الصين تعولم نظامها التعليمي لتصبح مقصدا رئيسيا للآسيويين

بوجود 3000 جامعة وتطبيق التعليم الإلزامي بنسبة 90%

TT

تسعى الصين إلى تطوير وتحسين نظامها التعليمي من جديد، سواء في المدن أو في الأرياف، لتصبح أكبر مقصد آسيوي للطلاب المبتعثين بحلول عام 2020. وتوجد في الصين حاليا أكثر من 3000 جامعة، بينها 1300 جامعة حكومية تقريبا، ونحو 1200 جامعة أهلية. وهو ما لا يمنع أن الصين ترغب في إرسال طلابها أيضا للدراسة في الخارج، وتسعى إلى زيادة عدد هؤلاء، سنويا وبشكل مضطرد.

وذكرت وكالة أنباء الصين، أنه تبين خلال انعقاد الدورة الرابعة لأسبوع التبادل التعليمي بين الصين ودول الآسيان والتي أقيمت مؤخرا في مدينة قوييانغ، حاضرة مقاطعة قويتشو بجنوب غربي الصين، أنه خلال الفترة ما بين عامي 1978 و2010، وصل العدد الإجمالي للطلاب الصينيين المبتعثين للدراسة خارج البلاد إلى 1.9 مليون طالب. أما عدد الطلاب الأجانب الدارسين في الصين عام 2010 وحده، فتجاوز 260 ألفا بعد أن كان 1200 فقط في عام 1978.

وبفضل انتهاج الصين سياسة الإصلاح والانفتاح على الخارج، تسارعت الخطوات الصينية في عولمة التعليم. ومنذ عام 1978، استقبلت الصين 1.45 مليون طالب أجنبي من 189 دولة للدراسة فيها.

وفى سبتمبر (أيلول) عام 2010، أعلنت الصين خطة بشأن الدراسة في الصين، حيث حددت هدفا استراتيجيا لتطوير قضية التعليم والتدريس للطلبة الأجانب في الصين للعشر سنين المقبلة، أي تحويل الصين إلى أكبر مقصد آسيوي للطلاب المبتعثين بحلول عام 2020. ومن المنتظر أن يدرس 500 ألف طالب أجنبي في الصين كل سنة، منهم 150 ألفا في الدراسات العليا.

وأعلنت وزارة التربية والتعليم الصينية منذ أيام أن إجمالي عدد الطلاب الموفدين من الحكومة الصينية والموجودين خارج الصين كان قد ارتفع من 13000 شخص في عام 2009 إلى 16000 شخص في عام 2012.

وقال مسؤول من الوزارة إن هذا العام يعد آخر عام، لتنفيذ المرحلة الأولى لمشروع طلاب الدراسات العليا الموفدين من الحكومة الصينية والتي بدأت عام 2007. وسيتم تنفيذ مرحلة جديدة للمشروع في الفترة التي تمتد من 2012 إلى 2016، وسيزداد نطاق اختيارهم وإيفادهم من 5000 شخص في السنة الواحدة، في المرحلة الأولى إلى 6000 سنويا في مرحلة التنفيذ الجديدة مع رفع مبلغ مكافأة المتفوقين منهم. وسيغطي نطاق المكافأة 500 شخص مع تنفيذ ذلك في 29 دولة يتمركز فيها الطلاب.

ولتطوير وعولمة نظامها التعليمي لم تكتف الصين بالتركيز على جذب أكبر عدد ممكن من الطلاب الآسيويين، وابتعاث آلاف الطلاب الصينيين حول العالم، بل ذهبت لتطوير القاعدة التعليمية المدرسية بالتركيز على مدارس الأرياف. وتعهد رئيس مجلس الوزراء الصيني ون جيا باو، مؤخرا بزيادة الاستثمار في التعليم الريفي وتحسين الرعاية الاجتماعية للسكان الريفيين حيث تتطلع البلاد إلى معالجة التوزيع غير المتكافئ للموارد التعليمية بين المناطق الريفية والحضرية.

وستقدم إعانات مالية إلى المدارس الابتدائية والمتوسطة في المقاطعات الأقل تطورا بوسط وغرب الصين، ليس فقط لرفع المستوى التعليمي وإنما لتحسين الجانب الاجتماعي أيضا. وجدير بالذكر أن المدارس الريفية الصينية تخرج العدد الأكبر من الطلاب وترفد الجامعات بهم، ويعمل في هذه المدارس الريفية 9 ملايين مدرس. وقد اقتربت الصين من القضاء على الأمية بعد أن تمكنت من نشر التعليم الإلزامي بنسبة 90 في المائة بين سكانها. وهو رقم قياسي يحق لها أن تفخر به، لتعمل بعد ذلك على هدف واحد هو تحويل الصين إلى قبلة تعليمية للآسيويين جميعا.