التويجري: «الإيسيسكو» تمثل الضمير الثقافي للعالم الإسلامي

المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة: فصل المرأة عن الرجل يبني مجتمعا كسيحا

د. عبد العزيز التويجري المدير العام لـ«الإيسيسكو»
TT

«الإيسيسكو» منظمة دولية متخصصة تعمل في إطار منظمة المؤتمر الإسلامي، وهي متخصصة في ميادين التربية والعلوم والثقافة والاتصال، وتهدف هذه المنظمة إلى تقوية التعاون وتشجيعه وتعميقه بين الدول الأعضاء في مجالات التربية والعلوم والثقافة والاتصال، وتدعيم التفاهم بين الشعوب في الدول الأعضاء وخارجها، للتعريف بالصورة الصحيحة للإسلام والثقافة الإسلامية، وتشجيع الحوار بين الحضارات والثقافات وأتباع الأديان، والعمل على نشر قيم ثقافة العدل والسلام ومبادئ الحرية وحقوق الإنسان، وفقا للمنظور الحضاري الإسلامي.. وغيرها من الأهداف السامية، إلا أن هذه المؤسسة تعمل أيضا على مواكبة الأوضاع والتطورات التي تعيشها البلدان الإسلامية في ظل التغيرات والثورات الحالية.

هنا حوار في الرباط مع مدير المنظمة، الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري، الذي تحدث عن مهام المنظمة ودورها في عالمنا المتغير، والصعوبات التي تواجهها في بلدان تنشط فيها قوى وتيارات متطرفة تشوه الصورة الحقيقية للإسلام.

* هل أثرت الأوضاع القلقة التي يمر بها العالم العربي على التحصيل والبحث العلمي في الجامعات الإسلامية؟

- الأوضاع التي يمر بها العالم العربي اليوم، التي يطبعها التوتر والصدامات والمطالبات الشعبية للتغيير والتخلص من عهود الاستبداد والفساد، التي أخرت نمو هذه البلدان، واستقرار الحياة فيها على أسس من العدالة واحترام كرامة المواطنين وحماية حقوقهم، تؤثر بالطبع على مجمل مسارات الحياة في هذه الدول، وليس على البحث العلمي أو الجامعات بشكل خاص. ونحن في «الإيسيسكو» حريصون على أن تقوم الجامعات في الدول الأعضاء بمهامها على خير وجه، لأنها هي محاضن العقول التي تصنع الحضارة وتبني المستقبل. وفي هذا الإطار اهتمت «الإيسيسكو» بوضع الاستراتيجيات الهادفة إلى تطوير التعليم الجامعي، وكذلك عقد المؤتمرات الوزارية المتخصصة، وفي مقدمتها المؤتمر الإسلامي لوزراء التعليم العالي والبحث العلمي، الذي عقد دورة استثنائية قبل أسبوعين في الرياض تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، ونتمنى أن لا تؤثر هذه الأوضاع المتوترة والمتغيرات الخطيرة على التعليم الجامعي بصفة خاصة، لأن التعليم هو الأساس بكل فروعه ومستوياته والأساس في تطور المجتمع ونموه وفي تحقيق الاكتفاء الذاتي له، من حيث الأطر والمؤهلات القادرة على الإسهام في صنع التنمية الشاملة.

