محمد العثيم: المثقف النخبوي هو سبب تهميش المسرح

محمد العثيم
TT

انتقد الكاتب المسرحي السعودي محمد العثيم، المشتغلين بالهم المسرحي من مسرحيين وجمعية ومؤسسات ثقافية وحتى شركات القطاع الخاص، لأن هذه الجهات مجتمعة أسهمت إلى حد كبير في تهميش المسرح، وكانت استراتجياتهم التخطيطية خالية من وصفة مطورة لصناعة الفنون في السعودية، وبخاصة المسرح والدراما والسينما.

كذلك اعتبر العثيم أن المثقف النخبوي تحديدا هو أول من دق مسمارا في نعش المسرح السعودي، بسبب مسحه قيمة وصورة المسرح من ذهنه، وانكفائه على شيء من القصيد والقصة، متجاهلا أن المسرح في كل دول العالم هو رأس حرية الثقافة.

ويقول محمد العثيم، إن المثقف النخبوي عمد على تغييب المسرحيين السعوديين عن الساحة الثقافية قسرا أو خوفا منه أو خوفا عليه، وذلك لأن «المثقف النخبوي ومثقف الشعر العمودي والقصة كان يعتلي عرش الأدب ولم يعرف شيئا غيره، الأمر الذي جعل المسرحيين يعيشون حالة غياب تام، فغاب معهم المسرح السعودي عن الساحة بسبب غيابهم عن أذهان المثقفين النخبويين».

ويضيف أن «هؤلاء المثقفين لم يذكروا المسرح إلا بسؤال واحد، وهو: أين المرأة؟ وعبارات أخرى مثل: لا مسرح من دون امرأة! وكأن المسرح خارج الصيغة الاجتماعية متجاهلين أن المسرح في كل دول العالم هو رأس حرية الثقافة».

ويقول: «إن المثقفين الكبار قبل الإداريين عمدوا إلى تهميش المسرح، ذلك لأنهم هم من يقرون الخطط، فصنفوا المسرح بالغائب ووضعوه في ذيل القائمة، وهو في هذه الحالة التي وضع فيها لم يحصل على موارد دعم من أي قطاع. إن المثقف النخبوي تلازم مع الإداري المخطط، ومع (الصحوية)، في تحويل المسرح إلى مناسبة في النشاط العام وليس في العمود الفقري للثقافة».

وأوضح العثيم أن البنية التحتية للمسرح السعودي غابت لغياب التخطيط للمسرح في بنية الثقافة، و«لو وضع المسرح في خطة الدولة للتنمية مثله مثل التعليم، بمعنى أن يكون هناك قرار سياسي لتغيير حال المسرح وإنقاذه من الهوة التي يقع الآن فيها، لتغير الحال».

وعن دور وزارة الثقافة والإعلام في صناعة ونهضة المسرح، يرى العثيم أنها «مجتهدة ولكن على العكس ليس لكل مجتهد نصيب»، مفترضا أن ترعى الوزارة أعمالا مسرحية كبرى، تتعلق بتاريخ السعودية وكيانها ورموزها وشعرائها الكبار من أيام الجاهلية، بحيث يكون دور الوزارة متلازما مع الثقافة النخبوية، وليس مع الثقافة الاجتهادية الضعيفة.

وفيما يتعلق بدور جمعية المسرحيين السعوديين، يعتقد العثيم أن الجمعية نفسها تعجّ بمشكلات تخصها للدرجة التي يرى أنها لم تولد بعد، وقال: «كنا متفائلين بهذه الجمعية ونتوقع منها أن تجمع بين المسرحيين وتؤلف بين قلوبهم، فوجدناها تعج بالصراعات من داخلها وتفرق أكثر مما تجمع، حيث إنها لم تنفذ عملا واحدا منذ تأسيسها، ولم يكن لها جهد يذكر في مجال التدريب المسرحي، الذي هو أولى مهامها».