيع المحتوى الإلكتروني بدرجة أكبر، وتنمية مؤسساتية وحرفية وبرنامج تجول دوليا للمؤلفين. وتضم شبكة «تحالف الكلمة» مهرجان «بوك ورم» الأدبي الدولي في بكين، والمهرجان الأدبي الدولي في برلين، ومهرجان جايبور الأدبي ومهرجان ملبورن للكتاب والمهرجان الدولي للمؤلفين في تورونتو.

وفي العام الحالي، كان من بين المؤلفين الدوليين كات كينيدي وستيفن أمستردام من أستراليا وكاثلين وينتر وميريام توز من كندا ووانغ هو وبي فيو من الصين وراهول باتاشاريا وسيدارثا ديب من الهند وجوديث شالانسكي وكليمينز ماير من ألمانيا.

وقُدمت ثلاث جوائز أدبية خلال مهرجان الكتاب العام الحالي. جائزة إدوين مورغان الدولية للشعر، وجائزة جيمس تيت بلاك، بالشراكة مع جامعة أدنبره. وللمرة الأولى جائزة أفضل كتاب في العام لصندوق استثمار الرهن العقاري الاسكوتلندي، بالشراكة مع «كريتيف اسكوتلندا» أعطيت إلى جاكي كاي لمذكراتها «طريق التراب الأحمر».

ومن بين المواضيع الساخنة التي نوقشت في مهرجان أدنبره الدولي للكتاب العام الحالي، بعد مرور عشرة أعوام تقريبا على الهجمات الإرهابية في الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) بنيويورك، تداعيات الحرب على الإرهاب. وكان الكتاب وصانع الأفلام الوثائقية دومينيك سترافيلد سيناقش عمله الأخير «تاريخ العالم منذ 11/ 9».

وزعم سترافيلد أن الحروب في أفغانستان والعراق، التي تحارب باسم «الديمقراطية»، قد عززت ضعف الثقة بين المجتمعات الإسلامية الشرق أوسطية والغرب، وأن الدمار الذي لحق بالبنية التحتية للعراق والعدد الكبير لإصابات المدنيين والحرب الأهلية التالية تسببت في ضرر لا يمكن رده في العلاقات بين بريطانيا والولايات المتحدة والدول الغربية.

وعزز من رؤى سترافيلد ضابط وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية السابق مايكل شور، الذي قال في فعالية منفصلة بمهرجان الكتاب إن أميركا في سعيها لاستنساخ نفسها من ناحية العقائد والسياسيات والحقوق من خلال «احتلال» الشرق الأوسط، أفادت طالبان وتنظيم القاعدة وعززت من التمرد داخل الدول العربية، من خلال التأكيد على مخاوفهم من أن الغرب يعارض الإسلام في جوهره. وقال شوير: «واجهنا مشكلة من صنيعتنا بدرجة كبيرة ونحن الآن أسوأ مما كنا في 11 سبتمبر (أيلول) 2001».

وفي فعالية منفصلة، انضم هشام مطر إلى آلان ليتيل وأهداف سويف خلال مناقشة فكرة الثورة في شمال أفريقيا خلال القرن الحادي والعشرين. وخلال ذلك قال مطر: «الثورات ليست متعلقة بأهداف سلبية، ولكنها تتعلق ببساطة بالتخلص من الطاغية. إنها حول اكتشاف من نحن وماذا يعني أننا ليبيون». وذكر أيضا أن الثورة الليبية جعلت من الديمقراطية «فكرة حقيقة ملموسة». واعترف الكاتب بأنه لا يعرف إلى أين ستفضي الأحداث داخل ليبيا ودول مثل مصر وتونس، ولكنه اعترف بأن الإسلام عنصر هام للغاية في الحياة اليومية وفي التراث العربي، وأن المقاومة يجب أن تعثر على لغة وأن لغة المسلمين مقنعة جدا ومؤثرة في الكثير من الناس. وقال إنه سيفاجئ لو لم تشكل جماعة الإخوان المسلمين جزءا من الحكومة المصرية النهائية، «وهذا هو حصاد الديكتاتورية».

وبخصوص قضايا أقرب إلى أرض الوطن، قال مؤلف: «شافيز: شيطنة الطبقة العاملة»: «أعمال الشغب الأخيرة في إنجلترا عبارة عن نذر مظلمة لما قد يحدث». وناقش جونز عددا من المواضيع، من بينها ازدياد معدلات البطالة في المملكة المتحدة وتحول الشباب إلى الراديكالية وغياب الأمل لديهم. ووصف ذلك بأنه «مزيج قاتل» لجيل المستقبل في شباب بريطانيا، وأشار جونز إلى أن الكثير من الشباب ليس لديهم مستقبل يخاطرون به، منوها بأن ذلك عاملا مهما في اضطرابات الأسبوع الأخير داخل لندن ومانشستر وبرمنغهام. وقال إنه في مجتمع استهلاكي بصورة متزايدة يؤدي ذلك إلى حالة من الغضب والاستياء بين الكثير من المواطنين، «الذين سئموا مظاهر الثراء» في المناطق الحضرية. ولكن لم يتفق جونز على أن غياب الأخلاق في المجتمع مسؤولة عن الاضطرابات الأخيرة. وكانت فعالية جونز أولى جلسات نقاش عدة بمهرجان الكتاب الذي تطرق إلى موضوع الاضطرابات الأخيرة في المملكة المتحدة.

وإلى جانب الكثير من القضايا الحافلة التي ناقشها مؤلفون وعلماء اجتماع وسياسيون ورجال دين ومدرسون ومعلقون سياسيون بارزون، كانت هناك تساؤلات، مثل: هل يجب على الدولة الانسحاب وترك المواطنين يشكلون مجتمعاتهم؟ وهل فشلت التعددية الثقافية في بريطانيا؟ وكيف يمكننا محاربة عدوانية المجتمع إزاء الإعاقات؟

وناقشت الروائية الجزائرية الفرنسية جوليان بيتلي، مؤلفة «الإسلام والمسلمون في وسائل الإعلام البريطانية المعاصرة» ما إذا كان الفشل المزعوم لتعددية الثقافية أدى إلى تحول شباب مسلمين إلى الراديكالية.

وشاركت المدرسة كاثرين بيربالسينغ المثيرة للجدل والمؤلفة أندي ماكسيمث في ندوة فعالية تدخل الدولة في سياق المجتمع، في فعالية كانت تحت عنوان «نهاية المجتمع الكبير».