* هل هناك مخططات لديكم لرسم صور جديدة تتوافق مع التغيرات في الدول العربية؟

- بالطبع، نحن حريصون على أن نواكب المتغيرات في الدول العربية وفي الدول الإسلامية بصفة عامة، لأن «الإيسيسكو» تعنى بالعالم الإسلامي بشكل واسع في إطار مهامها واختصاصاتها. وفي هذا السياق أؤكد أننا، ومن خلال الاستراتيجيات التي وضعناها لتطوير التربية والتعليم العالي والبحث العلمي والثقافة والعلوم بشكل عام، وكذلك في ميادين البيئة والطفولة، حرصنا، ولا نزال نحرص، على أن نواكب هذه المتغيرات وأن نقدم للدول الأعضاء الخبرة الأكاديمية والفنية التي تحتاجها لتطوير مؤسساتها ولتحسين وتجويد أدائها في هذه الميادين المختلفة. وتنفذ «الإيسيسكو» سنويا العديد من الأنشطة والبرامج الميدانية التي تساعد هذه الدول في مجالات التربية والعلوم والثقافة، وتمكن هذه الدول أيضا من أن تستفيد من خبرات المنظمات الدولية التي ترتبط «الإيسيسكو» معها باتفاقية تعاون وبرامج مشتركة، وسنواكب بالفعل كل التغيرات لأن وظيفة «الإيسيسكو» في المقام الأول هي الإسهام في دعم جهود الدول الأعضاء لتحقيق التنمية الشاملة والمتوازنة.

* طلبتم خلال الفترة الماضية تخصيص القدر الكبير من العناية والاهتمام للتعليم العالي، في رأيكم إلى أي درجة تكمن أهميته؟

- التعليم العالي هو الفضاء الذي تتكون فيه القدرات والكفاءات العلمية في مجالات المعرفة المختلفة، فالجامعات هي محاضن لصنع العقول المبدعة والكفاءات القادرة على الإسهام في التنمية الشاملة في أي دولة من دول العالم وفي العالم الإسلامي. نحن نحتاج إلى الجامعات المتميزة التي تتنافس مع الجامعات العالمية في أدائها وقدراتها والبحوث العلمية التي تجرى فيها، وكذلك في جودة التعليم الذي تقدمه، وفي المؤتمر الاستثنائي لوزراء التعليم العالي والبحث العلمي الذي عقد في الرياض، والذي أشرنا إليه، تمت دراسة الوثيقة الأساسية التي درسها رؤساء الوفود والتي أعدتها «الإيسيسكو» بالتعاون مع منظمة التعاون الإسلامي، والخاصة بمؤشرات تقييم الأداء الرئيسية للجامعات في العالم الإسلامي. وهذه المؤشرات ستمكن الجامعات من تحسين أدائها وتطويره ومن العمل على تلافي جوانب النقص لديها سواء في التجهيزات أو في إعداد هيئة التدريس، والمواد التي تدرس وأساليب التدريس والمختبرات العلمية والمكتبات المرجعية وغيرها من الوسائل والإمكانات التي تجعل من الجامعة جامعة متمكنة تسهم في تنمية المجتمع. فهذه المؤشرات إذا ما اعتمدت من قبل هذه الجامعات، وقد اعتمدت بالفعل من المؤتمر، ستكون دليلا إرشاديا لهذه الجامعات يساعدها في تطوير أدائها، والوصول إلى مجال التنافس مع الجامعات الدولية، وكذلك الدخول في التصنيف الدولي.

* هل هناك مشكلات صعبة ومعقدة تعاني منها الجامعات والمعاهد العليا في الدول الإسلامية؟

- من أهم المشكلات والعوائق التي تحول بين الجامعات في العالم الإسلامي والوصول إلى العالمية أو إلى المكانة التي تمكنها أن تكون فاعلا رئيسيا في إحداث التنمية المعرفة والتغيير الإيجابي في مجتمعات هذه الدول، نقص الإمكانات المالية التي تمكنها من إقامة مرافقها المختلفة من مختبرات ومكتبات واستقطاب أعضاء هيئات التدريس المتميزين والقيام بالبحوث والدراسات المتخصصة في مجالات المعرفة المختلفة، لذلك فإن الجامعات التي لا تملك هذه المقومات قد تتأخر في تقدمها وفي إسهامها في تنمية المجتمع. لكن هناك كثير من الجامعات في الدول الأعضاء في «الإيسيسكو»، قد وصلت إلى مرحلة التميز ولديها الإمكانات كبيرة. وأشير هنا إلى جامعات المملكة العربية السعودية التي وصل عدد منها إلى مستوى متقدم في التصنيفات الدولية، في مقدمتها جامعة الملك سعود وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن وجامعة الملك عبد العزيز، وغيرها من الجامعات الموجودة في المملكة. وأنا أعلم أن وزارة التعليم العالي في المملكة العربية السعودية، التي هي الإطار الأوسع الذي تنتظم فيه هذه الجامعات ويشرف على أعمالها ويقدم الكثير من العمل لتطويرها، حريصة على أن يتطور العلم الجامعي وأن تتقدم الجامعات في المملكة العربية السعودية لتصل إلى المستويات العالمية، ومن تمكين خريجي هذه الجامعات من المشاركة الفاعلة في تنمية وتطوير المجتمع.

