الدخول الأدبي الفرنسي الجديد 2011

الروايات تتصدر المشهد.. وليفي يبوح بأسرار ليبيا

برنار ليفي لدي لقائه أحد الثوار الليبيين («الشرق الأوسط»)
TT

يحلو لجنس الرواية في فرنسا أن يستعرض عضلاته في كل دخول أدبي، وبالتالي استطاع أن يستحوذ على الأدب بصفة شبه كلية. فالدخول الأدبي يرمز غالبا إلى عدد الروايات الصادرة والجوائز التي يمكن لهذه الرواية أو تلك أن تحصدها، ومن خلفها، بالطبع، دار النشر، وأما الكتب الأخرى من قصة قصيرة وشعر ومسرح ودراسات وقراءات فتأتي في رتبة دنيا وتحظى بتغطية إعلامية أقل، وتكون جوائزها أقل أهمية (القليلون من الفرنسيين يتذكرون اسم الشاعر المغربي عبد اللطيف اللعبي كفائز بغونكور الشعر).

هذه السنة ستعرف ما بين أغسطس (آب) وأكتوبر (تشرين الأول) صدور 654 رواية، من ضمنها 74 رواية أولى، وضمن هذا المجموع نجد 219 رواية أجنبية، أي مترجمة.

وكالعادة عاد المكرسون أو النجوم، ومن بينهم نجد فرانزن وكارير وماري داريوسيك والياباني موراكامي، من جديد لقرائهم الأوفياء. وكعادة الصحافة الثقافية بدأت تتداول أسماء بعض الروايات باعتبارها أفضل روايات الدخول الأدبي، وهكذا ارتأت مجلة «ترانسفوج» الأدبية أن رواية «نظام فيكتوريا» لإيريك رينهاردت هي أفضل رواية.

البلجيكية الحاضرة، كل سنة، في مثل هذه المناسبات، إيميلي نوطومب، قتلت أباها، على نقيض النساء العربيات المعجبات بآبائهن، في روايتها الجديدة «قتل الأب»، علها، تستطيع أخيرا أن تخطف جائزة كبرى. ولأن مهمة قتل الأب مناطة بالذكور، لا الإناث، حسب فرويد وهلوساته، فكاتبتنا دخلت الوسط الأدبي من أبواب متفرقة، وفقا لنصيحة النبي يعقوب، فهي الآن كاتبة في ملحق صحيفة «لوموند» للكتب، إضافة إلى عملها في إذاعة «فرانس أنتير» وأيضا عضويتها في لجنة تحكيم جائزة كانون الأول.

ولأن كل غريب للغريب نسيب، كما قال امرؤ القيس، يوما، فقد كرست مقالها الأول في ملحق «لوموند» الأدبي للياباني هاروكي موراكامي، وروايته الجديدة «1Q84» (التي عرفت نجاحا عالميا منقطع النظير) منتقدة موقف النقد الفرنسي الذي يجافي كتب موراكامي، وكأنها، وهي تصف موراكامي، بالنبي في وطنه، فاليابانيون شعب يقدر مبدعيه، على خلاف المثل الشهير «لا كرامة لنبي في قومه»، كانت تصف حالها (وبالتالي فعشقها المفاجئ لهذا الكاتب لا ينسينا أنها ألفت في السابق كتابا عن إقامتها في اليابان اعتبره القراء اليابانيون إهانة غربية لبلدهم)، فهي كاتبة تعرف مؤلفاتها نجاحا كبيرا، ولكن النقد الأدبي الفرنسي لم يولها ما تستحق.

وبالنسبة إلى من يريدون أن يقرأوا كتابا موهوبين، فالدخول الأدبي الجديد عرف صدور كتاب جديد للكاتب الأوروغواني كارلوس ليسكانو، «القارئ المتقلب»، يليه «حياة الغراب الأبيض»، والجمهور العربي يعرف هذا الكاتب الذي خبر سجون الديكتاتورية في الأوروغواي وكتب عن المنفى، من خلال كتب عديدة مترجمة إلى لغة الضاد.. «عربة المجانين» وغيرها، ولعل وضعية تونس وليبيا ودول أخرى، قبل الثورة، لم تكن سجونها تقل فظاعة عن الأوروغواي، وبالتالي فلن يحس القارئ العربي بـ«غربة» حقيقية.

ولأن الدخول الأدبي يتضمن صدور كتب في مجالات كتابية أخرى، فلا بد أن نشير إلى أن «الفيلسوف» برنار هنري ليفي، يستعد لإصدار كتاب جديد في شهر أكتوبر عن ليبيا بعنوان: «يوميات كاتب في زمن حرب ليبيا»، ولعلها فرصة لمعرفة من هم أصدقاء هذا الكاتب الصهيوني من ثوار ليبيا، وأيضا لمعرفة بعض التفاصيل والكواليس التي يمكن للقارئ أن يكتشف، فيما بعد، أنها مغالطات وأكاذيب وتبجحات على غرار ما وقع له مع كتابه «من قتل دانييل بيرل؟».