اصدارات

TT

رواية فلسطينية عن الانتفاضة الأولى

لندن: «الشرق الأوسط»

صدر مؤخرا عن دار فضاءات للنشر والتوزيع كتاب «إلى الغرب من نهر الأردن.. الجزء الأول - كفر عويناس»، للكاتب الفلسطيني د.موسى عليان.

يقع الكتاب في 480 صفحة من القطع المتوسط، وصمم غلافه الفنان نضال جمهور. ويقول الباحث الفلسطيني علاء أبو ضهير عن الرواية «كثيرة هي الدروس التي نتعلمها من رواية (إلى الغرب من نهر الأردن)، لكن أكثرها قوة هو ضرورة الاهتمام بتفاصيل الحياة اليومية وتوثيقها قدر الإمكان، لأن ما نحياه اليوم هو أرشيف للغد، وما نعيشه اليوم من بؤس وألم وشقاء هو مادة خصبة لكتابة تاريخ مرحلة أخرى من مراحل حياة هذا الشعب الذي لم يخرج من أزمة حتى يدخل في أخرى.. لم يجد هذا الشعب وقتا كافيا لكتابة تاريخه، فالأفضل أن نهتم بتدوين كل ما نستطيع تدوينه من تفاصيل حياتنا الثقافية والاجتماعية، لأن ما نقوم بتدوينه يصبح تاريخا موثقا قبل أن يأتي يوم لا نستطيع فيه العودة إلى مكان الحدث ذاته للبحث عن قصاصة هنا أو أخرى هناك».

والرواية هي جزء أول من ثلاثية، ومحورها الرئيسي أحداث الانتفاضة الفلسطينية الأولى، التي عالجها الكاتب على شكل الحبكة السينمائية، ويدور جزء كبير من أحداثها في الريف، حيث تعكس نضال الفلاحين والمزارعين من خلال كفاح شخصيات الرواية على المستويين الداخلي والخارجي: أي الصراع الدموي مع الاحتلال من جهة، والنضال ضد جزء كبير من العادات والتقاليد البالية التي تنخر في عظام الشعب، فيزيد ضررها أحيانا عن مساوئ الاحتلال من جهة أخرى.

والشخصية المحورية في الرواية هي قيس، الذي يدرك قضية شعبه بأبعادها المختلفة، فهو يناضل على جبهتين: ضد الاحتلال الإسرائيلي من جهة، وضد التخلف الذي يقف حائلا دون انطلاقة شعبه من جهة ثانية. وعلى الطرف الآخر أو النقيض، هناك مبارك أو ديفيد، رجل المخابرات الإسرائيلية، الذي عهد إليه بإقامة جيش من المتعاونين في قلب الريف للقضاء على الانتفاضة، مستعملا من أجل تحقيق ذلك مختلف الطرق اللاشرعية واللاأخلاقية. وبينهما توجد العديد من الشخصيات المتنوعة، ابتداء من المناضل الذي يحارب الاحتلال بكل ما أوتي من قوة، ثم المختار الذي لا يهتم سوى بتحقيق مصالحه، ثم الطالب ورب الأسرة والمغترب، وكل منهم يرى الانتفاضة من موقعه.

أما الجانب النسوي فقد تمثل بالعديد من الشخصيات، أبرزهن نورا وجميلة، اللتان تقعان بسبب ضآلة خبرتهما العملية في براثن المخابرات الإسرائيلية، فتجد الأولى من يقف معها وينقذها في آخر لحظة، في حين أن الثانية لا يحالفها الحظ فتسقط إلى القاع وتتحول إلى أداة في يد المخابرات.. إلا أن البطلة الحقيقية هي الطبيبة إيمان التي وقفت مع زوجها ضد الاحتلال وضد الكثير من العادات المتوارثة التي تفتك بالريف.