* يتحدث البعض عن «حقائق صادمة» في مجال التعليم العالي في العالم الإسلامي.. ما هي هذه الحقائق الصادمة، وكيف ستعملون على تجاوزها، أو التخفيف من آثارها في الأقل؟

- هناك حقائق صادمة كثيرة في العالم الإسلامي؛ ليس فقط في مجال التعليم العالي، وإنما في مجالات أخرى أيضا، لكنه لا بد من مواجهتها بكل شجاعة وموضوعية. نحن مطالبون في العالم الإسلامي بأن نقف أمام هذه المشكلات وأمام هذه العوائق لنتعرف على أبعادها ومسبباتها وأن نتعامل معها بمنهج علمي وبواقعية كبيرة حتى نتجاوزها، ونجد مخارج للأزمات التي تتسبب فيها، وبالفعل هناك في مجال التعليم الجامعي أزمات صادمة لا بد من مواجهتها، والدليل على ذلك أن الأغلبية الكبرى من جامعات العالم الإسلامي لا تزال في مؤخرة الركب، وفي التنصيف الدولي تجدها دائما غير حاضرة، لذلك نحن مطالبون بأن نعالج مواطن الخلل بحكمة وحسن تصرف، وأن يكون هناك تعاون وتكامل بين الجامعات في العالم الإسلامي في إطار اتحاد جامعات العالم الإسلامي الذي تحتضنه «الإيسيسكو»، والذي أتشرف بأن أكون أمينا عاما له بالإضافة إلى مهامي في «الإيسيسكو».

* يوجد عدد كبير من الجامعات في المملكة العربية السعودية.. كيف تصنف هذه الجامعات قياسا بالجامعات الأخرى في البلدان الإسلامية؟

- في الحقيقة المملكة العربية السعودية بتوجيهات من الخادم الحرمين الشريفين، توجهت في مجال التعليم الجامعي توجها واسعا ومفيدا، بعد أن كان لدينا 8 جامعات في جميع أنحاء المملكة أصبح اليوم لدينا 28 جامعة حكومية و8 جامعات أهلية، كما أنه لا يزال هناك المزيد من الجامعات التي يخطط لإنشائها، هذه الحقائق المبهجة التي نراها أمامنا اليوم في المملكة العربية السعودية تؤكد أن الدولة تهتم اهتماما كبيرا بالتعليم الجامعي إيمانا منها بأن هذا الجانب الحيوي في مجتمعنا هو الأساس في إخراج القدرات العاملة والمؤهلة التي ستغني المجتمع وستمكنه من أن يحقق مخططاته التنموية بشكل فعال، لأنه من دون جامعات قوية وجيدة ومن دون خريجين في هذه الجامعات على قدر كبير من الكفاءة والقدرة المعرفية لن يتطور المجتمع.

* وهل تحظى جامعات العالم الإسلامي بمكانة بين الجامعات العالمية؟

- هناك عدد قليل من جامعات العالم الإسلامي التي وصلت إلى مستويات متقدمة.. بالطبع تحدثنا عن جامعة الملك سعود وجامعة الملك فهد، وهناك أيضا جامعات في تركيا وماليزيا وفي عدد من الدول الأعضاء «الإيسيسكو» التي وصلت إلى مستويات متقدمة، لكن هذا كله لا يزال بعيدا عن الصفوف الأولى، نحن نطمح إلى أن نصل إلى الجامعات الـ50 الأولى. وهذا يتطلب الكثير من الجهد والكثير من الإنفاق والمتابعة، والتقييم لعمل الجامعات لتجويده وتمكينه من أن يصل إلى العالمية.

* صنفت بعض الجامعات الإسلامية بعد أحداث 11 سبتمبر (أيلول)، خصوصا في السعودية، بأنها محرضة على الإرهاب، ما رأيكم؟

- هذا هراء.. لأن الجامعات في المملكة العربية السعودية جامعات علمية رصينة مناهجها محترمة وعلمية، كما أن المشرفين عليها من خيرة المثقفين والمؤهلين من أبناء المملكة. الإرهاب لا علاقة له بالجامعات ولا بالدين ولا بالثقافة، الإرهاب عمل إجرامي يمارسه ويقوم به مجرمون لا علاقة لهم بالدين ولا للثقافة، وهم موجودون في كل مجتمع من مجتمعات الإنسانية. الذين روجوا لهذه المقولة هم أعداء المملكة العربية السعودية وأعداء الإسلام، الذين يريدون إلصاق هذه التهم الباطلة بمجتمعاتنا وبديننا وثقافتنا والهدف من ذلك واضح وهو تشويه صورة العالم الإسلامي وتشويه حاضنة العمل الإسلامي المشترك، وهي المملكة العربية السعودية، لكن هذه كلها ذهبت في مسارات بعيدة، ولا يمكن أن تؤثر على حقائق الأمور في عالمنا الإسلامي ولا أن تؤثر على حقيقة ما يجري في المملكة من تنمية شاملة. قد يكون هناك بعض الأفراد من المواطنين السعوديين الذين انخرطوا في الإرهاب وذلك بسبب الانجرافات التي ذهبوا فيها بحكم علاقتهم بمنظمات إرهابية، لكنني أكرر أن لا علاقة لهذا بالتعليم الجامعي ولا بالسياسة التي تنتهجها المملكة في مجال التعليم الجامعي.

* كيف تنظرون إلى وضع المرأة السعودية الآن في السعودية، وبخاصة بعد القرارات التي أصدرها خادم الحرمين الشريفين بشأن مشاركتها في مجلس الشورى؟ البعض لا يزال يتحفظ على ذلك..

- أولا المرأة شقيقة الرجل، وشريكته في الحياة بكل أبعادها. والإسلام لم يفصل بين الرجل والمرأة في بناء المجتمع وتنميته، بل دعا إلى أن تتشارك كل قوى المجتمع رجالا ونساء في بناء المجتمع وتنميته وحمايته والمحافظة على مكتسباته، والقرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة حافلان بالآيات والأحاديث التي تؤكد ذلك، وتاريخ المسلمين فيه من النماذج المشرفة والمشرقة التي تبين، مكانة المرأة ودورها في المجتمع المسلم. الذين يتحفظون على هذا هم فريقان إما فريق منغلق في فهمه للإسلام، أو جاهل بحقائق التعاليم الإسلامية ومقاصد الدين الإسلامي، لذلك فاعتراضهم أو تحفظهم لا قيمة له، لأن المعول عليه في مثل هذه الأمور هو صحيح الدين وثابت الممارسات التي سجلها التاريخ في عصر النبوة وما جاء بعد ذلك من عصور. لهذا فإن المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة عندما تلقت نبأ القرارات التي أصدرها خادم الحرمين الشريفين، بشأن مشاركة المرأة في المملكة العربية السعودية في مجلس الشورى، أصدرت بيانا أيدت فيه هذا المنحى وهذا التوجه وأشادت به. نحن نقول ذلك من منطلق معرفتنا بديننا وحقائق التاريخ الإسلامي. الذين يريدون أن يفصلوا المرأة عن الرجل في بناء المجتمع، هم يريدون للمجتمع أن يكون مجتمعا كسيحا، يسير على قدم واحدة، هذا ليس من العقل ولا الشرع في شيء. وخادم الحرمين الشريفين عندما أعلن هذه القرارات ربطها بالضوابط الشرعية، وبالتالي الذين يعترضون لا مجال لاعتراضهم؛ إذا كان اعتراضهم على حضور المرأة فالمرأة تحضر في المساجد وتحضر في المناسبات الدينية في الحج والعمرة وفي بيوت العلم والجامعات، كما أنه في تاريخ المسلمين كان للمرأة حضور واضح في الحروب والبيع في الأسواق.. لذلك أرى أن اعتراضات البعض ليس ذا قيمة، وأرجو من أصحابها مراجعتها، لأن في هذا تعطيلا للمجتمع وهضما لحق المرأة ومكانتها.

* من أهداف المنظمة الدائمة التصدي للحملة العدائية ضد الإسلام والمسلمين، إلى أين وصلتم؟

- الحملة على الإسلام والمسلمين موجودة ومتنامية في كثير من المجتمعات الغربية مع الأسف الشديد وتقف وراءها تيارات معادية للإسلام وللأمة الإسلامية. و«الإيسيسكو» منذ إنشائها وهي تعمل في مجال تقديم المعلومات الصحيحة عن الإسلام والمسلمين ومواجهة الحملات المغرضة التي تسعى إلى تشويه صورة الإسلام والمسلمين في العالم، بالتالي، فنحن ما زلنا نواجه هذه الحملة التي تتخذ أشكالا وصورا مختلفة سواء في ما يبث في وسائل الإعلام أو ما ينتج من أفلام، أو ما يصدر من كتب ودراسات أيضا.. كل ذلك نتصدى له ونواجهه بالمعلومة الصحيحة ونفند ما يرد فيها من أكاذيب وافتراءات. «الإيسيسكو» تعقد المؤتمرات والندوات العلمية وتصدر الإصدارات باللغات الـ3، العربية الإنجليزية والفرنسية، وتشارك أيضا في كثير من المنتديات الدولية سواء في إطار الحوار بين الثقافات والحضارات أو في إطار علاقتها مع «اليونيسكو»، ومجلس أوروبا وغيرها من المنظمات الدولية.

نحن لا نتوقع أن تتوقف هذه الحملات، فالعداء بين أعداء الإسلام والأمة الإسلامية بدينها وثقافتها سيستمر، ونحن مطالبون بأن نكون دائما في مستوى المواجهة الفعلية لمثل هذه الدعوة الظالمة والافتراءات الكاذبة بالحكمة والكلمة الصادقة، والعمل الأكاديمي المنظم، وهذه مسؤولية كل المثقفين في كل أنحاء العالم، وليست مسؤولية «الإيسيسكو» وحدها.

* وهل تواجهون صعوبات في تقبل وجهات النظر التي تعبر عنها المنظمة بهذا الصدد؟

- هناك من يتقبل من العقلاء إذا اتضحت لهم الحقيقة وقبلوها، وهناك من يعاند ويستمر في غيه لأن منطلقه ليس منطلق البحث عن الحقيقة، وإنما منطلق التعصب والبحث عن الإساءة، فنحن نتعامل مع كل حالة حسب طبيعتها ومع كل عقل حسب مستواه وفهمه.

* وما هي الدول أو المنظمات التي تواجهون معها صعوبات؟

- في الحقيقة، نواجه الصعوبات في كل الأماكن. هناك دول فيها جمعيات وتيارات سياسية متعصبة جدا في هولندا، وإلى حد ما ألمانيا، وفرنسا أيضا، لكن الساحة مفتوحة.. نحن لا نتردد في الذهاب إلى أي موقع والتعاون مع أي مؤسسة تريد الحوار والعمل المشترك لما فيه خير للإنسانية جمعاء، فهدفنا أن نضع الحقائق أمام الناس ونبين الأخطاء، إن كانت موجودة، لكننا لا نجبر أحدا على اعتناق ما ندعو إليه. والذي نبحث عنه هو الحقيقة والتعاون في المشترك الإنساني، فـ«الإيسيسكو» هي الضمير الثقافي للعالم الإسلامي.